المتحف المصرى الكبير من المشاريع العملاقة التي تعمل الدولة المصرية على إنجازها، في إطار اهتمامها بالحضارة والتراث المصرى القديم، ويعد المتحف الكبير أكبر الصروح الثقافية فى العالم، إذ يضم أكثر من 50 ألف قطعة أثرية، تضم لأول مرة مجموعة الملك الذهبى توت عنخ آمون التي تعرض بشكل كامل أمام الزوار، وخلال الأيام القليلة الماضية، عقد أحمد عيسى وزير السياحة والآثار اجتماعاً مع قيادات فريق العمل بالمتحف المصري الكبير، لمتابعة آخر ما آلت إليه مستجدات الأعمال بالمتحف.
مركب خوفو
ومن ضمن الأمور التى تم استعراضها خلال الاجتماع آخر تطورات الأعمال بالمتحف، وما تم تنفيذه من أعمال داخل قاعات العرض الرئيسية ولهذا نستعرض عبر التقرير التالى ما يتفرد المتحف به وهو ضم متحف نوعى خاص بمراكب خوفو.
ويعد المتحف النوعى الخاص بمركب خوفو هو عرض مركب خوفو الأول والثاني بجانب بعض، حيث إن المتحف الآن ضم المركب الأول التى تم نقلها من منطقة آثار الهرم إلى المتحف الكبير، كما تم الانتهاء من رفع أخشاب المركب الثاني وتم ترميمه، الترميم الأول ويتم العمل بالمرحلة الثانية على أعمال الترميم النهائى وتجميع المركب، داخل مبنى ضخم وسيناريو عرض متميز لعرض المركبين، بتصميم المهندس اللواء عاطف مفتاح المشرف العام على المتحف الكبير، وجاء ذلك في إطار دعم القيادة السياسية لملفات وزارة السياحة والآثار، والتوجيه برفع كفاءة وتطوير المشروعات الأثرية والتراثية، التي بدورها تحقق المردود الإيجابي على السياحة المحلية والدولية.
يعد نقل مركب خوفو واحدًا من أهم المشروعات الهندسية الأثرية المعقدة، فهي نتاج جهد وتعب ودراسة، وتخطيط وإعداد وعمل جاد، امتد أكثر من 30 شهرًا، بداية من تولي اللواء عاطف مفتاح، المشرف العام على المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة، وتمت الدراسة من أكتوبر 2018، وتم عرضها على القيادة السياسية، وصدر القرار في مايو 2019 إلى أن تمت عملية النقل في أغسطس 2021.
خلال أعمال نقل مركب خوفو
التجارب التي تسبق عملية النقل الفعلية للمركب جرت على عدة مراحل أولها انطلقت في يونيه 2021، حيث تمت محاكاة لعملية نقل مركب الملك خوفو الأول، إلى المتحف المصري الكبير، بواسطة العربة الذكية، والتي تم استقدامها خصيصًا من بلجيكا، لنقل المركب كقطعة واحدة، بعد حمايتها وتأمينها أثناء التحرك، أما التجربة المحاكاة الثانية لعملية النقل يوليو2021، حيث جرت وقائع تنفيذها على مدى ثلاثة أيام متتالية، (وذلك بدءًا من الساعة الثامنة صباح الثلاثاء 13 يوليو، وحتى فجر يوم الجمعة 16 يوليو)، وقد تمت بنجاح تام.
وتمت عملية النقل النهائية علي مدار 3 أيام متواصلة، انتهت بوصول مركب الملك خوفو الأولى في أغسطس 2021، وذلك بعد 48 ساعة من بدء عملية نقلها من مكان عرضها بمنطقة آثار الهرم، إلى المتحف المصري الكبير، وتمت تمت عملية النقل بدقة شديدة، مع ضمان كافة سبل الحماية للمركب، والتي تم نقلها كقطعة واحدة، داخل هيكل معدني للحماية، وتم رفعها إلى العربة الذكية آلية التحكم عن بعد، لتستقر المركب في موقعها الجديد، في مبنى متحف مراكب خوفو بالمتحف المصري الكبير، ونعد الشعب المصرى والعالم بأننا سنقدم هدية ثقافية حضارية تليق باسم مصر والمصريين وتاريخه العظيم.
وعن قصة اكتشاف المركب فكان المهندس المصرى كمال الملاخ يقوم بأعمال التنظيف وإزالة الرديم جنوب الهرم الأكبر، فكشف عن حفرتين لمركبين مغطيين بكتل من الحجر الجيرى الجيد، وأن للهرم الأكبر ثلاث حفرات أخرى منقورة فى الصخر الطبيعى لهضبة الجيزة تأخذ شكل المراكب فى الناحية الشرقية للهرم، تقع اثنتان منها فى الناحية الجنوبية والناحية الشمالية للمعبد الجنائزى، بينما تقع الحفرة الثالثة شمال الطريق الصاعد للهرم الأكبر.