يهدد انهيار مفاوضات الهجرة فى مجلس الشيوخ بالكونجرس الأمريكى بعرقلة حزمة الأمن القومى للرئيس جو بايدن، بما فى ذلك المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأوكرانيا، حتى مع قيام البيت الأبيض بدفعة متجددة فى الكابيتول هيل، حيث تعهد الجمهوريون بعرقلة حزمة مساعدات بايدن ما لم يوافق الديمقراطيون على تشديد قوانين اللجوء والإفراج المشروط الأمريكية فى إجراءات الهجرة، لكن المفاوضات بين الحزبين بشأن اتفاق سياسة الحدود، بقيادة السيناتور جيمس لانكفورد، الجمهورى عن أوكلاهوما، والسيناتور كريس مورفى، الديمقراطى عن ولاية كونيتيكت، تعثرت وسط خلافات عميقة.
وفقا لشبكة أن بى سى، قال أحد المساعدين الديمقراطيين، إن مفاوضيهم عرضوا مقترحات لتسريع وتبسيط عملية معالجة طلبات اللجوء، بل ووضعوا على الطاولة تغييرات على معيار "الخوف الموثوق" للموافقة على طلب اللجوء، على عكس رغبات المدافعين عن الهجرة. لكنه قال أن الجمهوريين يصرون على سياسات متطرفة من شأنها "إنهاء اللجوء كما نعرفه" وخلق سلطات موسعة لإغلاق الحدود، وهو أمر لا يمكنهم تحمله.
وقال المساعد: "يدرك الديمقراطيون أن الجمهوريين غير راغبين أو غير قادرين على التوصل إلى حل وسط بشأن اقتراح معقول يمكن تمريره".
وانتقد زعيم الأغلبية الديمقراطية فى مجلس الشيوخ تشاك شومر مطالب الحزب الجمهورى ووصفها بأنها "طلبات ترامب"، وقال شومر: "إن التعطيل فى الملحق الأمنى لم يكن يتعلق بأوكرانيا أو إسرائيل أو بشأن المحيط الهادئ الهندى، بل بسبب القرار الجمهورى بإدخال تدابير الهجرة اليمينية المتشددة فى النقاش نحن على استعداد لتقديم تنازلات، لكننا لن نستمر فى الدوران إذا لم يكن الجمهوريون مهتمين بلقائنا فى منتصف الطريق".
رد السيناتور جون كورنين، الجمهورى من تكساس، على شكاوى الديمقراطيين فى مقابلة قصيرة، وقال: "أعتقد أن هناك سوء فهم من جانب السيناتور شومر وبعض أصدقائنا الديمقراطيين هذه ليست مفاوضات تقليدية، حيث نتوقع التوصل إلى تسوية بين الحزبين بشأن الحدود. هذا هو الثمن الذى يجب دفعه للحصول على المبلغ الإضافي".
وقال مصدر ديمقراطى مطلع على المفاوضات لشبكة أن بى سى نيوز، إن مطالب الجمهوريين فى مجلس الشيوخ "تحركت فى الاتجاه الخاطئ" منذ أن التقى رئيس مجلس النواب مايك جونسون، الجمهورى عن ولاية لوس أنجلوس، مع أعضاء مجلس الشيوخ من الحزب الجمهورى يوم الأربعاء الماضي.
وقال زعيم الأقلية فى مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، إن الجمهوريين أوضحوا أن التغييرات الجادة فى السياسة على الحدود هى شرط لتمرير المساعدات لأوكرانيا، وهو ما قال أنه يدعمه.
وقال عضو الأغلبية فى مجلس الشيوخ ديك دوربين، ديمقراطى من إلينوى، إنه ستكون هناك عواقب وخيمة إذا فشلت الحزمة، وأضاف: "الوضع سيكون يائسا.. سوف يؤذى أوكرانيا على الجانب الإنسانى.. سيكون الامر مؤلما.. انا متاكد أن الامر سيكون محبط للإسرائيلين أيضا".
ووفقا للتقرير، المخصصات المالية كانت محل نقاش منذ عدة أسابيع داخل الكونجرس فى الوقت الذى حذر فيه البيت الأبيض من نفاد الموارد الحالية المخصصة لتقديم الدعم اللازم لأوكرانيا بنهاية العام الحالى، وأنه فى حالة رفض الكونجرس تقديم حزمة جديدة من الدعم لكييف فسوف ينتصر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى حرب أوكرانيا.
ويعلق الجمهوريون موافقتهم على تقديم مزيد من الدعم لأوكرانيا على موافقة الديمقراطيين على تغيير نظام اللجوء إلى الولايات المتحدة، وتشديد الإجراءات الأمنية على الحدود مع المكسيك للحد من أزمة الهجرة التى تواجهها أمريكا.
وفى وقت سابق، تقدم الرئيس الأمريكى جو بايدن بطلب للكونجرس للموافقة على حزمة جديدة من المساعدات لأصدقاء الولايات المتحدة ومنهم أوكرانيا تصل قيمتها إلى 106 مليار دولار، إلا أن الجزء الخاص بأوكرانيا قوبل بالرفض من جانب الجمهوريين.
وبعثت مديرة ميزانية البيت الأبيض، شالاندا يونج، برسالة يوم الاثنين تناشد فيها الكونجرس الموافقة على تمويل المساعدات الخارجية بسرعة.
وكتبت يونج: "أريد أن أكون واضحا: بدون تحرك من الكونجرس، بحلول نهاية العام، سوف تنفد الموارد اللازمة لشراء المزيد من الأسلحة والمعدات لأوكرانيا ولتوفير المعدات من المخزونات العسكرية الأمريكية ليس هناك قدر سحرى من التمويل متاح لتلبية هذه اللحظة. لقد نفد المال لدينا - ونفد الوقت تقريبًا."
ورد رئيس النواب فى بيان: "لقد فشلت إدارة بايدن فى معالجة أى من المخاوف المشروعة لمؤتمرى بشكل جوهرى بشأن عدم وجود استراتيجية واضحة فى أوكرانيا، أو طريق لحل الصراع، أو خطة لضمان المساءلة بشكل مناسب عن المساعدات التى يقدمها دافعو الضرائب الأمريكيون فى هذه الأثناء، تتجاهل الإدارة باستمرار الكارثة على حدودنا. وقد قرر الجمهوريون فى مجلس النواب أن أى حزمة تكميلية للأمن القومى يجب أن تبدأ من حدودنا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة