بينما كان الجميع ينظر إلى يوم 14 فبراير على أنه يوم الحب، إذ يحتفل فيه العشاق بـ الفالنتين، كان السرديون فى العالم يحتلفون باليوم العالمى للقصة القصيرة، في اليوم نفسه، والذي يهدف إلى إعلاء قيمة الأدب في حياة الفرد، حيث اتخذ هذا اليوم تاريخا عالميا للاحتفاء بالقصة القصيرة كأدب فني أوجد له مكانة ضمن باقي انواع فن الكتابة، لتزحف وتتخذ سقفا عاليا فوق الرواية.
البعض ربما لم يكن يعرف أن هناك يوما عالميا للقصة القصيرة، يحتفي فيه السرديون بهذا الفن الرفيع الذى ربما توارى بعض الشىء بسبب سيطرة الرواية على اهتمامات القراء في مقابل الإبداعات الأدبية الأخرى مثل القصة والمسرح وأدب الطفل والشعر الذى كان قديما ديوان العرب، لتكون الرواية هي لغة العصر، أو كما وصف الدكتور جابر عصفور في كتابه الشهير "زمن الرواية".
الاحتفال باليوم القصة ربما طرح سؤالا، حول هل هناك أياما أخرى مماثلة للاحتفاء بالإبداعات الأخرى، فهل يوجد يوما عالميا للرواية ويوما للأدب الطفل، ويوما آخر للمسرح؟
الإجابة هى نعم، ولكن على دراجات مختلفة فمثلا الرواية لا يتم الاحتفاء بها في يوم بل في أسبوع كامل، حيث أعلن المؤتمر العام لليونسكو في دورته الحادية والأربعين لعام 2021 اعتماد الأسبوع العالمي للرواية الذي يبدأ في 13 أكتوبر من كل عام، ويهدف هذا الأسبوع إلى دعم تقدير الأدب كشكل من أشكال التعبير عن الإبداع الإنساني، وإلى الحث على القراءة وإذكاء الوعي بالدور الهام الذي يؤديه الكتَّاب بوصفهم مساهمين أساسيين في تبادل المعرفة والتنوع الثقافي، وذلك تمِّشيا مع اتفاقية عام 2005 لحماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي وتوصية عام 1980 بشأن أوضاع الفنان. ويعزز الأسبوع العالمي للرواية إسهامات الروائيين والشعراء وكتَّاب المسرح ونقاد الأدب والناشرين وآخرين كثيرين في التفاعل بين الثقافات ويدعم حقوقهم وصناعات الكتاب حول العالم. وبهذه المناسبة تدعو اليونسكو الجميع للاحتفاء بالكتَّاب وبما يقدموه لنا من إبداع وتنوع وسبل للوصول إلى الثقافة والمعرفة.
أما أبو الفنون فيوجد له يوما مخصصا يتم الاحتفال فيه بالمسرح، وهو من أقدم الأيام العالمية، حيث يحتفل به العالم يوم 27 مارس من كل عام، حيث تقام مجموعة من الأنشطة والاحتفاليات الخاصة بهذه المناسبة التي جرى العرف أن يتم اختيار شخصية إبداعية ومسرحية لكتابة كلمة خاصة بهذه المناسبة تلقى في اليوم ذاته، ويتم تعميمها على جميع المؤسسات المسرحية في العالم، تم المبادرة بهذا اليوم من قبل المعهد الدولي للمسرح عام 1961.
كذلك فإن أدب الطفل له أيضا احتفالا سنويا، يعرف باليوم العالمي لكتاب الطفل، فمنذ عام 1967 أو نحو ذلك يحتفل بيوم ميلاد الأديب الدنماركي هانس كريستيان أندرسن الموافق لـ 2 أبريل كيوم عالمي لكتاب الطفل. يجتمع المؤلفون من جميع أنحاء العالم للفت الانتباه إلى أهمية كتب الأطفال. يرعى هذا الحدث المجلس الدولي لكتب الشباب IBBY، وهو منظمة غير ربحية تمثل شبكة دولية من الناس من جميع أنحاء العالم الذين يسعون لترقية ودعم كتب الأطفال. الاحتفالات باليوم العالمي لكتاب الطفل في جميع أنحاء العالم تشمل لقاءات مع المؤلفين والرسامين، ومسابقات كتابة، أو الإعلان عن جوائز الكتاب.
أما أقدم فنون الإبداع ربما في العالم مع المسرح، وديوان العرب القديم، الشعر، اعتمد المؤتمر العام لليونسكو، خلال دورته الثلاثين المنعقدة في باريس عام 1999، ولأول مرة، يوم 21 مارس اليوم العالمي للشعر بهدف دعم التنوع اللغوي، ومنح اللغات المهددة بالاندثار فرص أكثر لاستخدامها في التعبير. ويعتبر اليوم العالمي للشعر فرصة لتكريم الشعراء ولإحياء التقليد الشفهي للأمسيات الشعرية.
الشعر هو أحد أشكال التعبير وأحد مظاهر الهوية اللغوية والثقافية، وهما ما يعتبران أغنى ما تمتلكه الإنسانية، فمنذ قديم الزمان، عرفت كل القارات بمختلف ثقافاتها الشعر، إذ انه يخاطب القيم الإنسانية التي تتقاسمها كل الشعوب، فالشعر يحول كلمات قصائده البسيطة إلى حافز كبير للحوار والسلام. ولذا، تم تخصيص يوم 21 مارس من كل عام للاحتفال باليوم العالمي للشعر.