استخدم مواطنو الديمقراطيات الحديثة مجموعة متنوعة من الأساليب والتقنيات للإدلاء بأصواتهم في يوم الانتخابات، ولكن كيف كانت عملية مشاركة الشعب خلال الانتخابات في العصور القديمة؟، وهو السؤال الذى أجاب عليه مجموعة من المؤرخين بعدما جمعوا معلومات مثيرة للاهتمام عن عملية التصويت فى أثينا وروما.
وأشار المؤرخون إلى أن المشاركة كانت في عملية التصويت قاصرة على المواطنون الذكور الأحرار، ولم يكن للنساء والعبيد حق التصويت، وفقا لما ذكره موقع هيستورى.
الانتخابات
وقال إريك روبنسون، أستاذ التاريخ في جامعة إنديانا ومحرر كتاب الديمقراطيات اليونانية القديمة، استخدم الشعب في أثينا نظامًا يُعرف باسم الفرز، كانت هناك 10 قبائل في أثينا وكانت كل قبيلة مسؤولة عن توفير 50 مواطنًا للخدمة لمدة عام واحد في المجلس الـمكون من 500 فرد، وتم منح كل مواطن مؤهل لعملية التصويت رمزًا شخصيًا وتم إدخال هذه الرموز في آلة خاصة تسمى "كليروتيريون" وهى تقنية مفقودة من زمن طويل تقوم على جمع البيانات، وكان الغرض منها معرفة مساهمة كل قبيلة في لتحديد من سيخدم في مجلس الـ 500 فرد، وتم وضع جدول الأعمال اليومي للجمعية من قبل المجلس، ولكن بعد ذلك تم طرح جميع التشريعات والسياسات الحكومية للتصويت.
وكانت تجرى عمليات التصويت عن طريق رفع الأيدي وتم تحديد الفائز من قبل تسعة "رؤساء"، وكان الأثينيون حريصين جدًا على تجنب أي احتمال لغش النظام أو كما يعرف بالتزوير.
ففي أثينا، تم البت في جميع القوانين والقضايا أمام المحاكم من قبل الجمعية وهى هيئة ديمقراطية ضخمة كان لكل مواطن له حق التصويت رأي فيها، من بين 30.000 إلى 60.000 مواطن في أثينا، حضر ما يقرب من 6000 منهم في اجتماعات الجمعية وشاركوا فيها بانتظام.
وبالإضافة إلى إصدار القوانين، إذ أصدرت الجمعية أحكامًا في جميع المحاكمات الجنائية والمدنية في أثينا، فبدلاً من هيئة محلفين مكونة من 12 شخصًا، ضمت هيئة المحلفين الأثينية ما بين 200 إلى 5000 شخص، وتم اختيار أحد أعضاء هيئة المحلفين عشوائيًا ليكون بمثابة القاضي، ليس ليكون له الكلمة الأخيرة، ولكن للتأكد من اتباع القواعد والإجراءات.
في حين أن أنواعًا أخرى من التصويت كانت تتم علنًا، فإن هيئة المحلفين الأثينية تدلي بأصواتها باستخدام نوع خاص من الاقتراع السري الذي يتضمن الحجارة، تم إعطاء كل محلف حجرين صغيرين، أحدهما صلب والآخر به ثقب في المنتصف، وعندما يحين وقت التصويت، يسقط كل مواطن الحجر بحكمه الفعلي في جرة أولى ويرمي الحجر غير المستخدم في الجرة الثانية، ولا يمكن لأحد أن يراقب أي منها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة