عبد العزيز بن صقر: العلاقات الاستراتيجية بين القاهرة والرياض شهدت ذروتها في ظل التنسيق القائم بين الرئيس السيسى والملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان
ـ هناك حرص متبادل من مصر والسعودية على حماية العلاقات الثنائية من أي تدخلات مغرضة.. نعتز بالشعب المصري ودوره التاريخي
ـ نقدر دور الأشقاء المصريين في المساهمة كشركاء في مسيرة التنمية بالمملكة
ـ السعودية رسمت لنفسها سياسة خارجية ثابتة تقوم على الاحترام المتبادل مع الأشقاء
أكد الدكتور عبد العزيز بن صقر رئيس مركز الخليج للأبحاث، فى حديث خاص لـ "اليوم السابع" على أن خلال مسيرة المملكة العربية السعودية شهدت مراحل متكاملة من التنمية والبناء، ورسمت لنفسها سياسة خارجية ثابتة تقوم على الاحترام المتبادل مع الأشقاء والأصدقاء وجميع دول العالم.
وأضاف صقر، أن المملكة ترفض الاستقطاب منذ أن رفضت الانضمام لحلف بغداد وظلت تؤمن وتطبق سياسة عدم الانحياز في فترة الحرب الباردة، وما بعدها حتى الآن، في ظل السياسة المعتدلة التي ينتهجها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
سياسة الانفتاح
وأشار "بن صقر" إلى أن المملكة انتهجت سياسة الانفتاح على جميع دول العالم دون استثناء سعيًا للتعاون البناء وإبرام شراكات اقتصادية متنوعة تحقق خطتها التنموية الاستراتيجية الطموحة والمعروفة برؤية 2030، والتي تسعى من خلالها إلى تنويع مصادر الدخل وتوسيع قاعدة الاقتصاد وعدم الاعتماد على النفط كسلعة رئيسية للدخل الوطني، وبفضل هذه الإصلاحات الاقتصادية تقدمت المملكة إلى المرتبة الثامنة عشرة في ترتيب دول مجموعة العشرين الأقوى اقتصادًا على مستوى العالم، كما أن اقتصاد المملكة حقق معدلات نمو مرتفعة بلغت على سبيل المثال8.7% لعام 2022، ورغم الظروف غير المواتية التي يشهدها العالم جراء الحرب الروسية ـ الأوكرانية وقبل ذلك تداعيات جائحة كورونا.
مصر والسعودية
أوضاع المرأة السعودية على رأس الإصلاحات
وفيما يتعلق بأوضاع المرأة السعودية، أشار الدكتور عبد العزيز بن صقر إلى أنه ضمن الإصلاحات الكثيرة التي أرست دعائمها القيادة السعودية مؤخرًا، قد حظيت المرأة بتطور غير مسبوق واهتمام بحقوقها، حيث تمكنت المرأة السعودية خلال إصلاحات منهجية من زيادة مشاركتها في سوق العمل وتوليها مناصب قيادية في الدولة، حيث تمثل المرأة 20% من عدد أعضاء مجلس الشورى. كما تبوأت المرأة السعودية موقع مساعد رئيس المجلس، كما دخلت المجالس البلدية حيث لها الحق في المشاركة في الانتخابات كناخبة ومرشحة وفقًا للضوابط المعمول بها في المملكة. أيضًا زاد بصورة ملحوظة عدد العاملات في كافة المجالات بالمملكة حيث بغلت نسبتهن 36% من إجمال القوى العاملة في القطاعين العام والخاص، وتتبوأ المرأة السعودية مواقع وزارية وسفيرات في العديد من سفارات المملكة في العواصم الهامة في العالم، وارتفعت نسبة المناصب القيادية التي تتولاها المرأة السعودية من 21.5% عام 2016م، إلى 45% في عام 2022م.
الشباب والمشاركة السياسية
وبالنسبة إلى الشباب فى المملكة، يشير "بن صقر" إلى ما حظي به من اهتمام كبير من قبل القيادة السعودية في جميع المجالات سواء التعليم أو الابتعاث للتعليم في الخارج، أو فرص العمل، أو في المشاركة السياسية، حيث تم تخفيض سن الناخبين في المجالس البلدية إلى 18 عامًا بدلًا من 21 عامًا، مما عزز فرص الشباب في هذه الانتخابات.
ثقافة وطنية
وعلى الصعيد الثقافي، أوضح أن المملكة تنتهج ثقافة وطنية متفقة مع العقيدة الإسلامية، والإرث الحضاري، والانتماء العربي والإسلامي، مع السعي لتحقيق الرفاهية للشعب السعودي في ظل نهج منفتح على المستقبل برؤية وطنية متفاعلة مع الشباب بروح العصر ووفقًا للنهج المجتمعي السائد.
علاقات خارجية مُتميزة
أما فيما يتعلق بالعلاقات الخارجية مع الأشقاء العرب، قال رئيس مركز الخليج للأبحاث، إن المملكة تخص الأشقاء العرب بعلاقات خاصة ومتميزة لإيمانها بأهمية التكامل العربي والحفاظ على الأمن القومي العربي في ظل التحديات العالمية والإقليمية، وفي مقدمة هذه العلاقات ما يربطها بالشقيقة الكبرى مصر بعلاقات متميزة، حيث يرتبط الدولتان والشعبان الشقيقان بعلاقات تاريخية واستراتيجية، منذ أن شهدت هذه العلاقات انطلاقتها الكبرى إثر زيارة مؤسس المملكة الملك عبد العزيز آل سعود لمصر عام 1945م، تلك الزيارة التاريخية التي أسست لعلاقات استراتيجية وشراكة مهمة في كافة المجالات وبلغت ذروة النمو والنجاح في ظل التعاون والتنسيق القائم بين الرئيس عبدالفتاح السيسى وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وتابع بأن التعاون السعودي ـ المصري قائم ومستمر في مجالات متعددة وهناك إصرار من الجانبين على تنميته، واستمرار التنسيق المشترك، وهناك حرص متبادل من البلدين على حماية هذه العلاقة من أي تدخلات مغرضة تريد بثّ الفرقة أو نشر معلومات مغرضة ومضللة، إلى جانب حرص من الجانبين على تنمية هذه العلاقة وتطويرها لتكون شراكة استراتيجية قوية قادرة على تحقيق التكامل القائم على المصالح المشتركة للدولتين، ومواجهة التحديات المشتركة، مؤكدًا أنه على صعيد العلاقة الرسمية والشعبية؛ فهناك توافق بين الحكومتين والشعبين في السعودية ومصر، قائلًا: "نحن في المملكة نعتز بالشعب المصري ونقدر دوره التاريخي في دعم قضايا الأمة العربية، ونقدر دور الأشقاء المصريين في المساهمة كشركاء في مسيرة التنمية التي تشهدها المملكة العربية السعودية".