يتوقع مسؤولون أمريكيون، أن تستمر المرحلة الحالية من الغزو البري الإسرائيلي لغزة الذي يستهدف الطرف الجنوبي من القطاع عدة أسابيع قبل أن تنتقل إسرائيل، ربما بحلول يناير، إلى استراتيجية أقل كثافة تستهدف بشكل ضيق مقاتلين وقادة محددين من فصائل المقاومة.
وقال مسئول كبير في إدارة بايدن لشبكة سي إن إن، أنه مع دخول الحرب جنوب قطاع غزة مرحلة جديدة يشعر البيت الأبيض بقلق بشأن تطور العمليات الإسرائيلية خلال الأسابيع المقبلة، وأضاف أن الولايات المتحدة حذرت إسرائيل بشكل جاد ومباشر من أن قوات الدفاع الإسرائيلية لا يمكنها تكرار نفس التكتيكات التي استخدمتها شمال القطاع ويجب عليها بذل المزيد من الجهد للحد من الخسائر.
وأبلغت الولايات المتحدة، إسرائيل أنه مع تحول الرأي العام العالمي بشكل متزايد ضد حملتها البرية، التي أودت بحياة آلاف المدنيين، فإن مقدار الوقت المتاح لإسرائيل لمواصلة العملية بشكلها الحالي والاحتفاظ بدعم دولي حقيقي يتضاءل بسرعة.
وفي تحذيره العلني الأقوى حتى الأن، حذر وزير الدفاع الامريكي لويد أوستن إسرائيل من أنها لا تستطيع "الفوز في حرب المدن إلا من خلال حماية المدنيين"، وقال أوستن خلال حديثه في منتدى "ريجان" أن الدعم الأمريكي لإسرائيل "غير قابل للتفاوض".. لكنه أضاف أن إسرائيل تخاطر باستبدال "نصر تكتيكي بهزيمة استراتيجية" إذا لم تفعل المزيد لحماية المدنيين.
وكان استشهد أكثر من 16 ألف شخص خلال الحرب التي بدأت في السابع من أكتوبر، وعلى الرغم من أن كبار المسئولين في إدارة بايدن دعوا إسرائيل لبذل المزيد من الجهد لتقليل عدد الوفيات بين المدنيين إلا أنهم حرصوا على عدم توجيه إدانات مباشرة للتكتيكات الإسرائيلية، حيث يعتقد المسئولين الأمريكيين أنه من الأكثر فعالية تقديم المشورة لإسرائيل بهدوء خلف الكواليس.
وقال المسئول الأمريكى، إنهم لم يشعروا بالارتياح لاستخدام كلمة "متقبلة" للتعبير عن رد إسرائيل حتى الآن على النصيحة العسكرية للإدارة على عكس بعض التصريحات العامة الصادرة عن كبار أعضاء الإدارة.
وعلى الجانب الاخر، سواء في العلن أو في السر، يؤكد المسؤولون الإسرائيليون أن هذا الجزء من هدفهم النهائي يتلخص في إضعاف فصائل المقاومة إلى الحد الذي يجعلهم غير قادريين على تكرار الهجوم الذي شنته على إسرائيل في السابع من أكتوبر.
ومن المتوقع أن تستمر إسرائيل في السعي لتحقيق هذا الهدف في المرحلة التالية من الصراع الذي يعتبره المسؤولون الأمريكيون "حملة طويلة الأمد"، ووافق مسؤول إسرائيلي على أنه من المرجح أن تتم عملية انتقالية في الأسابيع القليلة المقبلة، قائلاً: "نحن في عملية عالية الكثافة في الأسابيع المقبلة، ومن ثم ربما ننتقل إلى وضع منخفض الشدة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة