في مثل هذه الأيام من شهر ديسمبر عام 1987 انطلقت فيما عرف بـ"الانتفاضة الأولى" أو "انتفاضة الحجارة"، لتعبر عن نضال جديد فى تاريخ فلسطين، بعدما دهست شاحنة إسرائيلية سيارة يركبها عمال فلسطينيون من "جباليا البلد" متوقفة فى محطة وقود، ما أودى بحياة أربعة أشخاص وإصابة آخرين.
واعتبر فلسطينيو غزة الحادث بمثابة عمل انتقامى متعمد ضد مقتل يهودي فى غزة قبل عدة أيام، وخرج الفلسطينيون إلى الشوارع احتجاجاً، وأحرقوا الإطارات وألقوا الحجارة والزجاجات الحارقة على الشرطة الإسرائيلية والقوات المسلحة.
وفي جباليا، أطلقت سيارة دورية تابعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي النار على فلسطينيين، ما أدى إلى مقتل شاب يبلغ من العمر 17 عامًا وإصابة 16 آخرين، وفي اليوم التالي تم إرسل قوات من جيش الاحتلال إلى غزة لقمع العنف، وامتدت أعمال الشغب إلى الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.
وبحلول ديسمبر 1987، احتل 2200 مستوطن يهودي مسلح 40% من قطاع غزة، بينما احتشد 650 ألف فلسطيني فقير في الـ 60% المتبقية، مما جعل الجزء الفلسطيني من قطاع غزة الصغير واحدًا من أكثر المناطق كثافة سكانية على وجه الأرض، وفقا لما ذكره موقع هيستورى.
في نوفمبر 1988، صوتت منظمة التحرير الفلسطينية لصالح إعلان قيام دولة فلسطينية مستقلة، وفي الوقت نفسه، استمرت الانتفاضة ، وبحلول ذكراها السنوية الأولى كان أكثر من 300 فلسطيني قد قتلوا، وجرح أكثر من 11 ألفاً، وتم اعتقال عدد أكبر.
وحققت الانتفاضة الأولى نتائج سياسية اختلف السياسيون حولها، إذ تم الاعتراف بوجود الشعب الفلسطينى عبر الاعتراف الإسرائيلى الأمريكى بسكان الضفة والقدس والقطاع على أنهم جزء من الشعب الفلسطينى وليسوا أردنيين، وبدأت ما سميت بعملية "السلام والتسوية" بمؤتمر مدريد، وأعقبته مشاورات غير علنية بين الفلسطينيين والإسرائيليين فى النرويج أدت إلى التوصل لاتفاق أوسلو فى سبتمبر 1993، الذى أدى إلى انسحاب إسرائيلى تدريجى من المدن الفلسطينية باستثناء القدس وقلب مدينة الخليل، وتم إنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية التى أصبحت لها السيادة مكان الإدارة المدنية الإسرائيلية تنفيذاً للاتفاقات الموقعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة