كتب أول قصيدة وعمره 12 عاما
تهرب من التعاون مع كوكب الشرق وعبدالوهاب فى بداياته وفضل التعاون مع المطربين الجدد
والعقاد قال: «يامه القمر عالباب» أكثر بلاغة من مئات القصائد
شخصيات ورموز مصرية كانت وما زالت مؤثرة، ولها صيت كبير، سواء على المستوى المحلى أو العربى والعالمى، أثرت وتؤثر فينا، فى مجالات كثيرة ومتنوعة سواء فنية أو علمية أو دينية أو اقتصادية أو سياسية وغيرها الكثير والكثير.
وتحرص «اليوم السابع» على إعادة حكايات تلك الرموز وتاريخها المُضىء، وفى إطار حرص الدولة وتوجُهها بإحياء الهوية المصرية ورموزها، حفاظا على تاريخنا العريق وللاستفادة من تلك القصص المُلهمة، وتقديم القدوة الحسنة للشباب والأجيال القادمة، وذلك من خلال تناول بروفايل لأبرز الشخصيات المُتميزة فى مصر، أسبوعيا على صفحات «اليوم السابع».
مرسى جميل عزيز.. هذ الاسم الرنان لشاعر الألف أغنية، ساحر الكلمات، عذب التعبيرات الذى تحكى كل جملة من جمله قصة تلمس القلب لا يستطيع تجسيدها غيره، فهل تخيلنا شكل الغناء دون هذا الفيض الجميل الذى أفاض به فارس الأغنية العربية مرسى جميل عزيز على تاريخ الغناء العربى، من غيره كان سيجسد كل هذه الأحاسيس والمشاعر التى حملتها أغنياته.. «عاوزنا نرجع زى زمان قول للزمان ارجع يازمان، وهات لى قلب لا داب ولا حب ولا انجرح ولا شاف حرمان»، من يعبر عن أمنيات العشاق مثلما عبر عنها قائلا: «يارب لا عمر كاس الفراق المر يسقينا ولا يعرف الحزن مطرحنا ولا يجينا»، ومن كان سيجسد الحب تجسيدا شعبيا مرحا مثلما فعل حين قال : «يامه القمر عالباب نور قناديله يامه أرد الباب ولا أناديله»، ومن كان سيصف لوعة انتظار الحبيبة لحبيبها فى رائعته: «أنا بستناك» التى شدت بها نجاة حين قالت: «من الشباك وأنا خدى على الشباك أنا والشوق وناره الحلوة بستناك، وفرح الدنيا مستنى معادى معاك»، ومن كان سيعبر عن غزل الحبيب لحبيبته حين قال: «رمش عينه اللى جرحنى، والحلوة داير شباكها شجرة فاكهة ولا فى البساتين، الحلوة مالشباك طلة يحرسها الله ست الحلوين»، ومن يعبر عن حب الوطن مثله حين قال: «بلدى أحببتك يابلدى حبا، حبا فى الله وللأبد، فثراك الحر تراب أبى، وسماك يزف صبا ولدى»، وغيرها من تعبيرات وعبارات وصور نقلها ورسمها المبدع الكبير مرسى جميل عزيز فى آلاف الجمل الغنائية.
مرسى جميل عزيز الشاعر الكبير الذى تعيش كلماته وروائعه رغم رحيله ليتغنى بها الكبار والصغار وتلهم الكثيرين وتعبر عن كل المشاعر، الشاعر المثقف الذى يبهرك بكل جملة أبدعها، وساهم فى نجومية عمالقة الفن والطرب.
بدايات الفارس
ولد الشاعر الكبير فى 9 يونيو عام 1921، وهو التاريخ الذى أكده ابنه اللواء مجدى مرسى جميل عزيز وليس كما ذكر موقع ويكيبيديا الشهير والعديد من المواقع بأن ذكرى ميلاده فى 15 فبراير عام 1921.
وقال الابن إن والده الشاعر الكبير كان واسع الثقافة وحفظ القرآن فى طفولته وصباه كما حفظ المعلقات السبع والكثير من الدواوين، وهو ما جعل لديه تنوعا كبيرا فى مفرداته الغنائية وأفكاره.
وكان والد الشاعر الكبير مرسى جميل عزيز من كبار تجار الفاكهة فى الشرقية، وعمل الابن فى مهنة أبيه فى بداية حياته واستفاد منها حيث تأثر بنداءات الباعة وبالأغانى الشعبية وأغانى التراث وحفظها واستوعبها، وحصل على البكالوريا من مدرسة الزقازيق الثانوية ثم التحق بكلية الحقوق.
كتب الشاعر العبقرى أول قصيدة شعرية فى سن الثانية عشرة وكانت أول قصيدة له فى رثاء أستاذه، وأذيعت أول أغنية له فى الإذاعة عام 1939، ولم يكن عمره وقتها يتجاوز الثامنة عشر عاما، وهى أغنية (الفراشة) للمطربة حياة محمد ولحنها الموسيقار رياض السنباطى، وفى نفس العام 1939 بدأ مرسى جميل عزيز فى تحقيق شهرته، عندما كتب أغنية « يا مزوق يا ورد ف عوده» التى غناها المطرب عبدالعزيز محمود، وبعدها انطلق فى عالم الشعر والأغنية، فكتب أكثر من ألف قصيدة وأغنية خلال أكثر من أربعين عاما، كان خلالها ظاهرة أدبية وفنية بارزة، وكتب القصائد والموشحات والمواويل الشعبية، والأغانى بكل أنواعها.
وتغنى بكلمات مرسى جميل عزيز عمالقة الطرب ومنهم كوكب الشرق أم كلثوم التى كتب لها الثلاثية الشهيرة التى لحنها بليغ حمدى «سيرة الحب، فات الميعاد، ألف ليلة وليلة»، وكتب لفريد الأطرش أغنيات: «ماتحرمش العمر منك، زمان يا حب، اسمع لما أقولك، أنا وأنت وبس»، وكان له دور كبير فى نجاح فايزة أحمد التى كتب لها أشهر وأجمل أغانيها، ومنها «تمر حنة، يامه القمر ع الباب، ليه يا قلبى ليه، حيران، بيت العز، يالاسمرانى»، وكان له دور كبير فى اكتشاف ونجومية العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، وكان الشاعر المصرى المعاصر الوحيد الذى غنت من أشعاره فيروز قصيدة «سوف أحيا»، فضلا عن أروع أغانى نجاة الصغيرة ومنها: «أنا باستناك، أما براوة، لو يطول البعد، غريبة ومنسية، حبيبى لولا السهر، إيه هو ده، يا نيل يا أسمرانى»، وكتب لشادية: «يا قلبى سيبك، شباكنا ستايره حرير، على عش الحب، عطشان يا صبايا»، ولمحرم فؤاد «رمش عينه، الحلو داير شبكها، دارى جمالك، يا غزال إسكندرانى»، ولوردة : «لولا الملامة، وأكدب عليك»، كما كتب عددا من أغانى صباح ومحمد قنديل وغيرهم من نجوم وعمالقة الطرب، وكتب لموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب أغنية «من غير ليه».
ساحر الكلمات وكوكب الشرق
ورغم حياته القصيرة حيث لم يتجاوز عمر الشاعر الكبير مرسى جميل عزيز فى الدنيا سوى 59 عاما إلا أنه كان من أكثر الشعراء إنتاجا وإبداعا، فأثرى عالم الطرب بالعديد من الأعمال والأغانى التى تجاوز عددها ألف أغنية فى مختلف ألوان الغناء ولذلك أطلق عليه لقب شاعر الألف أغنية.
كان مرسى جميل عزيز معتزا بنفسه وموهبته لذلك كان الشاعر الوحيد الذى تهرب من التعاون مع أم كلثوم قبل أن يكتب لها الأغنيات الثلاث التى تعاونا خلالها، وعن تعاونه مع أم كلثوم قال فى أحد حواراته: «لقائى بأم كلثوم كان عجيبا جدا، أول ما ظهر لى أغانى لقيتها بعتت لى وأنا كنت متأثر شوية لأنها طلبت صديقى الملحن أحمد صدقى علشان يلحن لها، وفوجئت إنهم اختلفوا وسابها صدقى وهو راجل بيعتز بكرامته زيادة، ولأنى بحبه أتأثرت إزاى هى ترفضه، فلما بعتت لى قعدنا واتكلمنا واتفقنا وكل حاجة ورحت ما رجعتش لأنى قلت جايز اللى عملته مع صدقى تعمله معايا».
وتابع عزيز قائلاً: «رجعت تانى بعتت لى بعد ما ظهر الموجى وقال لها عاوزة تشتغلى معايا هاتى لى مرسى جميل، وقعدنا اشتغلنا مطلع ولحنه الموجى وبعدين رحت هربان برضه، لأن سيطرت عليا فكرة أنانية شريرة ودى اللى عطلتنى عن أم كلثوم وعبدالوهاب مدة كبيرة، لأنى بصيت حواليا لقيت جميع إخوانى اللى فى مهنتى كل واحد منهم اشتهر بمطرب، يعنى لولا أم كلثوم يمكن مكنش اشتهر أحمد رامى، ولولا فريد الأطرش يمكن مكنش اتعرف مأمون الشناوى، ولولا عبدالوهاب يمكن مكنش اتعرف حسين السيد، ولولا محمود شكوكو مكنش اتعرف فتحى قورة، وحاولت أكون عكسهم، مفيش مطرب اشتغلت معاه كبير أبدا، أنا بشتغل مع الصغيرين وبيكبروا بالأغانى بتاعتى، زى عبدالعزيز محمود وعبدالحليم حافظ وفايزة أحمد ومحرم فؤاد وصباح نفسها قالت إن لولا أغنية «مال الهوا ياما» كنت فضلت مطربة درجة ثالثة».
وعن تعاونه مع أم كلثوم، قال: «قالت لى أنا عاوزة أقعد معاك مش عاوزه أغانى، لما قابلتها قالت لى إنت عيان ولازم تروح لدكتور أمراض نفسية، يعنى إيه تقعد معايا مرة واثنين وتهرب، مين بيهرب من أم كلثوم؟ فشرحت لها فكرتى الشريرة دى، وقالت لى لازم تفهم حاجة جايز من 10 سنين كان الكلام ده صح، دلوقتى اسمك بقى كبير، لا هقدر اطلعه ولا أنزله ولا أنا ولا غيرى.. اسمك خلاص خد حقه وقول ده فى تاريخك محدش هيقول لك لأ، و اقتنعت بكلامها، وقعدنا وشافت 3 أغانى وقولت لها شوفى اللى يعجبك من دول تغنيه علشان منختلفش، ردت قالت بصراحة الثلاثة حلوين هغنيهم الثلاثة، وابتديت فى سيرة الحب، وكان مفترض هيلحنها الموجى لكن حصل لخبطة ولحنها بليغ حمدى وكان موفق جدا».
العندليب وشاعر الألف أغنية
وكان لمرسى جميل عزيز دور كبير فى حياة العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ تحدث عنه ابنه اللواء مجدى مرسى جميل عزيز، مؤكدا أن والده كان من القلائل الذين عرفوا العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ قبل بداية مشواره الفنى، وظلت هذه العلاقة قوية حتى وفاة حليم، حيث كان العندليب يزور منزل الشاعر الكبير، سواء فى الزقازيق أو القاهرة أو الإسكندرية، وزاره قبل آخر حفلاته ودعاه لحضورها.
وقال ابن شاعر الألف أغنية إن بداية العلاقة بين شاعر الألف أغنية والعندليب كانت عندما اصطحب حليم الموسيقار الكبير محمد الموجى، وهما فى بداية مشوارهما الفنى، وتوجها إلى منزل الشاعر الكبير فى الزقازيق، حيث قال حليم للموجى وقتها: «يا بخته اللى يرضى عليه مرسى جميل عزيز، ويديله أغنية علشان يلحنها أو يغنيها»، حيث كان عزيز يسبقهما فى الشهرة.
وقال ابن شاعر الألف أغنية: «والدى اختبرهما فأعطاهما أول مطلع من أغنية مالك ومالى يا أبو قلب خالى، وعندما لحنها الموجى وغناها حليم أعجبته فأعطاهما المطلع الثانى والثالث فى آخر الزيارة».
ومن هنا بدأ الشاعر الكبير يرعى العندليب بشكل شخصى وفنى رعاية كبيرة، وأعطاه عددا كبيرا من الأغانى، وصل إلى حوالى 35 أغنية، منها أغانى أشهر أفلام العندليب، وكانت البداية مع أغنية «مالك ومالى يا أبو قلب خالى»، بأمر الحب، يا خلى القلب، بتلومونى ليه، فى يوم فى شهر فى سنة، وغيرها الكثير.
وكشف ابن شاعر الألف أغنية أن والده كان سببا فى دخول حليم مجال التمثيل السينمائى، حيث أقنع المنتج والمخرج حلمى حليم، الذى أنتج فيلم «أيامنا الحلوة»، وهو أول أفلام العندليب بأن يغير فى أحداث الفيلم، ليكون بطولة جماعية، وبه مساحة كبيرة للأغانى، وأقنع حليم بالتمثيل، مشيرا إلى أن الشاعر مرسى جميل عزيز اصطحب حليم فى أول مرة يدخل فيها البلاتوه لإجراء «تيست كاميرا» وكتب له أغانى الفيلم، ومنها: الحلو حياتى وروحى، وليه تشغل بالك، وهى دى هى، ويا قلبى خبى، كما كتب له أغانى فيلم حكاية حب وكان أيضا إنتاج وإخراج حلمى حليم وغنى فيه حليم مجموعة من أجمل وأشهر أغانيه ومنها: فى يوم فى شهر، بتلومونى ليه، بحلم بيك، حبك نار، موضحاً أنه كان مفترض أن يغنى فى الفيلم أغنية خامسة وهى «اسبقنى ياقلبى»، لكن لم يتم تصويرها فى الفيلم حيث طالت مدته.
وأشار اللواء مجدى مرسى جميل عزيز إلى أن والده ألف عشرات الأغانى للعندليب ومنها أغانى المرح والأغانى الوطنية والدينية والرومانسية والموشحات والقصائد والمواويل، ومنها موال أدهم الشرقاوى الذى كتبه الشاعر الكبير بطريقة سينمائية، بحيث تمثل كل المقاطع أحداث الفيلم، وينتهى كل مقطع بكلمة ياولدى وهى الكلمة التى استعملها الملحن محمد الموجى فى أغنية قارئة الفنجان، مؤكدا أن والده الشاعر الوحيد الذى ظل ملازما لعندليب طوال مشواره من بدايته حتى وفاته. ولم تقتصر موهبة الشاعر الكبير مرسى جميل عزيز على كتابة الأغانى البديعة فقط والتى وصل عددها إلى ألف أغنية، لكنه أبدع أيضا فى كتابة القصص القصيرة وسيناريوهات بعض الأفلام، واتجه لدراسة فن كتابة السيناريو فحصل على دبلوم فى فن كتابة السيناريو عام 1963، كما كتب العديد من المقالات.
وكتب مرسى جميل عزيز أغانى أكثر من 25 فيلما بدأها بـأغانى فيلم «مبروك عليكى» عام 1949، بطولة نور الهدى ومحمد الكحلاوى، وآخرها أغانى فيلم «مولد يا دنيا» عام 1976، بطولة عبدالمنعم مدبولى وعفاف راضى ومحمود ياسين، وكتب سيناريو وحوار فيلم «هذا أحبه وهذا أريده» عام 1975، بالاشتراك مع رمسيس نجيب، بطولة نورا وهانى شاكر، وإخراج حسن الإمام، كما قام بالإشراف الفنى على فيلم «مولد يا دنيا».
أوصاف موسيقار الكلمات
وفى عنوان مقاله المتميز «ذات يوم» وصف الكاتب الصحفى والمؤرخ الكبير سعيد الشحات الشاعر الغنائى مرسى جميل عزيز بأنه «موسيقار الكلمات» الذى حملت أغانيه «أضعاف بلاغة المئات من قصائد الشعر العربى»، وتناول الشحات فى مقاله الذى نشر فى ذكرى وفاة الشاعر الكبير التى توافق 9 فبراير عام 1980، كيف وصف كبار الأدباء والكتاب الشاعر الكبير مرسى جميل عزيز، حيث وصفه الأديب الكبير يحيى حقى فى كتابه «خطوات فى النقد» بأنه شاعر مرهف الحس، بارع الإشارات، حلو العبارة، ويعنى أشد العناية بوحدة الأغنية وضرورة احتوائها على معنى جديد، كما أطلق عليه الكاتب والروائى خيرى شلبى لقب «موسيقار الكلمات»، وهو عنوان الكتاب التذكارى الذى وضعه عنه، فى يونيو 1995.
وربط الكاتب الصحفى سعيد الشحات بين نشأة مرسى جميل عزيز وبين إبداعه الفنى، مؤكدا أن اليسر المادى لوالده أتاح له توفير المصادر التى ترقى بمواهبه الأدبية والفنية، حيث شب عاشقا للأدب والشعر والموسيقى والتصوير الفوتوغرافى، بل كان لمهنة والده تأثير على موهبته، كما أشار الشحات فى مقاله قائلا: «أثر تفتح مداركه على الفواكه بألوانها وأشكالها البديعة فى إثراء وجدانه وإرهاف مشاعره، وأمدته نداءات باعة الفاكهة، وما حفظ من التراث الشعبى من أغنيات بمعين لا ينضب من الصور الشعرية شديدة الثراء والجمال».
وأوضح أن الشاعر الكبير تحدث عن مساره فى الشعر الغنائى، قائلا: «لما بدأت كتابة الأغانى كان فيه نوعان من الأغانى، نوع متأثر باللغة الفصحى زى أغنيات أستاذ أحمد رامى مثلا، والنوع الثانى الأغانى المصرية اللى موجودة فى الشوارع والغيط وعند السواقى، لكن فى الإذاعة مش موجودة، فحبيت أعمل أغانى وسط بين النوعين».
وذكر سعيد الشحات ما حدث من ضجة بسبب أغنية «يامه القمر ع الباب» التى كتبها عزيز لفايزة أحمد بفيلم «تمر حنة» عام 1957، حيث اتهم النائب البرلمانى سيد جلال الأغنية بالخلاعة والانحلال، والميوعة وإثارة الشباب والشابات، وانتقلت الأزمة إلى الأردن فمنعت الأغنية، ما دفع كاتبا بوزن عباس العقاد إلى الدفاع عنها قائلا: «الأغنية فيها من البلاغة أضعاف المئات من قصائد الشعر العربى، وإذا لم تفتح الأبواب لهذا الصوت الجديد «فايزة أحمد» بتلك الكلمات فبأى كلمات ستفتح؟»، مؤكداً أن هذا الهجوم لم يصمد، وأصبحت «يامه القمر ع الباب» من جماليات الغناء العربى كباقى أغنيات مؤلفها.
وعن وفاة مرسى جميل عزيز قال سعيد الشحات أن الشاعر الكبير دخل مستشفى المعادى العسكرى فى 13 مارس 1979، ثم سافر إلى أمريكا للعلاج على نفقة الدولة، لكن لفظ أنفاسه الأخيرة فى 9 فبراير عام 1980، تاركا إبداعا شعريا غنائيا متفردا. وحصل الشاعر الكبير على وسام الجمهورية للآداب والفنون عام 1965 فى عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، كما أطلقت محافظة الشرقية اسمه على الشارع الذى كان يسكن فيه بمدينة الزقازيق.
ورغم رحيل الشاعر الكبير مرسى جميل عزيز فإنه لا يزال يعيش بيننا وسيعيش لأجيال قادمة بما تركه من كلمات وأغان وجمل يرددها الكبير والصغير وتتناقلها الأجيال لأنها كانت من أصدق ما عبر عن المشاعر الإنسانية المختلفة فجسدت كل معانى الحب والبهجة والفرح والشوق واللوعة والعتاب والحزن والغزل.