تلسكوبات الفضاء الحديثة هي أدوات قوية للغاية، قادرة على النظر في أعماق الفضاء دون أن تكون مقيدة بالتأثيرات الضبابية للغلاف الجوي للأرض، لكن حتى هذا لا يكفي للسماح لهم برؤية المجرات الأبعد، والتي هي بعيدة جدًا.
لمزيد من البحث يستفيد علماء الفلك من ظاهرة تسمى عدسة الجاذبية، يحدث هذا عندما يكون لجسم مثل مجرة أو عنقود مجري كتلة كبيرة لدرجة أنه ينحني الزمكان، ويتصرف مثل العدسة المكبرة ويضيء الأجسام البعيدة للغاية خلفه.
هذه هي الطريقة التي تمكن بها تلسكوب جيمس ويب الفضائي مؤخرًا من رؤية آلاف الأجسام البعيدة للغاية من خلال النظر إلى منطقة من الفضاء تسمى Pandora’s Cluster أو Abell 2744.
وتشكل ثلاث مجموعات مجرية في وسط الصورة عنقودًا ضخمًا، له كتلة كبيرة تسمح لعلماء الفلك برؤية مناطق من الفضاء لم تُلاحظ من قبل.
وقالت إحدى الباحثات راشيل بيزانسون، في بيان: "عندما ظهرت صور مجموعة باندورا لأول مرة من ويب، كان هناك الكثير من التفاصيل في المجموعة الأمامية والعديد من المجرات ذات العدسات البعيدة.
وأضافت "إذا نظرت عن كثب إلى الصورة، سترى أن العديد من المجرات تبدو ممتدة أو ممدودة، هذا بسبب تأثير العدسة، حيث أن جاذبية العنقود العملاق تشوه الضوء القادم منها، لكن حتى مع هذا التشويه، يمكن لعلماء الفلك تعلم الكثير عن هذه المجرات من صور مثل هذه".
وتم جمع بيانات هذه الصورة باستخدام أداة Webb's NIRCam وتجمع حوالي 30 ساعة من وقت المراقبة، بعد ذلك، سيختار الباحثون مجرات معينة مهمة ويلاحظونها بمزيد من التفصيل باستخدام أداة Webb's NIRSpec لرؤية تركيباتها، مضيفين المزيد من المعلومات إلى هذا النسيج.
قال باحث آخر، إيفو لاب، "Pandora’s Cluster ، كما صورتها Webb، تظهر لنا عدسة أقوى وأوسع وأعمق وأفضل مما رأيناه من قبل". "كان رد فعلي الأول على الصورة أنها كانت جميلة جدًا ، بدت وكأنها محاكاة لتشكيل المجرة.
أضاف "كان علينا أن نذكر أنفسنا بأن هذه كانت بيانات حقيقية، ونحن نعمل في عصر جديد من علم الفلك ".