أكدت دراسة جديدة عن أشجار عمرها 3200 عام في تركيا أن الانهيار الغامض للعديد من الحضارات في أواخر العصر البرونزى منذ نحو 1200 إلى 1150 قبل الميلاد تزامن مع جفاف حاد استمر ثلاث سنوات في وسط الأناضول، معقل الأقوياء، الإمبراطورية الحيثية وواحدة من أكثر المناطق تضررا في ذلك الوقت.
وأكدت الدراسة التى أوردها موقع ناشيونال جيوجرافيك أنه خلال العصر البرونزي المتأخر انهارت الإمبراطورية الحيثية وحضارة الإغريق الميسيني، بالإضافة إلى العديد من القوى الأصغر والشبكات التجارية التى كانت تربطهم، كما أدت إلى الفوضى والانتفاضات والحروب الأهلية والفراعنة المتنافسين في مصر، بينما عانت آشور وبابل المجاعات وتفشي الأمراض والغزوات الأجنبية.
وكافح العلماء لمدة 200 عام لتفسير الانهيار كنتيجة للانفجارات البركانية أو الزلازل. القرصنة أو الهجرات أو الغزوات ؛ الفشل السياسي أو الاقتصادي؛ الأمراض أو المجاعات أو تغير المناخ؛ أو حتى انتشار تعدين الحديد في جميع أنحاء منطقة يهيمن عليها البرونز.
والآن كشف بحث نُشر في مجلة ناتشر أن تغير المناخ ربما لعب دورًا أكبر في انهيار العصر البرونزي المتأخر مما كان يُعتقد سابقًا.
من خلال فحص جذوع الأشجار المدفونة منذ ما يقرب من 3000 عام، كشف فريق بحث أمريكي أن معاقل الإمبراطورية الحيثية في وسط الأناضول عانت من جفاف شديد في 1198 و1197 و1196 قبل الميلاد - في بداية العصر البرونزي المتأخر، ينهار.
ويعزز هذا الاكتشاف النظريات القائلة بأن التحول إلى مناخ أكثر برودة وجفافًا في شرق البحر الأبيض المتوسط أدى إلى تقلب إنتاج الغذاء، ما أدى إلى نقص في المشكلات الثقافية والاقتصادية التي تعصف بالمنطقة بالفعل.