حديقة الحيوان بالجيزة هى أكبر حديقة للحيوانات فى مصر والشرق الأوسط، وأول وأعرق حدائق الحيوانات فى أفريقيا، تأسست عام 1891 وكانت تسمى" جوهرة التاج لحدائق الحيوان فى إفريقيا"، وتبلغ مساحتها نحو 80 فدانا، تضم الحديقة العديد من المنشات الاثرية الهامة انت بينها متحفاً به مجموعات نادرة من الحيوانات والطيور والزواحف المحنطة.
المتحف الحيوانى له تاريخ كبير فقد تم انشائه عام 1906 و تم نقله الي موقعه الحالي في عام 1914 و تم تجديده عامي 1962 ، 1988 وتطويره وإعادة افتتاحه في أغسطس عام 2015 ، و هو مكون من 3 طوابق ، وقد صُممت بانورامات المتحف لتناسب البيئات الطبيعية التي تتميز بالتنوع البيولوجي و تضم مجموعه قيمة من الثدييات و الطيور و الزواحف المحنطة النادره أو المنقرضة في الطبيعه .
ويوجد في المبني نفسه قاعتان احدهما تضم مجموعة علميه كامله للطيور المصريه و مجموعات أخري علميه من الزواحف والثدييات والقوارض خاصه بالأبحاث العلميه ، والقاعه الأخري تُنظم بها دورات تدريبيه للطلبه و المُهتمين بالحياه البريه علي يد متخصصين و ذلك لرفع الوعي البيئي للحفاظ علي الحياه البريه ، كما تحتوي علي بعض الصور الفوتوغرافية لكبار الشخصيات من الوفود التي زارت الحديقه قديمًا.
ويضم المتحف 1352 طائرا محنطًا، و 555 حيوانًا من الثدييات و 259 من الزواحف و 115 من الجماجم ، و 35 من الهياكل العظمية و 49 من الرؤوس .
ويوجد داخل المتحف مجموعة هياكل عظمية كاملة للعديد من الثدييات مثل هيكل "حوت ، فيل ، خرتيت ، فرس نهر ، زراف ، ثور الخلاء ، تابير، دب قطبى، سبع " وهناك هياكل و جماجم لبعض الطيور و الزواحف ، كما يوجد هيكل كامل لإنسان في الدور فوق الأرضي .
كما يضم المتحف أبو ظلاف " آكل النمل " وهو حيوان عجيب الشكل ذو جسم غليظ كالخنزير ، له خطم أنبوبي طويل و أذنان طويلتان و لسانه طويل لزج ذو نتوء كثيره ليتمكن من التقاط الحشرات ، و القوائم قصيرة و رفيعة بالنسبة لجسمه و الأماميه منها أقصر من الخلفية ، ذيله طويل اسطواني الشكل مدبب في آخره ، و هو حيوان ليلي يقضي نهاره في كهوف يحفرها و يخرج ليلًا ليهاجم جحور النمل و الحشرات ، و يقطن أفريقيا .
وفى المتحف الحيواني يُمكنك مشاهدة مومياء التمساح الفرعوني الرائعة عن قرب بالدور الثاني بقسم الزواحف ، كما يمكنك مقارنتها بالعديد من محنطات التمساح النيلي الأخري بالمتحف و الموجوده بالدور الأرضي و الدور فوق الأرضي الخاص بالزواحف و الحيوانات البريه بالبيئة المصرية .
وتعتبر الحضارة المصرية القديمة واحده من أعظم و أقدم الحضارات بالعالم التي لا يختلف عليها اثنان و في هذا العالم البعيد جدا كان المصريون القدماء يقدسون بعض الحيوانات ووصل بهم الأمر إلي اتخاذها رموزا لآلهتهم فنجد الاله علي الجدران برؤؤس الحيوانات و لذلك تم العثور علي مقابر قديمه كانت خاصه بالحيوانات كل ذلك دليل علي تقديس الفراعنه للحيوانات ، و كان للحيوان مكانه خاصه في حياتهم و معتقداتهم ، و ذلك لعدة أسباب خاصه بهم ، فمرات كان بغرض الاستفاده منها أو تقديسها و أيضا بسبب الانبهار بقدراتها ، و مرات عديده نتيجة الخوف منها و اتقاء شرها
و من هذه الحيوانات "التمساح، الضبع، الفهد، النمس ، الثور ، القط ، القرد ، آكل النمل ، فرس النهر ، طائر أبو منجل المقدس"
وشغل التمساح حيزا هائلا في الديانات المصرية القديمة باعتباره أحد أهم المعبودات المصريه القديمه " sobek" إن الاله سوبك كان يتجسد في هيئة التمساح و اعتاد المصريون تجسيد هذا الاله وأطلقوا عليه إسم و قدسوه لتصبح مصر مركزا ووجهه لمن يقدسون " sobek “ “سوبك" علي أن يتم التقرب له في أكثر من مكان أشهرها مدينة شدت "الفيوم" حاليا و تليها "كوم امبو" بمصر العليا "محافظة أسوان " إذ كان يحج إلي هذه الاماكن من شتي بقاع الارض لرؤية التمساح و منحه العطايا المتمثله في الكثير من المجوهرات و الذهب بل كان البعض يجلب له الطعام و النبيذ أيضا و كانت مهمة الكهنه الموجوديين فتح فم التمساح كي يتناول تلك الأشياء وحين يموت هذا التمساح يمنحونه جنازه مهيبه ثم يحنطونه بعنايه قبل أن يختاروا تمساح آخر يتقربوا اليه و قد وُجدت المئات مُحنطه في معابدهم ، و كانت معابده عادة تحتوي علي بحيره تأوي التمساح .
ويعتبر التمساح النيلي من أكبر أنواع الزواحف بعد تمساح المياه المالحه ، و قديما كان يستوطن نهر النيل حتي الدلتا ، و لتمساح النيل خطم عريض و فم كبير مستطيل و يعيش في الماء و علي اليابسة ويبيض علي الشواطئ الرمليه حيث يترك بيضه ليفقس من تأثير حرارة الشمس، وقد يصل طوله الي خمسة أمتار تقريبا ، و يعيش علي الاسماك و لحوم " الثدييات والطيور و الزواحف "، وتمساح النيل أحد أنواع التماسيح الأكثر خطوره و كثيرا ما يهاجم الماشيه و الإنسان.
ومن مقتنيات الحديقة سلحفاة الفيل العملاقة التى تقطن جزر المحيط الهندي و تعتبر السلاحف من الحيوانات المعمره مثل هذه السلحفاه العملاقه من نوع "الفيل" و مما روُي عنها أنها وردت الي حديقة الحيوان بالجيزه في 20 إبريل 1902 و كانت قد جاءت عن طريق مستر "باتي برن " واحد من أشهر تجار الحيوانات في ذلك الوقت و بإيصال موقع منه بقيمة ثلاثين جنيه مصري ، و بعدها انتقلت من حديقة الحيوان بالجيزه الي حديقة الخاصه الملكية بأنشاص في 31 ديسمبر 1942 ، و أُعيدت مره أخري الي حديقة الحيوان بالجيزه في 18 نوفمبر 1952 و ظلت بحديقة حيوان الجيزه حتي 27 من مايو 1990 و نفقت في هذا العام عن عمر يُناهز 288 عام بعد أن تعرضت لأمراض الشيخوخة و ذُكرت هذه السلحفاة المعمره في التقارير و الدورات العلمية كواحدة من السلاحف الأطول عمرا ، و يحتفظ المتحف الحيواني بدرقتين لسلحفاة الفيل العملاقه ، احداها في الدور الأرضي و الأخري بالقسم الخاص بالزواحف الدور فوق الأرضي .