سلطت قناة القاهرة الإخبارية، الضوء على تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على أوروبا واقتصاديات العالم، حيث قال خالد شقير، مراسل القاهرة الإخبارية من مارسيليا، إن هناك تخوفا وأسفا كبيرين من الخارجية الفرنسية واهتمام كبير أيضا من الإعلام الفرنسي بكلمة الرئيس الروسي بوتين بالأمس، وقراره تعليق وتجميد اتفاقية نيو ستارت النووية، وجاء البيان ليعبر بالفعل عن خطورة الموقف والأوضاع الآن، وبصفة خاصة بعد التصريحات الأخيرة التي بدت للجميع من قبل الغرب ودول الاتحاد الأوروبي أثناء زيارة الرئيس الأمريكي إلى كييف.
وأضاف خلال مداخلة بشاشة «القاهرة الإخبارية»: «وحسب المراقبين فالتصريحات الأخيرة والتغير في الموقف الفرنسي، والتحول الذي لطالما كان يطالب بالسلام تحول إلى دعم غير مشروط إلى أوكرانيا، وحديث الرئيس الفرنسي إلى بعض من الصحف الفرنسية بعد عودته من مؤتمر ميونيج للأمن عن أن فرنسا والدول الأوروبية ستدعم أوكرانيا ولكن بشرط عدم سحق روسيا».
وتابع: «جاء خطاب الرئيس الروسي الطويل ليوصف بأنه قرار مؤسف، وطالبت فرنسا عن طريق بيان الخارجية بأهمية أن تتراجع روسيا عن قرار تجميد اتفاقية نيو ستارت، واحترام مضمون البيان الموقع من قبل الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن في يناير الماضي، وتم استضافة المتحدث الرسمي باسم السفارة الروسية بباريس، وكان حديثه يهدف إلى إرسال رسالة أكدها الرئيس بوتين أن روسيا لن تنهزم وستنتصر في النهاية من خلال الحرب، وأن روسيا الآن لا تحارب أوكرانيا فقط، وإنما تحارب الدول الغربية مجتمعة».
وقالت منال لطفي المحللة المتخصصة في الشأن الأوروبي، أن عام 2023 قد يكون أسوأ حالا في أوروبا بالنسبة للوضع الاقتصادي والوضع السياسي.
وأضافت خلال مداخلة عبر سكايب مع الإعلامية مارينا المصري في برنامج "مطروح للنقاش" عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن نسبة النمو في أوروبا قد تكون 1% فقط خلال 2023، وهذا الرقم قد يقل عن ذلك مع ارتفاع أسعار الطاقة عالميا، ما قد يعطل النمو الأوروبي مع استمرار عبء الحرب.
أوروبا أنفقت حتى الآن نحو 30 مليار يورو على اللاجئين، فالحكومات تتحمل إقامة اللاجئ وعمله والتأمين الطبي، ما عدا بريطانيا التي لديها برنامج للاجئين الذين تم استقبالهم، لكنه فشل بسبب ضعف ما تقدمه للاجئين، الذين بدأوا يغادرون بريطانيا.
فبريطانيا لا تحمل الدولة مسؤولية اللاجئين، بل تلقي بالعبء على العائلات، فيتقدم اللاجئ بطلب لعائلة لاستضافته، ومع الوقت حين تجد العائلة نفسها غير قادرة على استمرار الاستضافة تعتذر، وبالتالي أصبح أغلب اللاجئين الأوكرانيين في أوروبا مشردين في الشوارع بلا مأوى.
وقال الباحث اليمني في الشؤون الاستراتيجية أبو بكر باذيب، إن كثيرا من الدول تتعامل مع الحرب الروسية الأوكرانية على أنها حرب طويلة المدى، وبالتالي تسعى لإيجاد بدائل حقيقية للسلع وليس الحبوب النقدية فقط والأغذية الاستراتيجية، فأوكرانيا تنتج ربع إنتاج العالم من الحبوب، كما تسعى أوروبا لإيجاد بديل حقيقي لمصادر الطاقة التي كانت تستوردها من أوروبا.
وأوضح باذيب، خلال مداخلة عبر سكايب مع الإعلامية مارينا المصري في برنامج "مطروح للنقاش" عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن العالم الآن يعيش أزمة حقيقية دفعته ليعيد ميزان المخزونات الاستراتيجية لهذه الحبوب، مع وجود أطراف حاولت استغلال مسار الحرب ورفعت أسعار الحبوب على مستوى العالم وارتفاع تكاليف الشحن والتأمين متعللة بالحرب.
ولفت إلى أنه حتى الدول البعيدة عن المدى الحيوي للحرب، مثل أمريكا، بدأت تضاعف تكلفة وارداتها من حبوب بدلا من جدولة مديونيات الدول التي تستورد منها، إذن الاتجاه الرئيسي في العالم يضغط على قدرة الدول في دعم الأسر الأكثر احتياجا.
وأكد أن الحل الوحيد الآن أن تعيد الدول نظرتها في إنتاج جزء من احتياجاتها، وفي مؤتمر ميونخ انتبه الأوروبيون إلى أن إسراعهم في تدبير المخزون الاستراتيجي من السلع لأوكرانيا مع بدء الحرب منعهم الآن من دعم الأسر الأكثر احتياجا في بلدانهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة