وافقت أرمينيا على عدم عرقلة ترشيح أذربيجان لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة العام المقبل COP29، في إطار سلسلة من مبادرات حسن النية المتبادلة التى تهدف إلى تعزيز المصالحة بين الجارتين المتباعدتين في جنوب القوقاز.
وقال بيان مشترك من الإدارتين إن هذه الخطوة كانت بادرة حسن نية لتعزيز المصالحة بين الجارين المتباعدين في جنوب القوقاز.
وكان من المتوقع في السابق أن تقوم أذربيجان وأرمينيا بعرقلة محاولات بعضهما البعض لاستضافة البطولة، وفي الوقت نفسه، استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد طلبات تقدمت بها دول من الاتحاد الأوروبي، الذي فرض عقوبات على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا، وقد أدى ذلك إلى منع عرض بلغاريا لاستضافة القمة.
لا يمكن لهذه الخطوة أن تحل فقط مشكلة معلقة على قمة COP28 التي تقام حاليا في دبي، ولكنها تشير أيضًا إلى ثقة أكبر بين يريفان وباكو بعد أن استولت أذربيجان في سبتمبر على منطقة ناجورنو كاراباخ الانفصالية من الأرمن العرقيين الذين كانوا يسيطرون عليها.
مولدوفا وصربيا تدخلان المنافسة
فيما قدمت مولدوفا نفسها كمرشحة لرئاسة القمة المقبلة أيضا، وكذك تدرس صربيا أيضا الترشح للسباق، وذلك وفقا لأشخاص قريبين من إدارة الملف في مفاوضات دبي للمناخ التي تستأنف الجمعة أسبوعها الحاسم في مفاوضات المناخ السنوية.
وتطوعت مولدوفا الآن لرئاسة المحادثات، وفقا لرسالة إلى دول أوروبا الشرقية الأخرى، وقالت مصادر مطلعة إن الدولة الصغيرة غير الساحلية لم تتطوع لاستضافة هذا الحدث الضخم.
وذكرت المصادر، أن صربيا تدرس طرح نفسها لاستضافة وإدارة مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين، لكنها لم تقدم عرضًا رسميًا بعد.
وتمثل مقترحات البلدين محاولة لحل الخلاف الجيوسياسي الذي ترك مؤتمر الأمم المتحدة COP29 الذي يقام العام المقبل بدون مضيف حتى الآن رغم قرب المفاوضات على الانتهاء في دبي.
وصلت المحادثات حول من سيتولى المسؤولية خلفاً لدولة الإمارات العربية المتحدة، المضيفة الحالية لمؤتمر الأطراف COP28، إلى طريق مسدود غير مسبوق، حيث لم تتمكن دول منطقة أوروبا الشرقية، التي من المقرر أن تستضيف القمة السنوية للأمم المتحدة، من الاتفاق على مرشح.
وقال بيان مشترك من الإدارتين إن أذربيجان ستطلق سراح 32 من أفراد الخدمة الأرمنية الأسيرين وستطلق أرمينيا سراح جنديين أذربيجانيين.
وجاء في البيان أن "البلدين يؤكدان مجددا عزمهما على تطبيع العلاقات والتوصل إلى معاهدة سلام على أساس احترام مبادئ السيادة ووحدة الأراضي".
وهناك خلاف بين أرمينيا وأذربيجان منذ أكثر من ثلاثة عقود بشأن ناجورنو كاراباخ، التي حررت نفسها من سيطرة باكو في صراع عرقي دموي صاحب انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، وظلت على قيد الحياة بدعم مالي وعسكري ودبلوماسي من يريفان.
فرصة تاريخية لتحقيق السلام
وجاء في البيان المشترك أن "جمهورية أرمينيا وجمهورية أذربيجان تتفقان في الرأي القائل بأن هناك فرصة تاريخية لتحقيق السلام الذي طال انتظاره في المنطقة".
وأضاف البيان، أنه تم التوصل إلى اتفاق بشأن اتخاذ خطوات ملموسة نحو بناء الثقة بين البلدين.
وقال جيران الدولتين، إن المناقشات ستستمر بشأن تنفيذ المزيد من إجراءات بناء الثقة، فيما قالت أذربيجان، التي استقبلت يوم الأربعاء مساعد وزير الخارجية الأمريكي جيمس أوبراين، إنها مستعدة لقبول عرض وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لاستضافة محادثات بين وزيري خارجية البلدين في واشنطن.