تحت شعار "تسريع تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية"، انطلقت اليوم، السبت، الدورة العادية الـ36 لقمة الاتحاد الإفريقى التى تستمر لمدة يومين بالعاصمة الاثيوبية أديس أبابا، وفي كلمته الافتتاحية دعا رئيس المفوضية الإفريقي موسى فكي إلى تفعيل منطقة التجارة الحرة في القارة السمراء.
وتفرض أزمة الغذاء وقضايا الأمن نفسها على أجندتها، وخلال الجلسة الافتتاحية قال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي إن دول القارة تقاوم الإرهاب رغم غياب التضامن فيما بينها.
وأوضح فكي أن عدم الاستقرار في بعض مناطق القارة يغذي الإرهاب. وأشار المسؤول الأفريقي إلى أن عضوية الاتحاد في مجموعة العشرين تجعله شريكا في حل مشاكل وأزمات العالم.
وأكد أيضا على ضرورة أن يكون للقارة حضور دائم في مجلس الأمن الدولي.
من جانبه، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أهمية الارتقاء بمستوى علاقات التعاون العربي والإفريقي، مضيفا أن التحديات الراهنة تتطلب تقاسم الخبرات وتبادل الرؤى حول أفضل السبل للتعامل مع الأوضاع الجيوسياسية والاقتصادية الضاغطة.
وقال أبو الغيط ـ في الجلسة الافتتاحية للدورة أن هذه القمة تنعقد في ظل وضع دولي دقيق ومضطرب فرضته الحرب الأوكرانية الروسية والتبعات التي نجمت من تفاقم لأزمتي الغذاء والطاقة، التي تعاني منها الكثير من الدول العربية والإفريقية .. ولا شك أن هذه التحديات الخطيرة التي تواجه دولنا خاصة على الصعيد الاقتصادي وارتفاع معدلات الفقر جراء التضخم المصحوب والركود تدفعنا إلى تقاسم الخبرات وتبادل الرؤى حول أفضل السبل للتعامل مع هذه الأوضاع الجيوسياسية والاقتصادية الضاغطة.
وأشار إلى أن التعاون العربي الإفريقي منذ تأسيسه في عام 1977 يستند إلى مصالح مشتركة وتاريخ طويل ووجهات نظر متقاربة لكثير من القضايا العالمية، وما من شك في أن المفتاح الحقيقي لعلاقات ناجحة ومثمرة هي الإدراك المتبادل من كل طرف لشواغل الطرف الآخر وتطلعاته والرغبة الصادقة في الوصول إلى معادلة تحقق المصلحة للجميع عبر توظيف الإمكانات الهائلة في هذه الشراكة في شتى المجالات لما فيه الخير للشعوب العربية والإفريقية.
وتابع أبو الغيط : "إن هذه القمة اليوم تنعقد تحت شعار تسريع تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية وهو موضوع يتسق مع أهداف وأولويات الجامعة العربية، فمنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى تعد من أهم خطوات تفعيل التكامل الاقتصادي العربي".
وأكد وجود رغبة عربية في الارتقاء بمستوى علاقات التعاون مع إفريقيا خاصة أن هناك مشروعا لتطوير منطقة تجارة حرة عربية إفريقية في خطة العمل العربية الإفريقية المشتركة.
وشدد على ضرورة الحاجة إلى مواصلة العمل وتكثيفه في المرحلة المقبلة حيث من المنتظر أن تعقد القمة العربية الإفريقية الخامسة العام الجاري في المملكة العربية السعودية ولا شك أن التحديات والاستحقاقات المتعلقة بهذه الشراكة تتطلب الكثير من العمل الجاد والجهود المتضافرة في التحضير الجيد لأعمال هذه القمة.
من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن الاتحاد الأفريقي يتخذ الخطوات البنائة من أجل تحقيق التنمية في القارة الأفريقية.
وأكد جوتيريش خلال كلمة له في الجلسة الافتتاحية أن القارة الأفريقية مهيأة للتقدم .
وأشار إلى أن القارة الأفريقية زاخرة بالموارد الطبيعية ومميزاتها الكبيرة والمتمثلة في شعوبها والتي تمثل الثقافات واللغات المتنوعة.
وأضاف أن العلاقات بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة أصبحت أقوى من ذي قبل، لافتا في الوقت ذاته إلى أن الشعوب الأفريقية تتحمل أكبر وطأة من الأزمات التي ضربت العالم مؤخرا .
وأوضح أن القارة الأفريقية تحتاج إلى العمل الاقتصادي، مبينا في الوقت ذاته أن أفريقيا غنية بالإمكانات ولكنها ليست غنية بالدعم العالمي.
وخلال الجلسة، سلم رئيس جمهورية جزر القمر غزالي عثماني رئاسة الاتحاد الأفريقي من الرئيس السنغالي ماكي سال .
وقال رئيس السنغال ماكي سال ـ في خطاب تسليم رئاسة الاتحاد الأفريقي ـ إنني أتقدم بالتهنئة للرئيس غزالي عثماني وأعضاء المجلس على انتخابهم ، مضيفا أن هذه المهمة كبيرة بالنظر إلى السياق القاري والدولي، إلا أننا واثقون في قدرتهم على خدمة الاتحاد الأفريقي .
وأكد ضرورة تسريع تنفيذ منطقة التجارة الحرة الأفريقية، مضيفا أن هذ الأمر يتطلب حشد جميع الجهود، مجددا التزامه بالعمل والتعاون مع الرئيس غزالي عثماني.