صدر حديثًا كتاب دراسات فى ثقافة التسامح.. رؤية نقدية مقارنة للدكتورة نسرين عبد العزيز، ويتناول الكتاب من خلال فصوله المختلفة الاتجاهات الحديثة فى البحوث التى اهتمت بدور وسائل الإعلام فى نشر ثقافة التسامح فى المجتمع مع تحليل الدراسات الأجنبية والعربية التى تناولت مفهوم ثقافة التسامح وارتبطت بشكل مباشر وغير مباشر بوسائل الإعلام حتى يتعرف القاريء على التطور التاريخى والفكرى لهذه البحوث وما أضافته للبحث العلمى.
وقدمت دكتورة نسرين فى كتابها قراءة فى أنواع ثقافة التسامح فقالت تعددت وتنوعت أنواع ثقافة التسامح، ولكن أكثر الأنواع انتشارا فى مجالات البحث العلمى وغير العلمى انصب على التسامح الدينى والذى يحض على حرية ممارسة العبادات والشعائر الدينية دون تعصب أو تشدد ويدخل فى إطاره التسامح فى المعاملات والتسامح فى العبادات، أما بقية أنواع التسامح فقد كان التركيز فى دراستها علميا ضعيفا، على الرغم من توفر عدد معقول من المقالات عنها وخاصة فى موضوعات ثقافة التسامح الفكرى والاجتماعى والسياسي، فثقافة التسامح الفكرى هى الأساليب والأنشطة والممارسات التى تلتزم بآداب الحوار واحترام فكر الآخر وثقافته وتشجيع إبداعاته وعدم التعصب للأفكار الشخصية، أما ثقافة التسامح الاجتماعى فهى التى تنبذ وترفض الأفعال العنيفة والخلافات وتحض على العلاقات الاجتماعية الصحية والمحبة بين أفراد المجتمع، وثقافة التسامح السياسى هى ثقافة احترام الآخر وتقبله وضمان الحريات العامة والخاصة للأفراد وهو نواة تحقيق ثقافة السلام بين الشعوب .
ولكن هناك نوع عام من ثقافة التسامح ولم يتم الإشارة له ويعد نواة أساسية لتحقيق كل الأنواع السابق ذكرها، ألا وهو ثقافة التسامح الذاتى، فلابد أن يكون الانسان متسامحا مع ذاته، متقبلا لنفسه ويشعر بالرضا عنها، يغفر لنفسه ولا يكثر اللوم وتأنيب حاله، يحب نفسه ويثق فى ذاته ويتقبل أى خطأ يقع فيه وعندما يستامح مع ذاته سوف يستامح مع أفراد أسرته ومن ثم مع أفراد مجتمعه ومن ثم مع شعوب دول العالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة