وسط حالة من الغضب الشعبي وفقدان الثقة فى حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذى يريد الإفلات من تحمل مسؤولية نتائج العدوان الغاشم على غزة منذ أكتوبر الماضى ويحاول مسبقاً خلط الأوراق، تتخبط حكومته وتسعى لإختلاق روايات وأكاذيب من أجل تهدأة غضب الشارع الثائر فى تل أبيب لجأ الجيش الإسرائيلى للترويج لأكذوبة اختراق الفصائل الفلسطينية للهدنة التى تم التوصل إليها بجهود مصرية قطرية أمريكية بعد نحو 49 يوما من الحرب، تمكنت فيها من تبادل الأسري والمحتجزين.
ومع توقف مفاوضات الهدنة وتبادل الأسري تصاعد الغضب الشعبى المتزايد ضد الحكومة الإسرائيلية ودعوات إستقالة نتنياهو، الذى فشل فى إستعادة جميع الأسري لدى الفصائل خاصة وأن تل أبيب لم تتمكن من إعادة أياَ من جنودها الأسري لدى الفصائل الفلسطينية او تتعرف على مكانهم حتى الأن، ما دفع بالمتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاجاري، يوم الجمعة 1نوفمبر، أن يزعم بأن "حماس" خرقت الهدنة والطائرات الإسرائيلية تهاجم أهدافا تابعة لها في قطاع غزة.
فى الوقت ذاته تؤكد قيادات الفصائل الفلسطينية أن "الاحتلال الإسرائيلي هو الذي خرق بنود اتفاق التبادل والهدنة وبدأ القصف"، الأمر الذى يؤكده تقارير أجنبية تقول أن نتنياهو فى الداخل يواجه ضغوطا متزايدة للرحيل عن الحكم، واتهم زعيم المعارضة يائير لابيد نتنياهو بأنه فقد ثقة الشعب وجهاز الامن وعليه الرحيل. وقال لابيد: "من يفشل بهذه الطريقة لا يمكنه الاستمرار"، مضيفا "تم تسجيل اسم نتنياهو على هذه الكارثة، وفقد ثقة الجهاز الأمنى وثقة الناس، فليفعل الشيء الوحيد اللائق الممكن وليرحل.. لقد حان الوقت لهذه الحكومة أن تغادرنا وتعفينا من كونها عقابا" وفقا لصحيفة تايمز أوف إسرائيل.
وفى السابق، قالت عايدة توما، عضو الكنيست الإسرائيلي، إن هناك حالة غضب ضد رئيس الوزراء "فهو رئيس الحكومة ومن يتحمل المسؤولية عن أداء حكومته وأداء مؤسسات الدولة، بما في ذلك أداء الجيش" يوم السابع من أكتوبر، مشيرة إلى أن الغضب كبير داخل المجتمع الإسرائيلي.
وأكدت توما أن هناك مطالبات جديّة بتحمل نتنياهو مسؤولية ما حصل، بالإضافة إلى مطالبته بمغادرة الحلبة السياسية، لافتة إلى أن الأيام القادمة هي التي ستحكم على مصير رئيس الوزراء بشكل أكبر.
فيما لفت جيف أبراموفيتز بعنوان "استطلاعات الرأي تظهر تراجع الدعم لنتنياهو منذ تفاقم القتال"، إلى تزايد الغضب الشعبي من الحكومة الإسرائيلية الحالية، بسبب إخفاقها الأمني، وتحدث الكاتب عن تراجع الدعم لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، مؤكدا أنه إذا أجريت انتخابات اليوم سوف يُنحى ائتلافه الحاكم عن السلطة، حسبما أظهر استطلاع رأي نشرته صحيفة معاريف اليومية.
ورأى 29% من المشاركين في استطلاع الرأي أن نتنياهو يجب أن يظل رئيسا للوزراء، بينما أيد 48% زعيم حزب الوحدة الوطنية، بيني جانتس، وكانت إجابة 23% بـ "لا أعرف".
وتحت عنوان "مستقبل نتنياهو السياسي أكثر هشاشة في خضم الحرب بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية"، قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية فى تحليل لها إن الدعم لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فى الداخل يتراجع وسط تزايد الغضب الشعبى والدعوات لاستقالته.
وقالت الصحيفة إنه لأكثر من عقد من الزمان، كانت هناك دعوات تطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بالاستقالة ــ لأسباب عديدة منها: تزايد مستويات عدم المساواة، وأزمة الإسكان في إسرائيل، وميله إلى الشعبوية القبيحة، وفضائح الفساد المتعددة التي تورط فيها. ولا يزال قيد المحاكمة، ومؤخراً، محاولات لإجراء إصلاح قضائي.
ولكن بعد الهجوم الذي شنته الفصائل على البلاد في 7 أكتوبر ، يبدو مستقبله السياسى في إسرائيل هشاً بشكل خاص، حتى في خضم حرب جديدة في غزة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة