ابتكر المصريون القدماء ألعابا ذهنية إلى جانب الألعاب الرياضية الجسدية، وأشهر تلك الألعاب تدعى "سنيت"، وهي شبيه بلعبة الشطرنج، وهي لعبة شاعت بين الأمراء وأفراد البيت المالك، وأيضا بين أفراد الشعب كافة، اعتمدت على التفكير، وكلمة سنت معناها: العبور، وهي كانت من الألعاب المحببة لدى المصريين القدماء.
ويحتوى متحف آثار الغردقة على قطعة أثرية من لعبة السنيت، صنعت من الحجر الجيري، مقسمة إلى مربعات، وعليها ثمانى قطع للعب من الفيانس الأزرق، حيث كان يلعبها شخصان يحرك كل منهما قطعة حول رقعة مقسمة إلى خانات كالشطرنج، وعلى اللاعب أن يراوغ خصمه حتى يستطيع أن يتغلب عليه.
واختلف شكل رقعة السنت باختلاف العصور، إلا أن أكثرها شيوعا تلك التى تتكون من ثلاثين مربعا مقسمة إلى ثلاثة صفوف في كل صف عشرة مربعات، وكان هذا اللوح المستطيل يوضع على مائدة منخفضة أو صندوق مستطيل به مكان لحفظ قطع اللعب.
وكان لهذه اللعبة أهمية دينية؛ حيث كانت ترمز إلى الصراع من أجل الوصول إلى العالم الآخر، حيث يعتقد أنها وسيلة للمتوفى للوصول إلى حقول الإيارو (حقول النعيم) إذا فاز على خصمه، لذا فقد احتوت اللعبة على مناظر لآلهة ونصوص دينية، وكثر ظهورها في مناظر المقابر وفي كتاب الموتى.
وظهر في عصر الرعامسة منظر على جدران إحدى المقابر يصور صاحب المقبرة جالسا أمام رقعة اللعب يلاعب خصمه، وهو عبارة عن ثعبان ضخم يعترض سيره في العالم الآخر، ومن خلال النصوص المصاحبة التى تتحدث عن اللعبة نعرف أنها كانت تبدأ من المربع الخامس عشر وتنتهى عند المربع السابع والعشرين الذي كتبت فيه العلامة الهيروغليفية التى تعني ماء، حتى يستطيع الغالب أن يلقى بخصمه فى الماء. ولأهميتها الدينية والدنيوية أصبحت من ضمن الأثاث الجنائزي الذي يزود به المتوفى.
جدير بالذكر أن أقدم نموذج لهذه اللعبة عثر عليه بالمحاسنة بسوهاج مصنوع من الطين المحروق قسم سطحه إلى 18 مربعا فى ثلاثة صفوف.
شطرنج الفراعنة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة