لا تزال أصداء القمة العالمية للحكومات التى استقبلتها دولة الإمارات، فى دبى، خلال الثلاثة أيام الماضية بممشاركة 20 رئيس دولة وأكثر من 250 وزيرا، و10 آلاف مسؤول حكومى، وأكثر من 80 منظمة دولية، مستمرة، حيث كانت القمة لافتة فى حضورها والموضوعات المطروحة على طاولة نقاشها، والهدف من انعقادها أيضا وهو استشراف المستقبل وإيجاد حلول لاجتياز الأزمات الحالية.
وهذا ما أكده الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات، الذى أكد على أهداف الدولة فى خدمة البشرية، والذهاب إلى مستقبل أكثر تطورًا وازدهارًا، وهو أيضا ما أعلنه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى، من استعداد دولة الإمارات لمشاركة تجربتها الناجحة فى تبنى التقنيات والحلول الرقمية المتقدمة مع الأطراف كافة لضمان مستقبل التجارة العالمية.
كان الحضور المصرى مميزا ولافتا أيضا، حيث شارك الرئيس عبد الفتاح السيسى على رأس وفد رفيع المستوى كضيف شرف بالقمة، ولاقت الكلمة التى ألقاها الرئيس حول العلاقت المصرية الخليجية والعلاقات المصرية العربية إشادة كبيرة سواء بالإمارات أو المحيط الخليجى والعربى.
استعرضت القمة، أبرز التحديات العالمية الحالية والمستقبلية وأفضل سبل تطوير الأداء الحكومى والمؤسسى، ومن جانبه أكد الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى، أن هدف الدولة الإسهام فى خدمة البشرية لمستقبل أكثر تطورًا ورخاء وازدهارا.
أكد الحضور فى القمة التى تجمع تحت مظلتها نخبة من قادة الحكومات والوزراء وكبار المسؤولين وصناع القرار من مختلف دول العالم، أهمية زيادة نشر الوعى فيما يتعلق بالتطورات المستمرة فى مكان العمل، وتعريف القادة بمجموعة من الحلول المحتملة تساعدهم فى الاستجابة لهذه التغييرات، والبقاء فى صدارة سباق استقطاب المواهب، كما أصدرت القمة تقريرًا استعرض الأهمية المتنامية لاكتساب المهارات وصقلها خلال المراحل الأساسية للتعليم، كما خلال مراحل التعلم مدى الحياة، فى عالم تنشط فيه الشركات العاملة فى جميع القطاعات والصناعات فى استعمال تكنولوجيات جديدة، بما فى ذلك الأتمتة والذكاءالاصطناعي.
إشادة بكلمة الرئيس
ومن جانبه أشاد الكاتب الإماراتى محمد تقى بموقع العين الإماراتى، بأهمية الكلمة التى ألقاها الرئيس عبد الفتاح السيسى أمام الحضور فى القمة، والتى أشار خلالها إلى دور دولة الإمارات الإقليمى، موضحا موقف الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، فى دعم الدولة المصرية لتجاوز أزماتها، التى خلّفتها اضطرابات 2011 وحكم جماعة الإخوان الإرهابية فى العام التالى لذلك، بالإضافة إلى ما قاله عن الدعم الإماراتى غير المسبوق للشقيقة سوريا جراء محنتها بعد كارثة الزلزال، وما قبل ذلك من دعم لعودة دمشق إلى حاضنتها العربية.
كلمات الرئيس السيسى كانت وصفا عادلا دولة لعوبة الإمارات التى تحكيها المواقف والأفعال، فلم تتخل دولة الإمارات يوما عن دعم دولة عربية فى محنتها.
كواليس الإعداد
وبالنسبة لكواليس الإعداد لهذه القمة، قال نائب مدير مؤسسة القمة العالمية للحكومات، محمد الشرهان، وفق "الإمارات اليوم"، إن هذا البرنامج المكثف، الاستثنائى، الذى يعرض على مدار ثلاثة أيام، إضافة إلى اليوم التمهيدى من القمة، وراءه عام كامل من الإعداد والتجهيز من قبل فريق متخصص، ليخرج إلى العالم بهذه الصورة الرائعة، ويحقق هدفه فى إلهام الحكومات وصناع القرار عالميا، وفق "الإمارات اليوم".
وأوضح الشرهان أن الاستعداد للقمة العالمية للحكومات يبدأ من اليوم الأول بعد انتهاء القمة من كل عام، وعادة يتم العمل من قبل فريق القمة على استشراف محاور مختلفة، حول أبرز التوجهات العالمية والموضوعات الأحدث على الساحة، ومعرفة المتحدثين القادرين على إلهام حكومات العالم، بحيث ينتج عنها اتخاذ قرارات وسياسات على إثرها، بعد طرحها بالقمة.
وأكد أن الإعداد لبرنامج القمة ليس وقتياً أو لحظياً، وإنما يتم خلال عام كامل، يتم خلاله تجهيز أجندتها وفعالياتها وبرامجها.
محمد الشرهان
وتابع الشرهان، قائلا إن أهم برامج القمة هى الجلسات الرئيسة التى يتم الإعداد لها من خلال قيام فريق العمل باستشراف أبرز القطاعات التي تهم العمل الحكومى، سواء كانت فى قطاعات الصحة أو التعليم أو الاقتصاد وغيرها من القطاعات المهمة، ومن ثم يتم اختيار ودعوة أبرز الخبراء والمختصين وصنّاع القرار فى القطاعات المحددة للمشاركة فيها".
محمد القرقاوى رئيس مؤسسة القمة العالمية للحكومات
وأضاف الشرهان، أن برنامج القمة يتناول أيضا عددًا من المنتديات التخصصية، تقام على هامشها، يتم من خلالها مناقشة أبرز الحلول والتحديات التى تواجه القطاعات المختلفة، كذلك تقام اجتماعات وزارية على هامش القمة، يتم عقدها بوجود القطاع الخاص، بهدف خلق حلقة وصل تربط بين المسؤول الحكومى والمسؤول فى القطاع الخاص، والوصول إلى اتخاذ قرارات محورية ومفصلية، تؤثر بشكل إيجابى فى العمل الحكومي».
وأكد أنه بدءًا من الأسبوع المقبل ستبدأ جلسات العصف الذهنى للتفكير والإعداد للقمة المقبلة 2024، ليثمر هذا العمل المؤسسى فى النهاية نتائج ملموسة من النقاشات المختلفة والمتنوعة التى تجرى خلالها.
ولفت إلى أنه من خلال منصة «القمة العالمية للحكومات»، نبحث أيضا عن أفضل الابتكارات التى تخدم العمل الحكومى، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، يتم عرضها على هامش القمة، بهدف إلهام الحكومات للتجهيز والاستعداد لما هو قادم، وتهدف هذه المعارض إلى نقل تجارب دولة الإمارات إلى العالم، أو تجارب دول وحكومات العالم الأخرى.
وأشار إلى أن العديد من الاجتماعات التى تقام على مدار العام، والمنتديات وجلسات العصف الذهنى، تهدف إلى الوصول إلى أبرز أجندة تمثل الأجندة العالمية، لتتم مناقشتها بمشاركة صنّاع القرار والسياسات والمنظمات الدولية وحكومات العالم المختلفة، إضافة إلى ممثلى القطاع الخاص.