انطلقت فعاليات القمة العالمية للحكومات2023، اليوم الاثنين فى مدينة دبى، تحت شعار "استشراف حكومات المستقبل"، بمشاركة نخبة من قادة الدول ورؤساء الحكومات وصناع القرار وأصحاب الفكر لاستشراف المستقبل ووضع الحلول الخلاقة والسباقة لأكثر قضايا البشرية الحاحاً في جميع المجالات.
وتشارك مصر بوفد رفيع المستوى يرأسه الرئيس عبد الفتاح السيسى كضيف شرف القمة ، حيث يجري الرئيس حواراً يستعرض خلاله أهم الاستراتيجيات والأولويات الحكومية، وتعد هذه المشاركة الأكبر لمصر على مدار دورات القمة الماضية، وحظيت باحتفاء الصحافة الإماراتية خاصة أنها تأتى تأكيداً على عمق العلاقات بين مصر والإمارات تلك العلاقات الممتدة لأكثر من 50 عاماً، حيث يضم الوفد المصري وزراء وممثلين عن القطاعين الحكومي والخاص للمشاركة في العديد من جلسات ومنتديات القمة العالمية للحكومات.
ومن جانبه، أكد الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ، ما تحظى به مصر وشعبها من مكانة خاصة لدى الشعب الإماراتي، مثمنًا دور مصر الرائد في الدفاع عن القضايا العربية، وبمواقف القيادة السياسية المصرية وسياستها الحكيمة على الصعيدين الداخلي والدولي.
وتشهد القمة العالمية للحكومات 2023 في دورتها الحالية ، حزمة من الإضافات النوعية، في مواكبة دائمة للتغيرات العالمية المتسارعة، ولتواصل القمة دورها الأكثر تأثيراً كمنصة لاستشراف مستقبل الحكومات، وتصميم الآليات لمواجهة التحديات والسعي للارتقاء بجودة الحياة وتعزيز التقدم العلمي والتكنولوجي.
رئيس القمة خلال الافتتاح
وتعقد القمة هذا العام أكثر من 220 جلسة يتحدث فيها 300 شخصية عالمية من الرؤساء والوزراء والخبراء والمفكرين وصناع المستقبل، كما تستضيف 22 منتدى عالمياً تركز على وضع سياسات واستراتيجيات وخطط مستقبلية تعزز جاهزية الحكومات ومرونتها للمرحلة التالية من التطور، وتوقيع القمة 80 اتفاقية ثنائية وتطلق 20 تقريراً استراتيجياً بالتعاون مع نخبة من شركاء ومساهمي المعرفة، وإضافة إلى هذا فإن القمة تشكل المنصة الجامعة لأكبر عدد من المنظمات العالمية، إذ تجمع هذا العام أكثر من 80 منظمة عالمية وإقليمية كما تستضيف قيادات عالمية من القطاع الخاص ونخبة من العلماء.
دقيقة حداد
وبدأت القمة فعالياتها بوقوف المشاركين دقيقة حدادا على أرواح ضحايا الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا، وألقى محمد القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء، رئيس مؤسسة القمة العالمية للحكومات الكلمة الافتتاحية للجلسة الرئيسية للقمة العالمية للحكومات 2023 بعنوان "10 سنوات من التحولات".
وتناولت كلمته عدة محاور أهمها مستقبل الذكاء الاصطناعي والثورة التكنولوجية القادمة والتغيرات المناخية التي يشهدها كوكبنا، وقال إن تبنى الحكومات لتقنيات الذكاء الاصطناعي سيكون أمرًا حتميًّا، وتوقع أن يشهد العالم ثورة بيولوجية قادمة ستتفوق على الثورة التكنولوجية، وأن إنتاج أعمال الإعلام مستقبلًا سيكون في 90 % منه عبر "الذكاء الاصطناعي" دون الحاجة إلى تدخل بشري، وسيكون الصراع القادم في العالم صراعاً "تكنوسياسي" يعتمد على الذكاء الاصطناعي.
وتطرق إلى أزمة اللاجئين في العالم، مشيراً إلى أن العالم تخطى في 15 نوفمبر 2022 عتبة الـ 8 مليار نسمة، وأن أزمة اللجوء في المستقبل ستكون بسبب "التغيرات المناخية"، وسيشهد العالم تغيراً جذرياً في مفهوم الأمية والمهارات، وسيكون الأمي هو الشخص الذي لا يستطيع العيش والتعامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي.
تحديات التجارة العالمية
وعلى صعيد تحديات التجارة العالمية، أكدت نجوزي أوكونجو إيوبالا، رئيسة منظمة التجارة العالمية ، أن منظومة التجارة العالمية بحاجة لمزيد من آليات العمل المواجهة التحديات الطارئة.
وقالت إيوبالا التي كانت تتحدث في القمة العالمية للحكومات التي انطلقت اليوم في دبي ، إن تأمين سلاسل الإمداد ضرورة دولية للمحافظة على مستويات تدفق التجارة العالمية.
وكشفت عن أن المنظمة توصلت إلى اتفاق متعدد الأطراف مؤخراً بشأن الاستدامة في منظمة جهود دولية لمواجهة الصيد الجائر بقيمة 22 مليار دولار.
وأشارت إلى أن المنظمة قدمت دعما ضمن برنامج الأغذية العالمي لملايين الأشخاص كما تسعى 500 مليون دولار للدعم الزراعي.
فيما أكد مختار ديوب، مدير عام مؤسسة التمويل الدولية، أن كوب 28 يمثل فرصة حقيقية لمناقشة قضايا التحول في الطاقة وتسخير التقنيات لدعم العمل المناخي.
وقال ديوب، أمام القمة العالمية للحكومات، إن هناك توافقا عالميا بشأن التحديات التي تواجه تمويل العمل المناخي.
وأضاف: " سنعمل على استثمار الموارد والسيولة لدى الدول لتحقيق القفزة المطلوبة في التمويل المناخي".
وأعتبر ديوب أن التحدي المستقبلي الذي سيواجهنا هو إمكانية الوصول إلى مصادر المياه، مؤكدا انه سيتم العمل على تناول تحديات الوصول إلى المياه وإيجاد الحلول الفاعلة بالتعاون مع الشركاء.
التاكسى الطائر
اعتمد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نماذج وتصاميم محطات التاكسي الجوي، والشركاء الذين يجري اختيارهم حالياً من هيئة الطرق والمواصلات لعمليات التشغيل والاستثمار في البنية التحتية المطلوبة للتاكسي الجوى، وذلك على هامش القمة العالمية للحكومات، وتشمل المرحلة الأولى من تشغيل التاكسي الجوي، اختيار الشركات المصنعة والمشغلة من حيث التقنيات والخطة الزمنية، وكذلك تحديد مواقع المحطات، حيث جرى اختيار أربعة مواقع مبدئية للمحطات في وسط المدينة (منطقة برج خليفة)، ودبي مارينا، ومطار دبي الدولي، ونخلة جميرا.