كانت مدينة الإسكندرية القديمة، التي تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط في مصر، تتمتع بمكانة فريدة ودائمة باعتبارها العاصمة الفكرية في عصرها. ولا يزال إرثها الرائع كمركز للمعرفة يأسر المؤرخين والعلماء على حد سواء لكن كيف اكتسبت الإسكندرية هذه السمعة الرائعة؟ كان هناك العديد من العوامل المؤثرة، بدءًا من الدعم المالي من حكامها إلى موقعها الاستراتيجي ومعالمها الأسطورية مثل مكتبة الإسكندرية الكبرى ولعدة قرون، كانت المدينة مركزًا للتعلم والبحث والابتكار، إذًا، ما الذي جعل هذه المدينة القديمة مميزة جدًا؟ هذ ما يحيب عنه تقرير موقع ancient origin.
موقع المدينة
أسس الإسكندر الأكبر الإسكندرية عام 331 قبل الميلاد، أي قبل ثماني سنوات فقط من وفاته عام 323 قبل الميلاد وسرعان ما أصبحت مدينة محورية بسبب موقعها الاستراتيجي .
في سعيه لتوطيد إمبراطوريته، اختار الإسكندر هذا الموقع على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط في مصر. وكان هدفه إنشاء ميناء مهم من شأنه تسهيل التجارة بين مصر وبقية إمبراطوريته الشاسعة، وتعزيز النمو الاقتصادي.
موقع المدينة عند مصب نهر النيل جعلها مركزًا بحريًا مثاليًا وفي عهد بطليموس، ازدهرت الإسكندرية وأصبحت في نهاية المطاف عاصمة للمملكة البطلمية. وقد عززت منارتها الشهيرة وفاروس ومكتبة الإسكندرية الشهيرة التي تضم عددًا لا يحصى من المخطوطات أهميتها التاريخية وأدى هذا المزيج من التجارة والثقافة إلى تحويل الإسكندرية إلى مدينة نابضة بالحياة.
تأثير أرسطو
أمضى كل من الإسكندر وخليفته بطليموس الأول وقتًا مع الفيلسوف اليوناني الشهير أرسطو وتعلما على يده فلا يمكنك مقابلة رجل مثل أرسطو دون أن تتعلم بعض الأشياء.
كانت مهمة أرسطو التي أعلنها لنفسه في الحياة هي جمع كل المعرفة الإنسانية ونقلها إلى الأجيال القادمة. قادته هذه المهمة إلى تأسيس مدرسة ليسيوم في أثينا، وهي واحدة من أولى الجامعات الحقيقية.
وهنا قام ببناء مكتبة خاصة كبيرة ومتحف بتمويل من الإسكندر كما قدم الإسكندر العديد من تحف ومعروضات المتحف خلال رحلاته ومع ذلك، كانت أثينا مدينة في حالة تراجع واختار خلفاء الإسكندر موقعًا جديدًا لمواصلة مهمة أرسطو.
وقد قرر بطليموس أن يبدأ مجموعته الخاصة من الأشياء والكتب والعقول المدبرة في الإسكندرية وأصبحت مُثُل أرسطو وبطليموس الفكرية هي روح الأسرة البطلمية حتى أن خليفته بطليموس الثاني تلقى تعليمه على يد خليفة أرسطو ستراتو لامبساكوس.