قالت صحيفة واشنطن بوست، إن الحرب التي تشنها روسيا فى أوكرانيا كانت سببا فى هجرة تاريخية للروس من بلادهم. حيث أظهرت البيانات الأولية أن نحو 500 ألف على الأقل، وربما مليون، قد غادروا البلاد خلال العام الذى بدأ منذ بداية الغزو، وهم موجة هائلة تقترب من الهجرة التي حدثت بعد الثورة البلشفية عام 1917 وتفكك الاتحاد السوفيتى عام 1991.
ومثلما كان الحال من قبل، فإن تلك الهجرة ستؤثر على البلاد لأجيال، وأدى التدفق الهائل إلى تضخم مجتمعات المغتربين الروس الموجودة فى جميع أنحاء العالم وإنشاء مجتمعات جديدة.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأن بعض الروس فر إلى دول قريبة مثل أرمينيا وكازاخستان، عبر الحدود المفتوحة أمام الروس. فى حين أن بعض الحاملين للتأشيرات ذهبوا إلى فنلندا ودول البلطيق أو أماكن أخرى فى أوروبا، وهناك من توجه إلى أماكن أبعد مثل الإمارات وإسرائيل وتايلاند والأرجنتين، حتى أن رجلين من الشرق الأقصى لروسيا أبحرا بقارب صغير إلى ألاسكا.
وأشارت الصحيفة، إلى أن بعض الروس الذين غادرو بلادهم كانوا معارضين وزادت معارضتهم بعد الغزو، بينما كان دافع البعض الآخر المصلحة الاقتصادية وللحفاظ على معيشتهم أو الفرار من تأثير العقوبات.
ومن المستحيل حساب التأثير المالى لتلك الهجرة. ففي أواخر ديسمبر، قالت وزارة الاتصالات الروسية إن 10% من العاملين فى تكنولوجيا المعلومات بالبلاد قد غادروا فى 2022، ولم يعودوا. ويناقش البرلمان الروسى حزمة من الحوافز الآن لإعادتهم.
لكن هناك حديث أيضا فى البرلمان عن معاقبة الروس الذين يغادرون بتجريدهم من أصولهم فى الداخل. وأشار بوتين إلى من غادروا بالحثالة، وقال إن خروجهم يطهر البلاد، حتى على الرغم من أن بعض المغادرين لم يعارضوا الحرب.