خبير جيولوجي لـ«القاهرة الإخبارية»: دولتان عربيتان عرضة للبراكين بعد زلزال تركيا
«الهلال الأحمر اللبناني» لـ«القاهرة الإخبارية»: الوضع في سوريا معقد قبل الزلزال وزاد بعده
سلطت قناة القاهرة الإخبارية الضوء على استمرار جهود رفع الأنقاض وإزالة آثار الزلزال بسوريا وتركيا، حيث قال غسان يوسف الكاتب والمحلل السياسي، إن هناك تأخير في تقديم المساعدات لسوريا، التي تضررت جراء الزلزال المدمر الذي ضربها منذ أيام.
وأضاف "يوسف"، خلال ظهوره عبر سكايب، في برنامج "منتصف النهار"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الأمل يبقى موجودا في إنقاذ المزيد من تحت الأنقاض في سوريا.
واستطرد، لكن الأمل يبقى ضعيفا في ظل الإمكانيات المتواضعة التي تعمل بها فرق الإنقاذ في سوريا، وأيضا في ظل تأخر الفرق في الوصول، وتخاذل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
وتابع، أن هذا التخاذل أدى إلى زيادة عدد الضحايا، وهو أمر كارثي ونحن في القرن 21، أن تكون هذه هي الإمكانيات في إنقاذ الضحايا.
وأردف أن من يملكون الإمكانيات، هم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول المتقدمة، وكل هؤلاء لم يأتوا من الأساس لإنقاذ الضحايا.
وقال الدكتور أحمد الملاعبة، أستاذ الجيولوجيا، إنّ الزلازل والبراكين ينتج عنها تغيرات مناخية خطيرة، كما أنّ التغيرات المناخية الناجمة عن الثورات البركانية أكبر من الناجمة عن الزلازل، لافتًا إلى أنّ المنطقة ودولًا عديدة تتعرض لحدوث براكين من بينها العراق ولبنان، بسبب التصدع الناتج عن زلزال تركيا وسوريا، بينها براكين البحر الأحمر الذي هو جزء من الحزام العربي الأفريقي الذي تأثر بسبب الزلزال، وبراكين أخرى في البحر المتوسط قريبة من إيطاليا وقبرص، إضافة إلى وجود نشاط تحت المياه نتيجة الزلزال.
وأضاف الملاعبة، في حوار عبر تطبيق «سكايب» على قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّ دول المنطقة عليها اتخاذ إجراءات احترازية بسبب الزلازل والبراكين، خاصة أماكن حقول الغاز والمياه، والبحث عن تصريف للمياه من خلال قنوات أو أودية، أو حفر أنفاق تحت الأرض قريبة من المياه، حتى إذ تسربت المياه يحدث لها تصريف علمي ومنتظم إلى داخل الأودية أو أماكن التخزين، أو أماكن بعيدة عن المدن والأراضي الزراعية.
وتابع أستاذ الجيولوجيا أنّ المشكلة الكبرى التي قد تواجه هذه الدول هي كيفية تصريف الغازات بعد تعرض المناطق للبراكين والزلازل، فمن الضروري مراقبة ظهور الغازات في الأحواض والحقول النفطية، فقد تظهر غازات مثل «الرادون» السام، و«الميثان».
وأكد الدكتور نجيب أبو كركي، أستاذ علم الزلازل، تسجيل عشرات الهزات الارتدادية بقوة تتراوح بين 3 و4 درجات على مقياس ريختر، مشيرًا إلى أن هناك زلزالًا بقوة 4.7 درجة ضرب منطقة تبعد عن إحدى بلدات تركيا التي يبلغ عدد سكانها 35 ألف مواطن بنحو 7 كيلومترات، موضحًا أن البلدات القريبة من تلك الهزات تشعر بها، وتشكل تلك الهزات خطورة على الأبنية.
وقال «أبوكركي»، خلال مداخلة هاتفية عبر فضائية «القاهرة الإخبارية»، إن مركز دراسات زلازل أوروبا والبحر المتوسط سجل 136 زلزالا في أوروبا كافة، وكان أكبرها في رومانيا وقوته 5 درجات، وأيضا في منطقة أيسلندا التي تقع أقصى شمال غرب أوروبا بقوة 4 درجات، لافتًا إلى أن الأبنية القديمة التي تتواجد بها القناطر تقاوم الزلازل بشكل جيد، إلى جانب مقاومتها للمياه والأمطار والرطوبة.
وأشار إلى أنه لا أحد يعلم متى ستتوقف الارتدادية الزلزالية وتعود حالة الاستقرار من جديد في تلك المناطق، متابعًا أنه وفقًا للأرقام فإن تلك الهزات تتناقص قوتها تدريجيًا ولكن بشكل غير منتظم، فقد يكون هناك بعض المفاجآت مستقبليًا، مؤكدًا أهمية تزويد فرق الإنقاذ بالمعدات والأدوات اللازمة من أجل تخفيف الخسائر الناتجة عن تلك الأزمة.
وقال الدكتور حسام فيصل، رئيس وحدة الكوارث بالهلال الأحمر في بيروت، إن دائما هناك أمل بالعثور على ناجين تحت الأنقاض، رغم الأيام التي مرت، ولكن من المفهوم في إدارة الكوارث فإن الموضوع يتضاءل حول وجود أشخاص ناجين، خاصةً بعد مرور 8 أيام من كارثة الزلزال، والأخذ بالاعتبار ظروف الطقس البارد جدًا في هذه المناطق.
وأضاف «فيصل» في مداخلة لقناة «القاهرة الإخبارية»، أن الوضع في سوريا مُعقد من قبل الزلزال، وزاد الوضع تعقيدًا بعد الكارثة، وأن الطواقم والهياكل الصحية هي بالأصل مُنهكة بسبب الـ 12 عاما من الأزمة السورية، وشهدت الشهور الماضية تفشي الكوليرا في المناطق المُتضررة من الزلزال الحالي.
وتابع أن كل هذا تلاقى مع ظروف الطقس البارد جدًا، لافتًا إلى أن الأسبوع الماضي شهد تساقطًا للثُلوج وانخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، وأن كل هذا أدى إلى تفاقم النواحي الصحية من ناحية الاحتياج، ومن ناحية أيضًا الأمراض التنفسية، مُؤكدًا أن مراكز الإيواء مُكتظة بالأشخاص الذين نزحوا من بيوتهم بسبب الزلزال.