تحتفل لندن هذا العام بمرور 160 عاما على انطلاق أول رحلات مترو الأنفاق فى العالم فى خط "متروبوليتان" الذى بدأ عام 1863 بعد 3 سنوات من العمل، حيث تعد شبكة مترو الإنفاق فى بريطانيا واحدة من أكبر شبكات قطارات الأنفاق فى العالم والوسيلة الأساسية للنقل العام فى العاصمة لندن.
يعود سبب التسمية لكون أول قطار فى العالم تم إطلاقه فى بريطانيا كان اسمه "قطار متروبوليتان"، ولأن خط الأنفاق كان الأول فى العالم، فقد تم إطلاق الاسم نفسه عليه، حسب موقع "متحف لندن للنقل"
عاشت لندن منذ سنة 1850 اختناقا مروريا تحول إلى أزمة، مما دفع مجلس المدينة للتفكير فى طرق لعلاج هذه المشكلة. وبعد طرح الكثير من الأفكار، تم اقتراح إنشاء قطار تحت الأرض، وهى الفكرة التى دعمها بشكل كبير عمدة مدينة لندن حينها شارلز بيرسون الذى أقنع البرلمان بالفكرة وبالفعل تمت الموافقة عليها.
مع انطلاق الأعمال فى عام 1860 لتشييد نفق من أجل خط "متروبوليتان" كان هناك مخاوف من تأثر البنايات بالاهتزازات التى ستخلفها عملية بناء النفق، وكانت التقديرات أن بعض المنازل قد تتعرض للانهيار بسبب هذه العملية، لكن شيئا من ذلك لم يحدث.
وتم اعتماد تقنية أطلق عليها "التقطيع والتغطية" وتقوم على بناء خندق بعرض 10 أمتار، وبعد ذلك بناء جدار احتياطى على جانبى الخندق، ثم بناء قوس من الطوب أو من الحديد لتشكيل السقف، وترك مساحة لبناء المحطات.
أول رحلة لمترو أنفاق فى العالم
بعد 3 سنوات من الأشغال، انطلقت أول رحلة لأول مترو أنفاق فى العالم يوم العاشر من يناير 1863، وقطع مسافة 6 كيلومتر، من محطة "باتنجتون" إلى محطة "فارينجدون"، وشهد المترو نجاحا منذ أول يوم إذ استعمله 38 ألف شخص، قبل أن يصل الرقم إلى 9.7 مليون مسافر فى السنة الأولى من تشغيله.
لم تقتصر أعمال شركة "متروبوليتان" على مترو الأنفاق فقط، بل كانت شركة رائدة فى السكك الحديدية، وفى سنة 1870 قامت بتوسيع شبكتها انطلاقا من محطة "بيكر ستريت" وسط العاصمة لندن، وفى سنة 1890 توسعت أكثر لتصبح المسافة التى تصلها القطارات أكثر من 80 كيلومترا انطلاقا من وسط لندن.
كانت أول شركة تنافس "متربوليتان" على توسيع وتطوير شبكة مترو الأنفاق فى لندن شركة أميركية تابعة لرجل أعمال شهير فى تلك الفترة، ويدعى تشارلز تيسون يسكس، الذى حاول الدخول فى اتفاق مع شركة "متروبوليتان" على شراكة لتطوير الكهرباء فى مترو الأنفاق، لكن المفاوضات فشلت بين الطرفين.
ولتقوية مواردها الاقتصادية قررت شركة "متروبوليتان" استغلال الأراضى التى تمر منها قطاراتها، لتعلن سنة 1900 دخول قطاع العقار، وأسست شركة باسم "مترو لاند" لبيع المنازل.
وظلت المنافسة بين رجل الأعمال الأمريكى الذى سيطر على شبكة مترو الأنفاق فى لندن، وبين شركة "متروبوليتان" حتى سنة 1933، عندما قررت الحكومة البريطانية دمج كل الشركات تحت مؤسسة يوكل لها مهمة تسيير النقل العمومى، وهى مؤسسة "لندن للنقل".
يعد خط "متروبوليتان" حاليا من أكبر الخطوط فى شبكة أنفاق لندن، ويقطع أكثر من 66 كيلومتر بين مختلف مناطق لندن، ويمر على 34 محطة، خاصة محطة "كينجز كروس" التى تعد من أكثر محطات لندن ازدحاما بنحو 90 مليون مسافر سنويا، كما أن هذا الخط يتفوق على بقية الخطوط بكونه يقطع أطول مسافة تفصل بين محطتين وطولها 6.2 كيلومترات.
حسب موقع الإحصاءات العالمى "ستاتيستا" (Statista)، فإن شبكة مترو الأنفاق فى لندن تحقق ارباح سنوية بقيمة 1.5 مليار جنيه إسترلينى، ومع ذلك فقد أعلن عمدة لندن صادق خان زيادة فى أسعار تذكرة مترو الأنفاق بنسبة 5%، لتصل قيمة رحلة الذهاب والإياب إلى 14 جنيها إسترلينيا، وبرر عمدة لندن هذا القرار بشرط الحكومة من أجل منح دعم لشركة نقل لندن بقيمة 1.2 مليار جنيه إسترليني.