سلط مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، الضوء على تحذير الأمم المتحدة من أن الموقف الإنسانى فى قطاع غزة بات على شفا الانهيار التام بسبب الحرب الشعواء التى تشنها القوات الإسرائيلية على سكان القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضى فى إطار الصراع بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى حيث أكدت المنظمة الدولية أن المأساة الإنسانية فى غزة غير مسبوقة على مر التاريخ.
وأشار المقال، الذي شارك في كتابته كل من باتريك وينتور وهاريت شيروود، إلى أن الأمم المتحدة طالما حذرت من العواقب الوخيمة الناجمة عن الفشل في التوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة ووضع نهاية لمأساة سكان القطاع.
ويوضح المقال أنه في ظل الأوضاع المأساوية التي يمر بها سكان غزة وصل الأمر إلى أن ما يقرب من 700 شخص يشتركون في استخدام دورة مياه واحدة في الوقت الذي يلجأ فيه سكان القطاع إلى التدفئة من خلال إشعال النار في المواد البلاستيكية.
ويشير المقال إلى تصريحات أحد مسؤولي الأمم المتحدة التي يقول فيها إن موظفي الإغاثة العاملين في القطاع يؤدون مهامهم بالكاد في ظل تلك الظروف العصيبة وأنهم يصطحبون معهم أطفالهم لمقار عملهم للاطمئنان عليهم ولضمان الحفاظ على حياتهم.
ويسلط المقال الضوء في هذا السياق على كلمة أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أمام جلسة لمجلس الأمن الدولي في نيويورك والتي يقول فيها إن الموقف الإنساني في غزة بات على شفا الانهيار وأن جميع السكان أصابهم اليأس والإحباط والهلع.
ويشير المقال إلى خطاب وجهه فيليب لازاراني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إلى الرئيس الحالي للجمعية العامة للأمم المتحدة دينيس فرانسيس يقول فيه إن موظفي الوكالة مازالوا يقومون بالحد الأدنى من مهامهم داخل قطاع غزة من خلال تشغيل مراكز الرعاية الصحية وتقديم المساعدات الغذائية والإشراف على الملاذات الآمنة، فضلا عن تقديم الدعم النفسي للعديد من سكان القطاع الذين رأوا بأعينهم أطفالهم يتعرضون للقتل.
وأوضح لازاراني في الوقت نفسه أن موظفي الوكالة يقومون بعملهم تحت أقسى الظروف، مشيرا إلا أن القصف الحالي في قطاع غزة تسبب في مقتل 130 من موظفي الوكالة خلال الشهرين الماضيين كما أنه أدى إلى تشريد ما يقرب من 70 في المئة من موظفيها الذين أصبحوا يعانون من ندرة الماء والغذاء بالإضافة إلى فقدان الملاذ الآمن.
ويلفت لازاراني إلى "أن أعمال الإغاثة التي تقدمها الوكالة تمثل الملاذ الأخير لسكان قطاع غزة وأنه في حالة انهيار الأونروا سوف ينهار نظام المساعدات الإنسانية هناك بالكامل".
ويشير المقال إلى أن تحذيرات مسؤولي الأمم المتحدة من انهيار الوضع الإنساني في غزة تأتي في وقت تكثف فيه القوات الإسرائيلية من هجماتها البرية والبحرية والجوية على قطاع غزة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية مستهدفة ما يقرب من 450 موقعا عبر أرجاء القطاع في واحدة من أكبر العمليات العسكرية التي قامت بها القوات الإسرائيلية منذ انهيار وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي.
ويتطرق المقال في الختام إلى الموقف الأمريكي من تلك التطورات إذ يشير إلى تصريحات وزير خارجية أمريكا أنتوني بلينكن في واشنطن أمس أول الخميس التي يقول فيها "إن إسرائيل فشلت في الوفاء بتعهداتها بحماية المدنيين خلال قصفها لقطاع غزة وإن هناك فجوة كبيرة بين ما تعهدت به إسرائيل من حماية المدنيين وبين النتائج على أرض الواقع".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة