قالت وكالة بلومبرج الامريكية إن ماكينة الحرب العالمية تواجه استهلاكا كبير لمخزونها من الذخائر، فى ظل الاستخدام الكبير فى حرب روسيا وأوكرانيا، حيث يستخدم كلا الطرفين قذائف أكثر مما يمكنها إنتاجه أو شرائه، مما يعنى أن المصانع أصبحت على نفس قدر أهمية القوات.
وذهبت الوكالة إلى القول بأنه فى يوم عادى فى أوكرانيا، تستخدم الأطراف المعادية ما يقرب من 30 ألف قذيفة ضد بعضهما البعض. وهذا يعنى أكثر من 200 ألف فى الأسبوع، وحوالى مليون فى الشهر، بدون إحصاء الرصاصات والألغام الأرضية والقنابل اليدوية والذخائر الأخرى التى يتم استخدامها مع دخول الغزو الروسى لأوكرانيا لعامه الثانى.
وفى حين أن القوات الروسية تطلق عادة نحو ضعف الطلقات التى تطلقها قوات أوكرانيا، فإن مخزون كلا الطرفين يتناقص. وقال الأمين العام لحلف الناتو يانس ستولتنبرج مؤخرا إن استخدام أوكرانيا للذخيرة أعلى عدة مرات من معدل الإنتاج الحالى لحلفائها.
ويعنى هذا تدافعا من أجل الحصول على مزيد من الذخيرة والأسلحة للجبهة، مما يجعل الحرب معركة مصانع بقدر ما هى معركة قوات. وعلى الرغم من أن كلا الطرفين ليس فى خطر استنفاذ مخزونه تماما، إلا أن الإمدادات المتناقصة تقيد خيارات الجيش، بحسب ما يقول مارك كانسيان، العقيد السابق فى البحرية الأمريكية، والذى يعمل الآن مستشارا فى مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية فى واشنطن. ويقول إنه فى مرحلة ما، تصبح هذه مشكلة، ولو أصبحت مقيدا للغاية، لن يمكنك إطلاق النار على أهداف جيدة حقا.
ويقول بعض المحللين إن الصراع أظهر بعض أوجه الشبه غير المريحة بالحرب العالمية الأولى، عندنا استقر المقاتلون فى مواقع محصنة وأطلقوا قذائف لا حصر لها، أملا فى كسر الجمود.
ومع استمرار الصراع، عانى كلا الجانبين من نقص فى قذائف المدفعية. وفى عام 1915، تم الإطاحة بالحكومة البريطانية لفشلها فى تسليم ما يكفى من الذخيرة فيما أصبح يعرف باسم أزمة القذائف.