قال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي سوف يستعرض من خلال حوارات تفاعلية في القمة العالمية للحكومات – التي تبدأ فعالياتها اليوم /الإثنين/ بإمارة دبي بالإمارات العربية المتحدة وتستمر حتى الخامس عشر من فبراير الجاري – التجربة المصرية في التنمية خلال السنوات الماضية، ومن بينها التنمية العمرانية والزراعية والصناعية، والتحديات التي تواجهها مصر ودول العالم جراء تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية.
وأضاف المستشار فهمي – في تصريحات خاصة للوفد الصحفي المرافق للرئيس السيسي خلال زيارته للإمارات العربية المتحدة – أن الرئيس السيسي سيقوم بأنشطة مكثفة خلال القمة، من بينها المشاركة في عدد من الموائد المستديرة واللقاءات مع مجتمعات الأعمال، والقطاع الخاص والشركات العالمية الكبرى، مشيرًا إلى أنه ستكون هناك جلسات بالقمة عن الاقتصاد المصري والفرص الاستثمارية الضخمة في مصر سيشارك فيها وفد مصري رفيع المستوى يضم عددا كبيرا من الوزراء والمسئولين.
وأوضح أن القمة العالمية للحكومات تعقد بمشاركة نحو 150 دولة، سواء على مستوى رؤساء الدول والحكومات وكبار المسئولين، وهو ما يعكس أهمية ذلك المنتدى، مؤكدًا أن مشاركة مصر كضيف شرف بالقمة يعد دليلا على عمق العلاقات المتميزة بين مصر والإمارات، وكذلك النظرة الإيجابية التي ينظر بها العالم إلى الاقتصاد المصري الواعد والسريع النمو، والذي نجح في تحقيق تطور ملموس رغم الأوضاع الاقتصادية الدولية الصعبة بفضل الأساس القوي والراسخ الذي يرتكز عليه.
وأكد أن القمة العالمية للحكومات تعد بمثابة منتدى لتبادل الأفكار الخلاقة والتفاعل بين المشاركين فيها بعيدا عن النمط التقليدي الذي يتمثل في إلقاء الكلمات، مشيرًا إلى أن القمة العالمية للحكومات أضحت حدثا يتمتع بأهمية متصاعدة خلال السنوات الماضية بدءا من عام 2013، حيث أصبح منصة بادر الأخوة بالإمارات الشقيقة في التفكير فيها كمركز لتبادل المعرفة والخبرات واستشراف المستقبل بين القادة الحكوميين وقادة الفكر وصانعي السياسات والقطاع الخاص.
وقال المستشار أحمد فهمي إن القمة العالمية للحكومات تعقد هذا العام تحت شعار "استشراف المستقبل" لبحث التحديات المتصاعدة التي تواجه الحكومات وكيفية التعامل معها من خلال قدح أذهان جميع المعنيين بذلك الأمر، سواء حكومات أو مجتمع مدني أو قطاع خاص أو قادة الفكر والمثقفين، ورجال الأعمال والاقتصاد.
وأضاف أن القمة هذا العام تضم عددا من المحاور الهامة، من بينها تسريع التنمية ومستقبل الرعاية الصحية واستكشاف آفاق جديدة للعلم من خلال العلوم والتكنولوجيا لحل ومواجهة التحديات، وكيفية تحقيق الانتعاش الاقتصادي وقدرة الاقتصاديات على الصمود والمرونة في مواجهة التحديات في ضوء تعقيدات المرحلة الحالية على المستوى الدولي.
ولفت إلى أن القمة ستركز أيضا على جوانب أخرى تتعلق باستدامة المدن العالمية، وهو ما نهتم به في مصر في ضوء حرص الدولة منذ سنوات عديدة على أن تكون كافة المدن الجديدة ذكية وتحقق أعلى معايير الاستدامة البيئية والاقتصادية.
وتابع المستشار فهمي أن القمة ستركز أيضًا على محور آخر وهو التعليم وربطه بالتوظيف وسوق العمل، مشيرا إلى وجود ارتباط وثيق بين تطوير التعليم واستحداث المكون التكنولوجي المرتبط به وإيجاد فرص عمل لمن يبحث عنها في ضوء التطور السريع الجاري على مستوى الاقتصاد والعمل وطبيعة المهارات المطلوبة في سوق العمل على المستوى العالمي.
وقال المتحدث باسم الرئاسة إن الرئيس السيسي استهل زيارته لدولة الإمارات مساء أمس بلقاء الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات، حيث اتسم اللقاء بكونه أخويا ووديا، مشيرا إلى أن لقاءات الزعيمين تتسم دائما بالتفاهم والتقارب في وجهات النظر.
وأشار إلى أن اللقاء بين الرئيس السيسي والشيخ محمد بن زايد شهد كذلك تأكيد خصوصية العلاقات المصرية الإماراتية الوثيقة، والتي تنعكس على التنسيق المستمر بين البلدين الشقيقين، بما يساعد على دعم استقرار المنطقة العربية وإقليم الشرق الأوسط، لافتا إلى أن اللقاء تناول أيضا سبل مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية، وتنمية أطر التعاون في مختلف المجالات، وكافة الشئون الجارية في العمل العربي المشترك.
ونوَّه بأن المباحثات بين الزعيمين تطرقت أيضا إلى عدد من الملفات المتعلقة بالتعاون الثنائي بين البلدين اللذين يرتبطان بعلاقات تاريخية ممتدة ووثيقة وأخوية ومتشعبة، حيث توجد مجالات كثيرة للتعاون والتنسيق المشترك سواء في المجال الاقتصادي أو التنسيق والتشاور السياسي بين الجانبين، موضحًا أنه يوجد
تواصل مكثف ومستمر بين الرئيس السيسي والشيخ محمد بن زايد.
وفيما يتعلق بالتنسيق المصري الإماراتي بشان قضايا التغيرات المناخية، قال المتحدث باسم الرئاسة إنه يوجد تنسيق بين الجانبين في ذلك الصدد على أعلى المستويات، معتبرا أن رئاسة مصر لمؤتمر المناخ (كوب 27) بشرم الشيخ في نوفمبر الماضي، والإمارات لمؤتمر المناخ القادم (كوب 28)، تعد أمرا جيدا، لافتًا إلى أن مصر تقدم كل ما لديها للإمارات من خبرات وإمكانيات في تنظيم تلك المؤتمرات والتفاوض حول القضايا المتعلقة بالعمل المناخي.
وأكد المستشار أحمد فهمي "إننا لدينا ثقة ويقين كامل في قدرة الإمارات على تنظيم مؤتمر ناجح للمناخ والبناء على ما تحقق من نجاحات في مؤتمر المناخ بشرم الشيخ، والتي اعتبرها العالم بمثابة إنجاز تاريخي غير مسبوق، حيث نجح "كوب 27" بشرم الشيخ في اعتماد ترتيبات لتمويل الخسائر والأضرار بالدول النامية، وهو الأمر الذي كان إحدى أولويات الدول النامية على مدى أكثر من 30 عاما".