مازالت الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة مستمرة وسط تحد صارخ للقانون الدولي، وتجاهل لرفض العالم والمنظمات الدولية والإنسانية لهذه الانتهاكات، فيما تطلق الأمم المتحدة تحذيرات أممية متكررة بتفاقم الوضع الإنساني في الأراضي الفلسطينية المحتلة ليصل إلي مستوي غير مسبوق عالميا من " الكارثة الإنسانية "
الجيش الإسرائيلي المحتل قام بتوسيع نطاق عملياته العسكرية بهدف التهجير القسري للفلسطينيين نحو سيناء، وتصفية القضية الفلسطينية، حيث تم تهجير سكان شمال القطاع نحو الجنوب بدعوى الحرب، فيما يجرى مطالبة السكان بضرورة إخلاء منازلهم والتوجه إلى رفح الفلسطينية.
وقال ستيفان دوجاريك إن الأمم المتحدة تقترب من نقطة "الشلل التام" لعملياتها الإنسانية في غزة في مكان قُتل فيه حوالي 16 ألف شخص، و130 من العاملين بالأمم المتحدة.
ومن جانبه قدم أمين عام الأمم المتحدة خطابا لرئيس مجلس الأمن الدولي، قال من خلاله إن المدنيين في أنحاء غزة يواجهون خطرا جسيما، وأشار إلى مقتل أكثر من 16 ألف شخص، وفق التقارير، منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية، يمثل الأطفال أكثر من 40% منهم بالإضافة إلى إصابة الآلاف بجراح.
وأشار الأمين العام إلى تدمير أكثر من نصف جميع المنازل في غزة، والتهجير القسري لنحو 80% من السكان البالغ عددهم 2.2 مليون شخص، إلى مناطق مساحتها محدودة للغاية
وأكد جوتيريش"عدم وجود مكان آمن في غزة"، وعدم وجود حماية فعالة للمدنيين. وتحدث عن انهيار نظام الرعاية الصحية، وتحول المستشفيات إلى ساحات للمعارك مشيرا الي قرار مجلس الأمن رقم 2712 الذي يدعو إلى توسيع نطاق توصيل الإمدادات لتلبية الاحتياجات الإنسانية للسكان المدنيين وخاصة الأطفال. وقال إن الظروف الراهنة تجعل القيام بالعمليات الإنسانية ذات المغزى، أمرا مستحيلا.
وحذر الأمين العام في خطابه من الخطر الجسيم لانهيار النظام الإنساني، وقال إن الوضع يتدهور بسرعة نحو كارثة بعواقب على جميع الفلسطينيين وعلى السلم والأمن في المنطقة.
وشدد جوتيريش على ضرورة تجنب مثل هذه النتيجة بكل السبل الممكنة. وقال إن على المجتمع الدولي مسؤولية استخدام نفوذه لمنع حدوث مزيد من التصعيد ولإنهاء الأزمة. وحث أعضاء مجلس الأمن الدولي على الضغط لتجنب وقوع كارثة إنسانية. وجدد مناشدته لإعلان الوقف الإنساني لإطلاق النار.
ومن جانبه قال دكتور ريتشارد بيبركورن ممثل منظمة الصحة العالمية في الأرض الفلسطينية المحتلة إن الوضع في قطاع غزة يتدهور ساعة بعد الأخرى في ظل استمرار القصف العنيف بما في ذلك في خان يونس ورفح جنوب القطاع مشيرا إلى زيادة عدد النازحين القادمين من المناطق الوسطى والجنوبية من القطاع متجهين إلى مناطق أبعد في الجنوب واصفا حالة اليأس والصدمة للنازحين.
وأشار المسؤول بالصحة العالمية إلى مقتل نحو 16 ألف شخص، يمثل الأطفال والنساء 60% منهم، خلال أقل من 60 يوما بالإضافة إلى إصابة أكثر من 42 ألف شخص بجراح. وقال "إن طفلا يُقتل كل 10 دقائق في غزة في المتوسط، وإننا نقترب من أحلك أوقات البشرية". وشدد على ضرورة وقف القصف والخسارة في الأرواح، مؤكدا الحاجة لوقف إطلاق النار بشكل مستدام.
جيمس الدر متحدث اليونيسف
فيما قال جيمس إلدر المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إن "هذه الحرب على الأطفال استؤنفت بضراوة، على نطاق يتجاوز أي شيء رأيناه مؤكدا أن وقف إطلاق النار وحده هو الكفيل بإنقاذ أطفال غزة في الوقت الحالي.
وحذر المتحدث الاممي من أن هذا الوضع يعد بمثابة "العاصفة المثالية لتفشي الأمراض". ووفقا لوكالة الأونروا، قُتل ما لا يقل عن 19 زميلا إضافيا خلال الغارات الجوية، فيما ارتفع العدد الإجمالي لموظفي الأونروا الذين قُتلوا في غزة إلى 130 شخصا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة