تضم محافظة قنا العديد من الأماكن التي يمكن زيارتها والاستمتاع بوقتك مع أفراد عائلتك أو أصدقائك بها، منها ما هو مجاني وكذلك منها بتذاكر دخول بأسعار مخفضة لاسيما في أوقات الأعياد وأوقات شم النسيم، وتتنوع الأماكن ما بين آثار إسلامية وقبطية وكذلك فرعونية تشهد على أن تاريخ وماضي عريق مر من هنا منذ آلاف السنين وحاضر ما زال يحافظ على ماضيه، فتضم محافظة قنا مسجد سيدي عبد الرحيم القنائي الذي يعتبر قبلة للزائرين من كل محافظات الجمهورية ويفتح أبوابه للجميع على مدار اليوم.
ومن الآثار الإسلامية إلى الفرعونية تضم محافظة قنا أجمل معابد العالم وهو معبد دندرة الذي يحتوي على رسومات ونقوش ما زالت محتفظة بجمالها حتى اليوم ويزوره السائحين من مختلف بلدان العالم والمصريين، بالإضافة إلى قصر الأمير يوسف كمال التحفة المعمارية على ضفاف النيل بنجع حمادي، ومن الأماكن المجانية التي تعتبر المتنفس الوحيد للأهالي هو كورنيش النيل بمدينة قنا، وهنا أيضًا قلعة شيخ العرب همام ومسجده، والمسجد العمري بقوص، ودير الصليب والملائكة ميخائيل بنقادة.
مسجد سيدي عبد الرحيم القنائي
مسجد العارف بالله عبدالرحيم القنائى، هو أكبر مساجد محافظة قنا، ويقع وسط المدينة علي مساحة كبيرة وبحديقة في المقدمة، ويقبل عليه المواطنون من كل محافظات مصر لزيارة الضريح، كما يقام له مولد سنوي ويعد من أشهر الأماكن التي تعرف في قنا وعلم من أعلامها.
تبلغ مساحة المسجد من الداخل 1250 مترا مربعا، ومع التوسعات التى دخلت بلغت المساحة التى يتم الصلاة بها 2058 مترا مربعا، شاملة المسجد والصحن الخارجى، فيما تبلغ المساحة الكلية للمسجد 12، 259 مترا بما يعادل 3 أفدنة تقريبا.
ولد السيد عبد الرحيم القناوي في عام 521 هـ / 1127م بمدينة ترغاي بإقليم سبتة بالمغرب وتعلم على يد والده، وحفظ القرآن في الثامنة من عمره، وتوفى أبيه وهو في الثالثة عشر من عمره، وصعد المنبر وخطب بالمسلمين وتعلم الفقه والحديث ببلاد المغرب وهو ابن الرابعة عشر ثم حل محل والده، وأمضى خمس سنوات معتلياً منبر الجامع، يعلم الناس ويعظهم، بأسلوبه الخاص الذي يبكى الروح والعين، قبل أن تناديه مكة فيشد الرحال إليها خلال موسم الحج العاشر.
والتقى القنائي بالشيخ مجد الدين القشيري القادم من مدينة قوص، عاصمة صعيد مصر، ومنارتها في هذا الوقت، منتصف القرن الثاني عشر الميلادي، فتصادقا وحاول القشيري أن يقنع عبد الرحيم بأن يستقر في مصر، ووافق عبد الرحيم علي الرحيل إلى مصر بصحبة القشيري، الذي كان إماما للمسجد العمري بقوص، وكانت له مكانته المرموقة بين تلاميذه ومريديه، وذلك في عهد الخليفة العاضد لدين الله، آخر خلفاء الدولة الفاطمية.
ولم يرغب عبد الرحيم البقاء في قوص، وفضل الانتقال لمدينة قنا، تنفيذاً لرؤى عديدة أخذت تلح عليه في الذهاب إليها، والإقامة بها، فقوص ليست في حاجة إليه، فبها ما يكفى من العلماء والفقهاء، ليستقر بقنا وقضى عبد الرحيم عامين معتكفا، عينه الأمير الأيوبي العزيز بالله شيخاً لمدينة قنا، فعرف منذ حينها بعبد الرحيم القنائى، وأنشئ في عام 1136م كما قام الأمير همام ابن يوسف الهواري أمير الصعيد بتوسعته وزيادته وأوقف عليه أوقافات زادت في مساحته وفرشه ، وتم إعاده بنائه في عهد الملك فاروق عام 1948م الذي أمر بإزاله المبنى القديم الذي بناه ويوجد الضريح داخل المسجد.
معبد دندرة بقنا
معبد دندرة بنى على يد الملك بطليموس الثالث من الحجر الرملى، وأضاف إليه العديد من أباطرة الرومان التعديلات، بحيث استمرت عملية بنائه نحو 200 سنة، ويتميز بفن معمارى فريد وغنى باللوحات والنقوش، كما زينت جدرانه وأعمدته بكتابات هيروغليفية وتماثيل محفورة بالغة الدقة والجمال، وتظهر النقوش الموجودة على الجدران الداخلية للمعبد القياصرة الرومان "أغسطس، تبريوس ونيرو" وهم يقدمون القرابين إلى المعبودات على النحو الذى كان يتبعه قدماء المصريين.
وعرف أن مناظره الفلكية التى تزين أسقفه تعتبر تحفة إبداعية فهو من أبرز التحف المعمارية فى تاريخ مصر القديمة، يمكن الوصول إلى السقف العلوى للمعبد عن طريق سلالم مزينة بمناظر للمواكب الكهنوتية وهم صاعدين على السلالم حاملين تماثيل حتحور فى نقوش فرعونية، ويضم المعبد 12 سردابا هى المكان المخصص للاحتفالات بالأعياد فى مصر القديمة.
وشهد المعبد أعمال ترميم شملت صالة الأعمدة الثانية والغرف الملحقة بها، حيث تم ترميم غرف كل من الفضة والماء المقدس ثم الغرفة المؤدية إلى السلم، فضلا عن ترميم وتطوير الغرف الموجودة بالناحية الشرقية للمعبد ومنها غرفة البخور والدهون، كما شملت أعمال الترميم قدس الأقداس ومقصورة الإلهة نوت بالإضافة إلى سردابين علويين من سراديب المعبد، الأول يقع بحجرة السبع حتحورات المقدسة أما السرداب الثانى فيوجد بحجرة عرش الإله رع والتى تحتوى على عدد من المناظر الجميلة والتى تمثل تقدمات الإله.
قصر الأمير يوسف كمال بنجع حمادي
أنشأ الأمير يوسف كمال ابن الأمير أحمد كمال باشا في أوائل القرن العشرين عام 1908 مجموعته المعمارية على ضفاف الشاطئ الغربي لنهر النيل، بمدينة نجع حمادي، شمالي محافظة قنا، التي يحدها جهة الشمال شارع بورسعيد ، ومن جهة الغرب شارع الشيخ عمران ومن جهة الجنوب شارع الإصلاح الزراعي ، والتي تشرف من جهة الشرق على نهر النيل، بإشراف مهندس القصور المعمارية أنطونيو لاشياك، وهو من أشهر المعماريين الذين قدِموا إلى مصر فى نهاية القرن التاسع عشر، وبداية القرن العشرين ، وقد استغرق بناء المجموعة 13 سنة كما يؤكد المؤرخون ، وتم تسجيله كأثر إسلامى عام 1988.
تتكون مجموعة الأمير يوسف كمال من 9 وحدات معمارية فريدة، أقيمت على مساحة 10 أفدنة، موزعة من الشمال إلى الجنوب، وهي "مبنى القصر، مبنى السلاملك، مبنى قاعة الطعام، ضريح الشيخ عمران، مبنى المطبخ، المغسلة، مبنى تفتيش دائرة الأمير يوسف كمال، مبنى سكن ناظر دائرة الأمير يوسف كمال، النافورة السبيل، الأسوار المحيطة بالمجموعة المعمارية"، وتعد وحدات القصر التسع مزيجًا من الطرازين الأوروبى والإسلامى.
يتكون القصر من الداخل من دورين وبدروم ودور مسحور وسطح والدور الأرضى، ومن أجمل ما يوجد بالقصر " أسانسير خشبى صنعه الأمير خصيصًا لوالدته المريضة بالقلب"، وتحتل قاعة الطعام الجنوب الغربى من السلاملك، ولها 4 واجهات خزف.
المسجد العمري بقوص
تسمية المسجد بالعمرى لا تعنى بالضرورة أن منشأه هو عمرو بن العاص، ولكنها تعنى أنه أقدم مسجد فى المدينة نسبة إلى أن الجامع العمرى بالفسطاط هو أقدم مساجد مصر، ويرجع تاريخ هذا المسجد إلى العصر الفاطمى إلا أن التغيرات والتجديدات التى أدخلت عليه أفقدته الكثير من معالمه الأصلية، فقد تغير كثير من عقوده الداخلة فى إيوان القبلة فى العمارة التى قام بها محمد بك قهوجى سنة 1233 هجرية، كما أن التجديد التى حدث للمئذنة أفقد الجامع وجهاته الرئيسية.
ويحيط بمحراب المسجد كتابة بالخط الثلث المملوكى نصها "إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين، وحول طاقية المحراب قوله تعالى "قد نرى تقلب وجهك فى السماء"، وفى النهاية البحرية للبائكة الرابعة والخامسة من إيوان القبلة توجد مقصورة من الخشب الخرط على جانب عظيم من الأهمية، فالجانب الشرقى من المقصورة باق على صورته الأولى، ويتكون من حشوات بها زخارف محفورة حفرا عميقا وكذا الجانب الغربي، وكذا باب المقصورة مكون من حشوات سداسية الشكل يحيط بها من أعلى وأسفل أشرطة من خشب الخرط الذى انتشر استعماله فى العصر المملوكي.
وأما عن القبة فهى مضلعة، ويتخلل هذه الأضلاع فتحات على شكل نجمة سداسية، وقد أنشأ هذه القبة كما جدد بعض أجزاء المسجد مقلد بن على بن نصر فى العصر الأيوبى سنة 568 هجرية، الذى أثبت أعماله هذه فى لوح رخامى ثبته فى نهاية الجدار الشرقي، نصه "بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، أمر بتجديد هذا الجامع المبارك مبارك بن كامل بن مقلد بن على بن نصر بن منقذ الناصرى الفخرى فى شهور سنة ثمان وستين وخمسمائة" ويحتوى الجامع على لوح تذكارى آخر مثبت على باب الميضأة، قد نقش فى وسطه شكل مشكاة، ثم كتب تحته اسم المقرئ الشيخ الصالح جمال الدين محمد الناجى، ويعتبر مسجد قوص أكثر مساجد الجمهورية احتواء على اللوحات التذكارية التى تثبت كل إضافة أو إصلاح أو ترميم.
كورنيش النيل بقنا
الدخول إلى كورنيش النيل بقنا مجانى لا يحمل الأسرة أى تكاليف لتستمتع بأجواء العيد، ولاسيما فى أوقات المساء الذى يزيد فيه الإقبال والدخول إلى الكورنيش، ويتواجد على امتداده بعض عربات التسلية وبائعى الألعاب، كما أتم إنشاء مدينة للألعاب بنهاية الكورنيش ليستمتع الشباب والصغار بتلك الألعاب فى أيام الأعياد وكذلك فى الأيام الأخرى التى يذهبون فيها للمدينة، ويقبل عليه الآلاف من أبناء المدن والقرى لزيارته فى الأعياد ليمتلئ على أخره فى أيام العيد الثلاث ويمتد التوافد لأكثر من أسبوع.
الصليب بنقادة
دير الصليب بنقادة تم إنشاؤه في القرن الرابع الميلادي على نفقة الملكة هيلانة أم قسطنطين العظيم، بعد اكتشافها الصليب المقدس، وهو الدير الوحيد على اسم الصليب في مصر والكنيسة الثانية في العالم بعد كنيسة أورشليم بالقدس في فلسطين، والذكر الأول للدير في القرن السادس الميلادي تقريباً، ولكن ربما كان الدير قائمًا من القرن الخامس الميلادي.
يقع دير الصليب المقدس على الضفة الغربية من نهر النيل، بمركز نقادة، جنوب محافظة قنا، وحتى بداية منتصف السبعينيات من القرن العشرين كان الدير يقع على حافة الصحراء من جميع جوانبه، ولكن الآن يقع بين منازل حاجر دنفيق.
المسجد العمري بقوص
جانب من المقتنيات الأثرية
دير الصليب بنقادة
قصر الأمير يوسف كمال من الداخل
قصر الأمير يوسف كمال
كورنيش قنا
مسجد سيدي عبد الرحيم القنائي
معبد ندرة بقنا