طفل يبدع فى صنع "ماكيتات" الحفارات والمعدات من بقايا الأخشاب.. صور

الأربعاء، 15 فبراير 2023 09:24 ص
طفل يبدع فى صنع "ماكيتات" الحفارات والمعدات من بقايا الأخشاب.. صور محمود وسط المجسمات التي صنعها من بقايا الأخشاب
الدقهلية: محمد الحبشى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

طفل فى الـ6 من عمره، ابن مركز شربين، فى محافظة الدقهلية، ينزل إلى ورشة صناعة الأثاث الخشبى الخاصة بوالده، ويبدأ فى تجميع بقايا الأخشاب ويقوم بتركيبها لتظهر بشكل لعبة صغيرة، يراها الجميع من حوله بشكل مميز دون معرفة الطفل بأن المولى رزقه موهبة خاصة، فتظهر اللعبة التى يقوم بتجميعها الطفل صاحب الـ6 سنوات من عمره فى شكل مجسم يحتاج إلى مهندس ليقوم بحساب أبعاده ورسم الشكل الهندسى للمجسم قبل بدء العمل به.

يدخل الورشة من الباب الخلفى

يوميا ينتظر الطفل "محمود" انتهاء والده من العمل فى ورشته الموجودة أسفل المنزل وغلق باب الورشة، ليقوم الطفل بالنزول إلى الورشة من الباب الخلفى والمرتبط بالسلم الداخلى للمنزل، ويبدأ فى ممارسة هوايته المفضلة وهى تجميع بقايا الأخشاب الناتجة عن عمل والده اليومى داخل الورشة، ويتواجد الطفل محمود داخل الورشة حتى ساعات متأخرة تصل إلى منتصف الليل ليقوم بتجميع لعبة رسمها فى مخيلته.

بعد رؤيتها أمامه سواء على الطبيعة أو فى صورة، ويتمنى أن يملكها يوما ما، وبالفعل يمتلكها "محمود" ولكنه يمتلكها على شكل مجسم ولعبة صغيرة من صناعته اليدوية.

يقف ليشاهد الحفار ويقوم بصناعته على أدوات والده استمر الطفل "محمود" فى هوايته المفضلة والدخول لورشة والده يوميا، ومع مرور الزمن بدأ "محمود" يتعلم من والدة العمل على الآلات والمعدات الموجودة داخل ورشة والدة، ليبدأ فى استخدامها.

بدأ الطفل باستخدام المطرقة والمسمار وصولا بالآلات والمعدات الكهربائية الموجودة داخل الورشة كالمنشار الكهربائى والمثقاب وغيرهم من المعدات.

ومع مرور الوقت يقف الطفل "محمود" ليشاهد الحفار أثناء عملة فى تطهير البحر الموجود أمام منزله، حيث يقع منزله أمام نهر النيل مباشرة، فيقف محمود فى البلكونة الخاصة بالمنزل مستمتعا بمتابعه عمل الحفار، أثناء العمل طوال فترة تواجده أمام المنزل دون كلل أو تعب، لكن فى الحقيقة هو يشاهد الحفار ليرسم ملامحه فى ذهنه ويبدأ فى تنفيذه بيداه الصغيرتان داخل الورشة.

ويبدأ فى تجميع بقايا أخشاب من داخل الورشة ليقوم بعمل الحفار لنفسه، كنوع من تحقيق حلم طفل برىء فى امتلاك الحفار الموجود أمامه.

وقال "محمود": كنت أقوم بتجميع الأخشاب داخل الورشة لتكوين الحفار، ومع الوقت تعلمت استخدام الآلات والمعدات الموجودة داخل الورشة، وتمكنت من تقفيل الحفار فى صورة أوضح وأمتن، وذلك لأننى أحب فقط ولا أعرف سوى أننى أريد أن أمتلكها ولم أكن أعرف أنها موهبة، بل كنت أقوم بدخول الورشة يوميا فى المساء وأجمع بقايا الأخشاب لأقوم بتجميع اللعبة التى أريدها.

وتابع: كنت أظن أنها حقيقية لكن ينقصنى شىء كى أتمكن من قيادتها مثل سائق الحفار الذى أراه أمامى يقودها ويحركها وأنا لا أستطيع أن أفعل مثله، وكنت فى تفكير مستمر عن كيفية الوصول لدرجة قيادتها، وبسبب أننى لم أتمكن من قيادتها كنت أعطيها للأطفال من أقاربى ومن الجيران لأننى أراها غير مكتملة، ولم تصل للشكل الذى أتمناه.

وتابع: اكتشاف الموهبة والاستمرار فى التصنيع وذات يوم أتى إلى أحد أعمامى وطالبنى بعمل ألعاب أخرى وأنه معجب بما أفعله ووجهنى أن أحتفظ بالألعاب التى أقوم بعملها داخل الورشة، وقتها لم أكن أفهم ماذا يقصد عمى بطلبه، لكنه دائما ما يردد انت مبدع وما تقوم بصناعته لا أحد يتمكن من صناعته.

وأكمل: بدأ عمى فى تحفيزى ودعوتى لصناعه منتجات أكثر، وعدم التفريط بها وتوزيعها على الأطفال، والحديث معى كثيرا، ليقوم بتعريفى أن ما أفعله هو موهبة من المولى عز وجل، وبدأت فى تنفيذ ما يقدمه "عمى" لى من نصائح وأحتفظ بكل الالعاب والمجسمات التى اقوم بتصنيعها داخل الورشة، وفى كل مره أقوم بإضافة جديدة لها والتفكير فى تطويرها لأفضل صورة ممكنة.

إيمان "العم" بقدراته وخلاف مع الوالد

ويقول العم "محمود" والذى سمى الطفل "محمود" على اسمه، أنه لمس فيه موهبه منذ الطفولة، بعد رؤيته طفل صغير يقوم بتصنيع مثل هذه المجسمات دون توجيه أو دراسة من أحد.

مكملا والده يعمل فى صناعه الاثاث منذ سنوات وانا ايضا عملت بها، ولم يقدر منا على صناعه هذه المجسمات حتى الآن، لذلك كان ايمانى بقدراته كبير جدا، وبدأت فى دعمه حتى وصل الامر اليد الخلاف بينى وبين والده فى بعض الاوقات، وذلك لرغبه والده فى أن يتعلم "محمود" صناعه الأثاث الذى يعمل به ويعطى له اهتمام اكبر، لكن إصرارى على دعم "محمود" اتى مما شاهدته فى هذا الطفل من قدرات واسعى لدعمه وتنميه قدراته.

سرنجات طبية وخرطوم وزيت ومياه 

مع الدعم المستمر وتحفيز "محمود" وترك المساحة له بدأ فى التركيز ومتابعه التفاصيل الموجودة فى الحفارات ورويتها، وبدا فى التركيز فى كيفيه تحريك مكونات اللودر ووصل أن المحرك لها هو الزيت مع اعطاء اوامر كهربائية من كابينه القيادة للتنفيذ.

وبدأ" محمود " فى التفكير عن كيفيه إدخال هذه الحركة داخل المجسمات والالعاب التى يقوم بصناعتها، وبالفعل تمكن من تحريكها ولكن بطريقه غريبه نوعا ما، حيث استعان بسرنجات طبيه وخرطوم بلاستيك شفاف يقوم بتركيبه على ذراع "الحفار" ويقوم بتعبئه السرنجة خليط من الزيت ممزوج بمياه بسيطة، ويقوم بضخها عبر الخرطوم ليتحرك ذراع "الحفار" فى الاتجاه المناسب الذى يريده "محمود.

تطوير الفكرة والعمل المستمر

استمر "محمود" فى تنفيذ أفكاره وبعد أن قام باستخدام السرنجات الطبية والخرطوم والزيت المخلوط بالمياه، يعمل محمود الآن على تحريك "الحفار" والمجسمات بالكهرباء من الاسفل، حيث قام بالاستعانة بمواتير كهربائية صغيرة متصلة بمسامير وصواميل لتحريك المجسم كهربائيا.

وواجه "محمود" بعض المشاكل والتحديات فى عدم قدرة الموتور فى تحريك المجسم بسبب حجم المجسم، ويعمل حاليا على تغيير الموتور  إلى موتور ذا قدرة كهربائية أعلى من المستخدم، فى إصرار وعزيمة منه على تحقيق هدفه، والوصول بمنتجاته للتحرك الذاتى من خلال الدوائر الكهربائية الموجودة داخل "المجسم".

منافسة الصين وامتلاك مصنع يحمل شعار "صنع فى مصر"

ويرى "محمود" أن حلمه قد اقترب كثيرا رغم كونه صاحب الـ15 عام من عمرة فقط، وقال: بإذن الله قريبا جدا ستكون مجسماتى مكتملة تماما، ومنذ فتره ادخلت مواد أخرى مع الاخشاب فى المجسمات التى قمت بتصنيعها، وقمت بإضافة البلاستيك على الجسم الخارجى للمجسم، حيث قمت بتسخينه على النار وإظهاره بالمنحنيات والأشكال المطلوبة حتى يعطينى الشكل المطلوب.

وتمنى "محمود" أن تحمل منتجاته خلال الفترة القادمة شعار "صنع فى مصر" وعدم استيراد الالعاب والمجسمات من الخارج، مكملا: سأصل لحلمى وامتلك مصنعا لصناعه منتجات محلية تنافس "الصين" وتحمل شعار "صنع فى مصر".

اثناء شرح كيفيه تحريك المجسم بالسرنجات
اثناء شرح كيفيه تحريك المجسم بالسرنجات

 

احد الحفارات من صناعه الموهوب المصري محمود
احد الحفارات من صناعه الموهوب المصري محمود

 

ادخال خامات اخري من البلاستيك مع الاخشاب
ادخال خامات اخري من البلاستيك مع الاخشاب

 

استخدام السرنجات الطبيه وبداخلها سائل من الزيت ممزوج بالمياة
استخدام السرنجات الطبيه وبداخلها سائل من الزيت ممزوج بالمياة

 

الكلارك المصنوع من بقايا الاخشاب
الكلارك المصنوع من بقايا الاخشاب

 

تجهيز احد المجسمات حفار للعمل بموتور كهربائي
تجهيز احد المجسمات حفار للعمل بموتور كهربائي

 

جانب من السيارة النقل المصنعه من بقايا الاخشاب
جانب من السيارة النقل المصنعه من بقايا الاخشاب

 

سيارة نقل ثقيل من بقايا الاخشاب من صناعه محمود
سيارة نقل ثقيل من بقايا الاخشاب من صناعه محمود

 

صورة توضع تجهيز احد المجسمات للعمل ذاتيا عن طريق دائرة كهربائية
صورة توضع تجهيز احد المجسمات للعمل ذاتيا عن طريق دائرة كهربائية

 

مجسمات تم تجميعها من بقايا الاخشاب
مجسمات تم تجميعها من بقايا الاخشاب

 

محمود مع احد الحفارات التي قام بصناعتها من الاخشاب
محمود مع احد الحفارات التي قام بصناعتها من الاخشاب

 

محمود وسط المجسمات التي صنعها من بقايا الاخشاب
محمود وسط المجسمات التي صنعها من بقايا الأخشاب

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة