- الشيماء الدمرداش: الثقافة والعلم أساس الحياة وللوصول للمجد علينا إعمار الأرض
- مدحت عيسى: الثقافة تمثل البنية لأى مجتمع كونها انعكاسًا لما يتم على أرض الواقع من منجزات اقتصادية وحراك اجتماعى
- أحمد مجاهد: الدين أحد المكونات الرئيسية للثقافة ولا يمكن فصله عن الحياة
- أحمد ناجى قمحة: الوصول لعقول الشباب لا يكون إلا بالقراءة الشاملة
- الشيخ سلامة عبد الرازق: الأوقاف تبذل قصارى الجهد للرقى والنهوض بالمستوى التثقيفى للدعاة والواعظات
نظم قطاع التواصل الثقافى بمكتبة الإسكندرية، ندوة تحت عنوان "الدين حياة"، بالتعاون مع وزارة الأوقاف المصرية، تحت إشراف مشروع "إحياء التراث"، بمشاركة الدكتور أحمد مجاهد رئيس قسم الدراما والنقد المسرحي بكلية الآداب جامعة عين شمس، وأحمد ناجي قمحة رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية ومجلة الديمقراطية، والشيخ سلامة عبد الرازق وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، بمشاركة عدد كبير من الدعاة والواعظات.
وقالت الدكتورة الشيماء الدمرداش مدير مشروع "إحياء التراث" بمكتبة الإسكندرية ومنسقة الفعالية، إن جزءًا مهما من رسالة مكتبة الإسكندرية هو جعل الثقافة والفن والحوار أسس بناء الإنسان المثقف والمتحضر، وتعزيز رسالة الإمام والداعية وتحسين صورته وتطوير أدواته حتى يستطيع أن يقوم برسالته ويواكب التطورات المتسارعة من حوله.
الدكتورة الشيماء الدرويش
وأشارت الشيماء الدمرداش إلى أن الثقافة والعلم أساس الحياة، ومن أجل الوصول إلى المجد علينا إعمار الأرض، وأن نكون يدًا واحدة لدعم الوطن بمختلف مؤسساته، ومن واجبنا أن نقوم بإعلاء القيم الإنسانية وإنارة العقول ودروب بناء الإنسان، وسبل زرع روح التسامح، وإزكاء المحبة، وإعلاء القيم الإنسانية، من أجل بناء مجتمع سوي، يليق بهذه الأرض الطيبة التي أشرقت على ربوعها حياة الإنسان وحضارته.
وأدار الندوة الدكتور مدحت عيسى مدير مركز ومتحف المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، متحدثًا عن أن الثقافة تمثل البنية لأي مجتمع لكونها انعكاسًا لما يتم على أرض الواقع من منجزات مادية من اقتصاد وحراك اجتماعي وتنامٍ في المعرفة، كما أن الجمع من أهل العلم قد استقر على أن هذه الآونة سيطرت فيها ثقافة اللامعنى، حيث الانفصال التام بين الدال والمدلول.
وطرح مدحت عيسى سؤالا وهو "أين يقع الداعية أو الفقيه والواعظ من سلم النسق الثقافي الموجود في المجتمع ومدى احتياجه للثقافة العامة؟ ثم قام بالتنويه لأخطار غياب الثقافة وذكر منها قراءة الواقع قراءة سلبية تؤدي بالداعية إلى الإحباط واليأس، وعدم القناعة الكافية بطريق الدعوة، وغياب الأهداف الرئيسية للدعوة الإسلامية وجهل الواقع والبعد عن فقهه فلا يستطيع التعرف على مشكلات مجتمعه وواقعه.
الدكتور مدحت عيسى
ثم تحدث الدكتور أحمد مجاهد عن "الثقافة في حياة الإمام والواعظ" وقال إنه يفضل كلمة تشكيل الوعي عن كلمة الثقافة، وأن هناك عناصر إجبارية لتشكيل الوعي مثل "المدرسة، الجامعة، الجامع والكنيسة"، وهناك عناصر اختيارية مثل "وسائل الإعلام، السينما وقراءة الكتب".
الدكتور أحمد مجاهد
وذكر أحمد مجاهد أن الدين هو أحد المكونات الرئيسية للثقافة ولا يمكن فصله عن الحياة، وأن هناك فرقًا بين الدعوة الدينية لمن هو مسلم والخطاب الدينى لغير المسلم، مضيفًا أن الثقافة ليست الآداب والفن فقط، ولكن جميع فروع العلم.، وأن علماء الدين هم صناع الوعي الذي يجب أن نطوره بمزيد من الحوار.
جانب من الندوة
وتحدث أحمد ناجي قمحة عن "الوعي المجتمعي ودور الإمام والواعظ" قائلا: إن هناك فجوة بين الدين والمثقف، مشيرًا إلى أهمية القراءة والاطلاع لتنمية الشخصية، وأن الدين متشابك مع كل الأمور الحياتية، وينبغي أن نحرص على الوصول بالمواطن المصري لدرجة توعية عالية، ويجب أن يكون الانتماء للوطن وللأرض وللقيم.
أحمد ناجي قمحة
وأضاف أحمد ناجي قمحة أن المثقف المثالي لا يقف عند علم واحد، بل يجب أن يقرأ في جميع الفروع، ومن أجل الحفاظ على الهوية المصرية يجب أن نكون يدًا واحدة مع الدعاة، كما أن تعميق الإيمان بالله والقدرة على التبحر في أمور الدين هو دور الدعاة وعليهم غرس القيم دون الميل لأي تيار سياسي من أجل الدفاع عن الوطن، ويجب الوصول لعقول الشباب وتوجيههم توجيهًا صحيحًا، وذلك لا يكون إلا بالقراءة الشاملة وتسخير العلم والوعي الكامل بالتاريخ.
الشيخ سلامة عبد الرازق
وختامًا تحدث الشيخ سلامة عبد الرازق عن "دور الإمام والداعية في تحقيق الوعي"، وذكر أن وزارة الأوقاف تبذل قصارى الجهد للرقي والنهوض بالمستوى التثقيفي للدعاة والواعظات، وأن هناك دورات تأهيلية وتخصصية وتثقيفية في المجالات المختلفة، وليس في الأمور الدينية فقط بل تتعلق بالتكنولوجيا الحديثة، واستثمار الفضاء الخارجي وكيفية التعامل مع وسائل الاتصال، وهذا من أجل التعامل مع المجتمع في صورته الحالية على أوسع نطاق وبأحدث تكنولوجيا، والهدف من كل ذلك هو نشر الدين الصحيح والفكر الصحيح بوسطيته واعتداله وكيفية التعامل مع أحكامه وقواعده التي أظهرت لنا كيف نتعامل مع الجميع؟، وكيف نقرأ الآخر ونتعرف على ثقافته ونستطيع مواجهته بأسلحة أحدث من أسلحته؟، والإمام يجب أن يرى الرؤية الحالية والمستقبلية، وفى النهاية أضاف أن علينا تربية أبنائنا على احترام علماء الدين، فهم يساهمون في حمل شعلة التنوير والتثقيف والوعي.
خلال الندوة