وصفت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية النظام الحاكم والجيش فى كوريا الشمالية بالـ"عدو" لأول مرة منذ 6 سنوات كرد فعل على التهديدات النووية والصاروخية المتطورة لبيونج يانج.
ونقلت وكالة أنباء "يونهاب" الكورية الجنوبية اليوم الخميس، عن التقرير الدورى الجديد لوزارة الدفاع فى كوريا الجنوبية تعهد الوزارة بالرد الصارم على الاستفزازات الكورية الشمالية وتحقيق السلام من خلال القوة، ووصفه اليابان بـ"جارة قريبة" تماشيا مع تحرك سول لتحسين العلاقات الأمنية الثنائية.
وأكد التقرير الدفاعى الجديد الذى يصدر لأول مرة في في ظل إدارة يون سيوك-يول، أن كوريا الشمالية ما زالت تشكل تهديدا عسكريا دون التخلي عن برنامجها النووى فإن النظام الكوري الشمالي والجيش الكورى الشمالى هما عدوان، وقدم تقييما جديدا لمخزون بيونج يانج المتزايد من البلوتونيوم وهي مادة انشطارية تستخدم في صنع قنابل نووية.
وقال التقرير الذي يصدر كل سنتين، إن بيونج يانج تمتلك حوالى 70 كيلوجراما من البلوتونيوم -ارتفاعا من 50 كيلوجراما في النسخة السابقة للتقرير- ويتطلب صنع قنبلة نووية واحدة حوالي ستة كيلوجرامات من البلوتونيوم، كما تمتلك كمية كبيرة من اليورانيوم عالي التخصيب، ورصد سلسلة من الصواريخ الكورية الشمالية الجديدة بما في ذلك صاروخ "هواسونج 17" العابر للقارات والصواريخ التكتيكية قصيرة المدى في تحليل لمخزون الأسلحة المتزايدة في الشمال.
وشمل التقرير مقارنة بين قوة الجيش الكوري الجنوبي ونظيره الشمالي من حيث القدرة التسليحية وقوام الجيش الفعلي، لتسجل كوريا الجنوبية في قوام الجيش نحو 500 ألف انخفاضا من 555 ألفا في عام 2020، بينما بلغ الرقم المقابل لكوريا الشمالية 1.28 مليون وهو نفس الرقم المسجل في التقارير لعام 2018 و2020، وسجلت كوريا الجنوبية في القدرة التسليحية ألفي و200 دبابة و90 سفينة قتالية سطحية و10 غواصات بينما وصلت الأرقام المقابلة لكوريا الشمالية إلى 4,300، و420, و70 على التوالي.
وتمت الإشارة -في التقرير- إلى الجيش الكوري الشمالي لأول مرة على أنه عدو في التقرير الدفاعي لعام 1995 بعد أن هدد مسؤول كوري شمالي بتحويل سول إلى بحر من النيران في عام 1994، وفي نسخة عام 2004 تم استبدال تعبير "العدو" بـ"تهديد عسكري مباشر" وسط مزاج تصالحي بين الكوريتين.
لكن تم إحياء تعبير "عدو" في عام 2010 عندما نسفت كوريا الشمالية سفينة حربية كورية جنوبية في مارس نفس العام، ما أسفر عن مقتل 46 بحارا وشن هجوم مدفعي على جزيرة حدودية في نوفمبر من ذات العام ما أدى إلى مقتل جنديين ومدنيين، وبقى التعبير حتى سنة عام 2016 ، لكن تسمية العدو اختفت في التقارير السنوية الرسمية التي نشرتها إدارة مون جيه-إن الليبرالية آنذاك في 2018 و2020 وسط سعيها للمصالحة عبر الحدود.
وجاءت لهجة التقرير ودية تجاه اليابان، وأكد أن كوريا الجنوبية واليابان تشتركان في القيم، وأن اليابان بلد مجاور وثيق (يجب أن تتعاون كوريا معه) لبناء علاقات تعاونية مستقبلية تخدم المصالح المشتركة، برغم أن نسخة 2020 وصفت اليابان بأنها دولة مجاورة يجب أن تتعاون مع كوريا ليس فقط من أجل العلاقات الثنائية ولكن أيضا من أجل السلام والازدهار في شمال شرق آسيا والعالم، فيما أشارت نسخة 2018 إلى البلدين على أنهما "جاران قريبان جغرافيا وثقافيا وكذلك شريكان يتعاونان من أجل السلام والازدهار العالميين".