يكثف جيش الاحتلال الإسرائيلي من غاراته وعدوان على شمال وجنوب غزة خلال الساعات الماضية، ويركز الاحتلال على استهداف مناطق للمدنيين جنوب غزة بذريعة استهداف مواقع للفصائل الفلسطينية، وهو ما يؤكد وجود نوايا لدى الاحتلال للضغط على الفلسطينيين لتهجيرهم قسريا.
وشن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات جوية على مناطق في وسط وجنوب غزة خاصة دير البلح وخانيونس، ما أدى لارتقاء عشرات المواطنين المدنيين غالبيتهم من النساء والأطفال، في ظل تردي الأوضاع الإنسانية والمعيشية في غزة مع استمرار الحصار الإسرائيلي.
وشن جيش الاحتلال قصف جوي ومدفعي على قطاع غزة بلا هوادة، واستهدف جيش الاحتلال مربعات سكنية للمدنيين ومراكز إيواء النازحين في كل أنحاء غزة بلا استثناء، مخلفة عشرات الشهداء والجرحى والمفقودين، إلى جانب الاستمرار باستهداف المستشفيات ومحيطها حتى إخراجها عن الخدمة.
في مقابل ذلك، تتواصل الاشتباكات بين الفصائل الفلسطينية في غزة وقوات الاحتلال الاسرائيلي المتوغلة على محاور التقدم، بالتوازي مع دك المستوطنات والتحشيدات العسكرية بالرشقات الصاروخية والقذائف.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة إن 71 شهيدا، و160 مصابا وصلوا خلال الساعات الـ24 الماضية إلى مستشفى شهداء الأقصى بسبب القصف الإسرائيلي على المنطقة الوسطى في قطاع غزة. كما وصل 62 شهيدا، و100 مصاب إلى مجمع ناصر الطبي جنوبي القطاع.
في غزة، أعلنت الفصائل الفلسطينية أنها أوقعت قوتين خاصتين إسرائيليتين في كمينين في حي الشيخ رضوان ومنطقة الكرامة في غزة، مشيرة إلى استهداف غرف قيادة الاحتلال الإسرائيلي شمال مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة بقذائف الهاون كما قصفت حشود جنود الاحتلال الإسرائيلي.
وأشارت الفصائل إلى استهدفت دبابة ميركافاه إسرائيلية في محور شرق مدينة خانيونس بقذيفة الياسين 105، بالإضافة لقصف حشود لجيش الاحتلال الإسرائيلي بمحيط المركز الثقافي شرق خانيونس بعدد من قذائف الهاون.
وأخفق مجلس الأمن الدولي للمرة الثانية في تمرير مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار في غزة، بعد استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو)، مع تحذير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بأنه لا توجد حماية فعالة للمدنيين في غزة، ولا يوجد مكان آمن في غزة.
ويطالب مشروع القرار في نسخته الأخيرة بوقف فوري لإطلاق النار لدواع إنسانية في غزة، محذرا من الحالة الإنسانية الكارثية في قطاع غزة، بالإضافة إلى حماية المدنيين والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، ضمان وصول المساعدات الإنسانية.
فيما أكد الأمين العام للأمم المتحدة أن 85% من سكان قطاع غزة اضطروا لمغادرة منازلهم دون أدنى مقومات الحياة، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة متشبثة وملتزمة بمواصلة تقديم المساعدة لسكان قطاع غزة، لكن هناك مخاوف من الانهيار الكامل لنظام الدعم الإنساني في غزة، وهو ما ستكون له عواقب وخيمة، موضحا أن النظام الصحي في غزة ينهار بينما تتصاعد الاحتياجات، كما أن الغذاء لدى سكان غزة ينفد.
وشدد على أن الظروف اللازمة لإيصال المساعدات الإنسانية بشكل فعال إلى غزة لم تعد موجودة، متوقعا الأحداث في غزة إلى انهيار كامل للنظام العام، وزيادة الضغط من أجل النزوح الجماعي إلى مصر، وشدد على أن القيود التي تفرضها إسرائيل في غزة تجعل تلبية منظمات الأمم المتحدة لاحتياجات السكان صعبا، وهو ما دفعه للكتابة إلى مجلس الأمن الدولي مستشهدا بالمادة 99 "لأننا وصلنا إلى نقطة الانهيار".
وعبّر عن خشيته من أن تكون عواقب ما يحدث في غزة مدمرة على أمن المنطقة برمتها، أضاف جوتيريش "لقد شهدنا بالفعل امتداد ما يحدث في غزة إلى الضفة الغربية المحتلة ولبنان وسوريا والعراق واليمن".
من جهته اعتبر روبرت وود نائب المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن أن الدعوات إلى وقف فوري لإطلاق النار لن تؤدي إلا إلى زرع بذور الحرب القادمة، مشيرا إلى أن واشنطن تسعى إلى مستقبل لا تكون حركة حماس موجودة فيه، مشددا على أنها لا تزال تشكل تهديدا لإسرائيل وتظل مسؤولة عن غزة.
واعتبر ديمتري بوليانسكي نائب المندوب الروسي بالأمم المتحدة أن مجلس الأمن فشل في اتخاذ قرار ملزم يتضمن مطالبة الأطراف بإنهاء العنف في غزة، مشيرا إلى أن تهجير الفلسطينيين يهدف إلى جعلهم يختارون بين مغادرة وطنهم أو الموت.
ووجّه جوتيريش الأربعاء الماضي رسالة إلى مجلس الأمن استخدم فيها المادة 99 من ميثاق المنظمة الأممية، التي تتيح له "لفت انتباه" المجلس إلى ملف يمكن أن يعرّض السلام والأمن الدوليين للخطر، في أول تفعيل لهذه المادة منذ عقود، وهو ما أثار حفيظة إسرائيل.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن 5 آلاف جندي إسرائيلي جرحوا منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر الماضي، مشيرة إلى اعتراف وزارة الحرب الإسرائيلية بألفين من الجنود كمعاقين حتى الآن، موضحة أن قسم إعادة التأهيل بوزارة الحرب الإسرائيلية يستقبل يوميا 60 جريحا معظمهم إصاباتهم خطرة.
وكشفت الصحيفة الإسرائيلية أن الأرقام التراكمية منذ 7 أكتوبر كبيرة جدا، وأن أكثر من 5 آلاف جندي جريح وصلوا المستشفيات، وأكثر من ألفين تم الاعتراف بهم رسميًا على أنهم معاقون بالجيش الإسرائيلي وتم استقبالهم من قبل وزارة الحرب.
وأشارت الصحيفة إلى أن من بينهم أيضا 1000 جريح من الجنود النظاميين، لذلك يتم توفير الرعاية لهم من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، ولم توضح الصحيفة ما إذا كان بقية الجنود الجرحى جنودا نظاميين أم لا.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل 5 من جنوده وضباطه في معارك غزة أمس، ليصل عدد الجنود والضباط القتلى منذ بداية العملية البرية بقطاع غزة إلى 97، وبذلك يرتفع عدد الجنود والضباط الإسرائيليين الذين قتلوا منذ السابع من أكتوبر إلى 421 قتيلا، وفق الأرقام الرسمية الإسرائيلية.
في الضفة الغربية، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، عدة مناطق بالضفة الغربية، فجر السبت، واعتقلت عددًا من المواطنين بينهم مصابن وقال نادي الأسير الفلسطيني، إن قوات الاحتلال اعتقلت 15 مواطناً على الأقل، مشيرًا إلى أن الاعتقالات توزعت على محافظات جنين، الخليل، نابلس، رام الله، وأريحا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة