أهمية خاصة تتخذها مشاركة مصر والرئيس عبدالفتاح السيسى فى القمة العالمية للحكومات، بدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث كانت مصر ضيف شرف القمة، التى تعقد للعام العاشر، وتتخذ أهميتها من كونها فعالية عالمية لتبادل الخبرات والتجارب. الرئيس السيسى استعرض العديد من النقاط المهمة حول تجربة مصر الاقتصادية والسياسية، وكيف واجهت مصر على مدار أكثر من عشر سنوات تحديات متوازية كان على الدولة مواجهتها معا من دون ترك تحد والتعامل مع آخر، وهو ما ضاعف من أهمية الجهد الذى تم بذله لمواجهة هذه التحديات، وعلى رأسها تحدى مشكلة الطاقة والنقل والطرق، والبنية الأساسية والتعليم والصحة، والتى تم التعامل معها فى وجود تحدى الإرهاب الذى أدى إلى تفكيك دول ودخول أخرى فى فوضى يصعب العودة منها.
الرئيس عبدالفتاح السيسى، استعرض أهم الاستراتيجيات والأولويات التى اتبعتها الدولة والحكومة على المستويين الاقتصادى والتنموى، والتحديات فى ظل الأزمات المتلاحقة التى يشهدها العالم، وشدد على أن الدول العربية الشقيقة الإمارات العربية والسعودية والكويت ساندت مصر فى أوقات صعبة، ولولا هذه المساندة كان من الصعب أن تتجاوز مصر الكثير من هذه التحديات التى تمثلت فى الإرهاب، وانهيار البنية التحتية، والمحاولات الآثمة لجر البلد إلى حالة من الفوضى، بل والقضاء على «الدولة» نفسها.
واستعرض الرئيس كيف واجهت الدولة تحديات متوازية معا، ولم يكن ممكنًا الاستمرار فى ظل أزمة الكهرباء التى استمرت 7 سنوات، ولم يكن ممكنًا تأجيل حلها، ولا المواطنون يمكنهم تحمل هذه الأزمة، حيث تم إنفاق 1.8 تريليون جنيه على قطاع الكهرباء، و2 تريليون جنيه على قطاع الطرق والنقل الذى يخدم 105 ملايين مواطن، وأن هذا الإنفاق كان ضروريًا، مثل مشروعات البنية التحتية، وهى تحديات لا يمكن تأجيلها أو تركها، وقد وفرت هذه المشروعات فى الطرق والنقل 8 مليارات دولار كانت تضيع فى إهدار الوقود والوقت، بجانب خسائر حوادث الطرق التى كانت تسبب خسائر فى الأرواح.
وقال الرئيس إن الدولة كانت عليها أن تعمل فى ملفات أخرى تمثل تحديات، وإذا كان قطاع مثل الصحة يحتاج إلى مئات المليارات لاستكمال التأمين الصحى خلال عشر سنوات، عملت الدولة من خلال مواجهة التحديات العاجلة، ومنها مبادرة القضاء على فيروس الكبد الوبائى سى، وهى المبادرة التى أشادت بها المنظمات الدولية، ومنها منظمة الصحة، وكان الفيروس يصيب ملايين تم علاجهم بالمجان، وتم إطلاق مبادرة 100 مليون صحة، وإنهاء قوائم انتظار العمليات الحرجة، والقضاء على التقزم فى الأطفال والكشف المبكر عن سرطان الثدى، وصحة المرأة.
وقال الرئيس لم يكن ممكنًا انتظار تحسين نظام الصحة وترك ملايين من مرضى فيروس سى أو سرطان الثدى، وبالتالى فقد كانت استراتيجية المبادرات هى الحل السريع لمواجهة التحديات فى مجال الصحة والتعليم، وباقى الملفات المهمة، ومنها مبادرة القضاء على العشوائيات التى كانت تحاصر القاهرة والمحافظات، وتم نقل سكانها إلى مجتمعات حضارية تتضمن كل الخدمات، لأنه لم يكن يليق أن تستمر العشوائيات.
وأكد الرئيس أن الدولة كانت تعمل فى مواجهة التحديات العاجلة وتواجه مشكلة متراكمة من عشرات السنين، وهى أن المصريين يعيشون على 5% من مساحة مصر، وكان هذا ممكنًا وعدد السكان 4 ملايين، وكان التحدى هو الخروج وإضافة رقعة جغرافية أخرى لمساحة الدولة، عبر عمليات استصلاح زراعى ضخمة، تتناسب مع حجم الزيادة فى السكان، و40 مدينة سكنية من الجيل الرابع، وليس فقط العاصمة الإدارية الجديدة، وهى مدن حديثة، تستوعب الزيادة السكانية، وتمثل إضافة جغرافية، ثم إن الإنفاق على البنية التحتية والمرافق والطرق، ضاعف من قيمة الأرض التى كانت صحراء، ومن عوائد الأرض تم بناء المدن واستصلاح الأراضى، والمشروعات القومية التى وفرت 5 ملايين فرصة عمل، فى وقت عاد ملايين من الخارج من دول واجهت أزمات وصراعات، ونفذتها 5 آلاف شركة وطنية عامة وخاصة، ضمن مشاركة القطاع الخاص التى تدعمها الدولة.
الرئيس قال فى قمة الحكومات العالمية بدبى، إن الدولة أثناء إعادة البناء، اهتمت بمثل قضايا المناخ، وما زالت، وهناك اتصالات جارية اليوم بين مصر والإمارات للتنسيق حول قمة المناخ المقبلة. وقال الرئيس إن الدولة والشعب واجهوا تحديات ضخمة وهزموا الإرهاب بتضحيات غالية من أبناء الشعب، وأصبح الإرهاب من الماضى، وقال إنه خلال هذه الرحلة الصعبة كانت هناك نقاط مضيئة، أولها مساندة الأشقاء، والثانية صبر وتحمل وبطولة الشعب المصرى، الذى قدم الكثير من التضحيات، وبفضل هذا، المصريون وإدراكهم لأهمية الدولة، استعادت الدولة مكانتها، واستطاعت أن تتقدم إلى الأمام، وتقضى على العديد من المشكلات التى واجهتها، وقال إن المصريين تحملوا من أجل الدولة والاستقرار، وما زالوا يتحملون أزمة عالمية تؤثر فى دول العالم ويفعلون ذلك ببطولة وإصرار.