انتقد مجموعة من علماء الآثار البريطانيين دراسة حديثة ادعت أن هيكلا فى منطقة جاوة بإندونيسيا بحسب ما وصفوه "هرم متعدد الطبقات يعود إلى عصور ما قبل التاريخ"، ويعود تاريخه إلى آلاف السنين قبل الميلاد، زاعمين بأن هذا الهيكل يسبق بناء أهرامات الجيزة، وهو ما دعا عدد من العلماء البريطانيين بالتشكيك فى الدراسة وتاريخ ذلك الهيكل المزعوم، وعقبوا على ذلك بقولهم "كيف يكون البناء أقدم من عمر الموقع نفسه؟.
بقايا الهرم
وفي الورقة البحثية المنشورة، قال الجيولوجي الإندونيسي داني هيلمان ناتاويجاجا وزملاؤه الباحثون إن موقع جونونج بادانج الصخري، والذي يتكون من خمس مصاطب، تم بناؤه على شكل هرم منذ ما يصل إلى 27000 عام، في المقابل تشير التقديرات الحالية إلى أن عمر الموقع الذى يوجد عليه الهيكل يعود إلى 5000 قبل الميلاد فقط.
وردًا على تلك المزاعم قال فلينت ديبل، عالم آثار في جامعة كارديف بالمملكة المتحدة إن تأريخ الموقع الذى يعود إلى زمن بعيد يغير تمامًا ما هو مفهوم عن العصر الحجري القديم، حيث كان يعيش الصيادون وجامعو الثمار في أكواخ بسيطة ويستخدمون أدوات حجرية خام، وهو ما يصعب من قدرتهم على بناء مثل هذا الهيكل فى هذ الوقت، كما أنه سيجعل منطقة جونونج بادانج أقدم بكثير من موقع جوبيكلي تيبي في تركيا، وهو موقع من العصر الحجري الحديث مليء بالحجارة المنحوتة، ويبلغ عمره حوالى 11000 عام.
وخلصت الدراسة إلى أنه لكى يتم بناء هرم جونونج بادانج لا بد أن من عاشوا فى تلك الفترة امتلكوا قدرات بناء رائعة، وهو ما لا تتوافق مع ثقافات الصيد وجمع الثمار التقليدية، ويضيف دفن هذه الهياكل منذ حوالي 9000 عام مزيدًا من الغموض.
كما أشار عالم آثار آخر، وهو بيل فارلي من جامعة ولاية كونيتيكت الجنوبية، إلى أنه لا يوجد دليل على أن جونونج بادانج قد استوطنتها حضارة متقدمة خلال العصر الجليدي الأخير، ويمكن أن يعود تاريخ عينات التربة في الموقع إلى 27000 سنة، لكنها لا تحتوي على آثار للنشاط البشرى.