في ظل تحديات التغيرات المناخية كان لابد من التفكير خارج الصندوق لضمان توفير الامن الغذائي من خلال الاعتماد على زراعات جديدة من شأنها مواجهة تلك التقلبات مثل زراعات الجوجوبا والمانجروف ، وذلك في اطار ما يعرف بالزراعة الذكية المناخية ، التي دعا اليها اجتماع الجمعية العمومية لكليات الزراعة العربية والذى انعقد على مدار يومين 7 و8 فبرارير الماضى في جامعة الملك سلمان بجنوب سيناء بحضوردكتور أشرف حسين رئيس الجامعة، ودكتور عمرو عزت سلامة أمين عام اتحاد الجامعات العربية ووزير التعليم العالي الأسبق، وأعضاء الجمعية وعدد من الخبراء والمعنيين .
وتبلورت هذه الأفكار من خلال ورشة العمل التى نظمتها كلية الزراعات الصحراوية بجامعة سلمان تحت عنوان "التنمية الزراعية المستدامة وتحديات تغير المناخ" برئاسة الدكتور عبد الغنى الجندى عميد الكلية بمقر الجامعة ، وتناولت الجلسة الافتتاحية التأكيد على أهمية التعاون في المجال البحثي وخدمة المجتمع العربي والدور الكبير للخبراء العرب لوضع الحلول للتخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية، وذلك بحضور دكتورعمر أحمد عبدالله الأمين العام لجمعية كليات الزراعة العربية، وعلي عبداللطيف رئيس جمعية مستثمري جنوب سيناء، ومجدي علام مستشار مرفق البيئة العالمي GEF ، والدكتور السيد خليفة أمين عام اتحاد المُهندسين الزراعيين الأفارقة، نقيب الزراعيين المصري، ممثل مدير عام منظمة اكساد بالقاهرة ، وأعضاء الجمعية من عمداء كليات الزراعة بدولة السودان والسعودية .
ومن جانبه أكد دكتور عمرو عزت سلامة أمين عام اتحاد الجامعات العربية ووزير التعليم العالى الأسبق أن الوطن العربى مقبل على تحدى كبير وهو تحدى خاص بالأمن الغذائى، والعالم العربى يستورد ما يزيد على 50% من احتياجاته الزراعية ويزرع 32 % فقط من الأراضى القابلة للزراعة، وتأتى أهمية هذا الاجتماع لعمداء كليات الزراعة العربية باعتبارهم القاطرة التى تجذب هذا القطاع إلى الامام ويجب تطوير المناهج التى يتم تدريسها بهذه الكليات، لتواكب التقدم التكنولوجى الحاصل على مستوى العالم والثورة الصناعية الرابعة، واستخدام الأساليب الحديثة فى الزراعة والاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء، وهناك موضوعات كثيرة جدا تتيح لنا كوطن عربى استغلال مواردنا وامكانياتنا الزراعية، لتحقيق الأمن الغذائى لأنه يعد بمثابة حياة او موت، ولا يجب أن نترك هذا الامر للفرص او للمستقبل، ولابد أن نتولى امرنا بانفسنا.
وأشار الدكتور السيد خليفة أمين عام اتحاد المُهندسين الزراعيين الأفارقة، نقيب الزراعيين المصري، ممثل مدير عام منظمة اكساد بالقاهرة، الى أهمية تنمية مزارع المانجروف المُستدامة للتخفيف من تحديات تغير المناخ، و ان المانجروف يلعب دوراً مهما فى الحفاظ على الاستقرار والاتزان البيئى.كما وتكمن الميزة النسبية لزراعته فى أنه ينمو على الصخور المرجانية الساحلية وفى الشقوق والفجوات الموجودة بالصخر ويحتل الوديان، حيث تتراكم الرواسب المحمولة بمياه الأمطار، وترتبط بيئة المانجروف بوجود الكائنات الحية من النباتات والحيوانات المصاحبة وبالتالى تعتبر مخزونا للمادة الوراثية، وتعد أشجاره مأوى للطيور وللعديد من الحيوانات البحرية والأرضية، فضلا على أنه يحمى الشواطئ من التآكل خاصة مع ارتفاع مستوى سطح البحر المتوقع نتيجة ارتفاع درجة حرارة الأرض. ويؤدى إلى الحد من الملوحة الزائدة.
كما تحدث دكتورعبدالغني الجندي عميد كلية الزراعات الصحراوية ومدير فرع جامعة الملك سلمان الدولية، عن الإدارة المُتكاملة لأنظمة الزراعة الدقيقة والرقمية المُستدامة للتكيف مع تحديات تغير المناخ ، وتعظيم الاستفادة والعائد من وحدتي المياه والارض ورفع كفاءة الاستخدام من المياه بالتوسع في استخدام نظم الرى المطورة والحديثة ، ونبه دكتور مجدي علام مستشار مرفق البيئة العالمي GEF عن أثر غازات الاحتباس الحراري على قطاع الزراعة .
وعلى هامش اجتماع الجمعية العمومية، نظمت الجامعة زيارة لوفد من أعضاء الجمعية لمركز بحوث الصحراء التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، وذلك ضمن بروتوكول التعاون المُوقع بينها وبين كلية الزراعات الصحراوية بالجامعة، حيث تم تفقد الأنشطة البحثية في مجال زراعة القمح تحت الظروف الصحراوية والمياه عالية الملوحة، وكذلك وحدة تحلية للمياه المالحة والصوب الزراعية لمشاتل الفاكهة ونباتات الزينة مُتحملة الملوحة بالإضافة إلى مزرعة الجمال والحليب الآلي لها، وكذلك زيارة المزرعة اليابانية المصرية للجوجوبا والتي تُطبق الزراعة الحديثة للمناطق الصحراوية والنظام التكاملي للإنتاج السمكي، واستخدام المياه من المزرعة السمكية لري الجوجوبا، والذي يعُد ضمن الاستخدام الأمثل للمياه.