نجح للمرة الثانية الفريق الطبى من أعضاء هيئة تدريس ووحدة أعصاب الأطفال ووحدة الأشعة التداخلية وقسطرة المخ بمستشفيات جامعة عين شمس، من إنقاذ حياة طفل بالغ من العمر 12 عاما.
الطفل تم استقباله بمستشفى الأطفال الجامعى وهو يعانى من شلل نصفى نتيجة جلطة بالمخ وعلى الفور تم التنسيق بين أعضاء وحدة أعصاب الأطفال بكلية الطب بقيادة الدكتورة سحر حسنين والدكتور أحمد ريحان وفريق الأشعة التدخلية وقسطرة المخ بالدمرداش بقيادة الدكتور عمرو محمود والدكتور وسام شرين، والدكتور مصطفى فريد، والدكتور أحمد أبو الهدى والدكتور حسام محسن، والدكتور خالد عصام ومدرس مساعد بهاء الدين سيد، لإنقاذ الطفل.
وتم عمل جميع الفحوصات اللازمة فى وقت قياسى وعلى الفور تم الترتيب لعمل قسطرة مخية وتم إزالة الجلطة بالكامل واستعاد الطفل كفاءة الحركة بأطرافه الأربعة وتم انقاذه من إعاقة مؤكدة كادت أن تغير مجرى حياته.
ما الجلطة الدماغية للأطفال وكيف تحدث وما العوامل التى تزيد من خطورتها؟ وهل تحدث فى عمر محدد؟ وكيف نحمى أطفالنا من الجلطات الدماغية؟
الدكتورة سحر محمد أحمد حسنين أستاذ طب أعصاب الأطفال- كلية الطب جامعة عين شمس، وعضو اللجنة التنفيذية للدراسة الدولية للسكتة الدماغية للأطفال فى كندا (IPSS)، وعضو فى المنظمة الدولية للسكتات الدماغية فى الأطفال، كشفت أن السكتة أو الجلطة الدماغية تحدث حين يتوقف الدم الذى يحمل كل من الأكسجين والمواد الغذائية عن التدفق إلى جزء أو أجزاء من المخ؛ فبدون تدفق ثابت للدم، تموت الخلايا فى غضون دقائق معدودة؛ قد يؤدى هذا إلى ظهور أعراض السكتة الدماغية وفى بعض الأحيان إلى عجز دائم، أو الموت.
وأشارت أستاذ طب أعصاب الأطفال- كلية الطب جامعة عين شمس، فى تصريحات خاصة لليوم السابع، أن هناك أنواع مختلفة مثل السكتة الدماغية الإقفارية، السكتة الدماغية النزفية، وتجلط الدم الوريدى الدماغى، لافته إلى أن هناك عوامل خطورة تزيد من نسبة حدوث الجلطات الدماغية بين الرضع والأطفال على سبيل المثال مشاكل ما حول الولادة والأمراض الحادة التى تؤدى إلى جفاف شديد مثل النزلات المعوية الحادة ومرض البول السكرى الحاد، أمراض الدم مثل أنيميا الخلايا المنجلية، أمراض القلب والعيوب الخلقية للقلب، الذئبة الحمراء وأمراض الشرايين المصاحبة للأمراض المناعية، وزيادة عوامل التجلط، وجود تاريخ مرضى فى العائلة من حدوث سكتات دماغية أو قلبية حادة أو تجلط بالأوردة فى سن أقل من الخمسين عاما.
وحول عمر الأطفال المعرضين للإصابة بالجلطة الدماغية، كشف أن السكتة الدماغية تحدث فى أى مرحلة عمرية، مرحلة ما حول الولادة وتشمل الأجنة وأثناء الولادة وحديثى الولادة، والرضع، والأطفال، والمراهقين.
وقالت : وعادة تختلف السكتة الدماغية التى تحدث للأطفال عن تلك التى تحدث للبالغين فى المسببات والأعراض وكيفية العلاج، ويتم تصنيف الجلطات الدماغية حسب المرحلة العمرية إلى "السكتة الدماغية ما حول الولادة" أو "حديثى الولادة" (من 28 أسبوع عمر رحمى وحتى 28 يوم ما بعد الولادة)، و" السكتة الدماغية فى الأطفال" (من عمر 28 يوم ما بعد الولادة وحتى 18 عاما).
وحول كيفية اكتشاف إصابة الطفل بالجلطة الدماغية وما هى العلامات (الأعراض) التى تظهر على الطفل، أشارت إلى أنه تشيع النوبات الصرعية التى تحدث لأول مرة عند بداية السكتة الدماغية فى الرضع والأطفال أقل من عمر 4 سنوات، أكثر من البالغين وغالبا ما تحدث على جانب واحد من الجسم (نصف الوجه والذراع والساق)، وكذلك اضطراب مفاجئ فى درجة الوعى.
وتابعت : وتحدث الأعراض فى العمر الأكبر كما فى البالغين خلال توان أو دقائق معدودة، وعادةً ما توجد واحدة أو أكثر من تلك الأعراض التالى ذكرها فى كلا النوعين من السكتات الدماغية الإقفارية والنزفية، ضعف المفاجئ أو الشلل على جانب واحد من الجسم (مثل نصف الوجه أو ذراع أو ساق واحدة، أو جانب واحد بأكمله)، وفقدان مفاجئ للإحساس أو تنميل على جانب واحد من الجسم، وصعوبة مفاجئة فى التحدث، أو صعوبة فى نطق الكلمات أو صعوبة فى فهم الكلام، وفقدان الرؤية المفاجئ، وخاصة فى عين واحدة، وفقدان الاتزان المفاجئ ممَّا يؤدِّى إلى السقوط.
وأكدت أنه يمكن للسكتة الدماغية النزفية أن تؤدى إلى أعراض إضافية، مثل: الصُّدَاع الشديد المفاجئ والغثيان والقيء وفقدان مؤقَّت أو مستمر للوعى بسبب ارتفاع الضغط داخل الجمجمة مما قد يؤدى إلى الموت، موضحة أن أهم عرض للسكتة الدماغية هو حدوث شلل نصفى مفاجئ للجسم.
أما فيما يتعلق بدور الأسرة حال الشك فى إصابة الطفل بالجلطة وكيف يتعرفوا على ذلك، أشارت إلى أنه يجب التوجه فورا خلال أقل من ساعة أو ساعتين إلى أقرب مستشفى أو مركز متخصص فى تشخيص وعلاج الجلطات الدماغية فى الأطفال لإنقاذ خلايا المخ من الموت المحقق، موضحة أن مستشفى الأطفال جامعة عين شمس متوفر بها فريق عمل من أطباء قادرين على سرعة التشخيص الإكلينيكى والأشعة التشخيصية على المخ والشرايين وتحاليل سرعة النزف والتجلط والفحوصات المطلوبة وكذلك تواجد فريق أشعة تدخلية والقسطرة المخية وجراحون المخ والأعصاب والأوعية الدموية ورعاية مركزة مجهزة على أعلى مستوى، ومذيبات الجلطات وقساطر مخية ودعامات على مدار الساعة طوال الأسبوع.
وأضافت أن الجلطات الدماغية والنزيف الحاد داخل المخ حالات شديدة الخطورة قد تؤدى إلى الموت أو العجز الدائم وإعاقات مختلفة وأكثرها الشلل النصفى، ويجب استبعاد نزيف داخل المخ عند وصول الطفل المشتبه فى اصابته بجلطة دماغية عن طريق الأشعة الدماغية وكذلك تحديد حجم الأنسجة المتضررة وحجم الوعاء الدموى المتضرر وعمر الجلطة وحيوية الأنسجة وتحديد شدة الإصابة الإكلينيكية للجهاز العصبى المركزى.
وتابعت : يجب التدخل بالقسطرة المخية فى أول 6 ساعات منذ شوهد الطفل فى حالته الطبيعية قبل حدوث الجلطة، فى حالة توفر الشروط الطبية ولا ينصح بسحب الجلطة عن طريق القسطرة فى الحالات الشديدة والغيبوبة التامة وموت الخلايا حسب نتيجة الأشعة الدماغية.
وأضافت : هناك مضاعفات لسحب الجلطة بالقسطرة أو إذابتها أو استخدام أدوية السيولة فى الحالات التى لا يمكن عمل قسطرة مخية، وهى حدوث نزيف داخل المخ.
وحول نسبة الإصابة بالجلطة الدماغية لدى الأطفال فى مصر، أكدت أنه من الصعب تحديد أرقام وإحصائيات عن الجلطات الدماغية فى الأطفال ليس بسبب ندرتها، ولكن بسبب عدم تشخيص الجلطات الدماغية فى الرضع والأطفال.
وتابعت : تم عمل توعية صحية عن الجلطات الدماغية فى الرضع والأطفال بين أطباء الأطفال بقسم الأطفال جامعة عين شمس ووزارة الصحة والأهل. أدى إلى زيادة عدد الأطفال الذين تم تشخيصهم وعلاجهم بفضل الله ووعى الأهل والأطباء، لافته إلى أنه يتم إتباع معايير العلاج المستخدمة فى الدراسة الدولية للسكتة الدماغية للأطفال فى كندا (IPSS)، التى أشرف بأن أكون عضو فى اللجنة التنفيذية لها. وكذلك أشرف بأن أكون عضو فى المنظمة الدولية للسكتات الدماغية فى الأطفال (IPSO).
وحول كيفية حماية أطفالنا من التعرض للإصابة بالجلطة الدماغية، أكدت أن الوقاية خير من العلاج وبخاصة عند وجود عوامل خطورة تزيد من احتمال حدوث الجلطات الدماغية يجب مراجعة الطبيب المختص، وشرب المياه وعدم التعرض للجفاف.