صدرت حديثا رواية "العبث المقدس" للكاتب خالد دومة، وتقول الرواية، قد تخذلك التقاليد البالية، والعادات السقيمة، وتحفر فى طريقك أخاديد، وتطمس معالم وجودك، وتحيلك إلى مسخ، وتفقد معنى وجودك وحياتك، وتعيش كما أرادت لك، هنا تعيش مكرها على كل شيء، تتبع سنة الآخرين فيما يفعلون، إنها قصة امرأة حولتها أيدى الآخرين إلى شيطان، بعد أن كانت ملاكا، أنهم قضوا عليها، ثم راحوا يحاكمونها، قتلوا فيها كل معانى الإنسانية، وإذا بهم يعلقون لها المشانق.
إن هى سوى امرأة ضعيفة فى نظرهم، فى مجتمع يغتال الأنوثة، وقد حطموا أحلامها، ماذا يريد الرجل من المرأة؟ إنه لا يريدها سوى جارية، أم إنها شريكة حياة، ورفيق طريق، فهذه أشياء لا قبل لهم بها.
هى المرأة التى ليس لها نصيب، من كرامة تحفظ لها إنسانيتها وحريتها، فيما تريد، وما تحتاج. إنها قصة المرأة فى شرقنا قصة الأسى الذى يتكرر على مر السنوات والأيام، إنها استسلمت فى نهاية الأمر إذ كان التيار شديد، والرياح عاتية، ولا قدرة لها على الوقوف فى ثبات، وقد تعاونوا فى هدمها، والقضاء عليها، إنها لن تحارب المجمتع بأكمله، لذا لانت ومالت للعاصفة، ولكنها تحولت إلى شيء آخر، بعد أن فقدت نفسها والأمل، وشقت طريقهم، وفاقت عليهم، انتصرت فى خداعهم وانكسارهم، وعاشت تضحك، وتديرهم كعرائس، دمى تلعب بهم وقتما تشاء، ولكنها فى نهاية الطريق، أكتشفت أنها عندما كانت تطعنهم، تطعن نفسها دون أن تدري، وكان العبث له النصيب الأوفى فى حياتهم، هو المتحكم، وهو الذى يقود ويسوق، ويرسم لهم خطاهم، حيث إنها أشياء لا قيمة لها، ولا معنى، ولكنها مقدسة فى قلوبهم، كما تقدس الأديان, بل لعلها أن تكون فى المقام الأول، إذا ما خالفت الدين, إن العبث دائما ما كان هو المنتصر، وهو المنتقم من الجميع.
رواية العبث المقدس
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة