أكدت مجموعة السبع في بيانها الختامي، اليوم /الجمعة/، دعمهم الثابت لأوكرانيا طالما تطلب الأمر، وأدانت العملية العسكرية الروسية وتجاهل موسكو لميثاق الأمم المتحدة واللامبالاة بالآثار، التي تخلفها حربها على الناس في جميع أنحاء العالم.
وأفاد البيان الختامي- عقب اجتماع لقادة المجموعة عبر الفيديو، والذي صدر في الذكرى الأولى للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا- بأن الهجمات الروسية خلال الـ 365 يومًا الماضية أظهرت قسوة العملية المستمرة.
وأشادت المجموعة ببطولة الشعب الأوكراني في مقاومته الشجاعة، وأعربت عن التزامهم بتكثيف الدعم الدبلوماسي والمالي والعسكري لأوكرانيا وزيادة العقوبات على روسيا وأولئك الذين يدعمون جهودها الحربية، والاستمرار في مواجهة الآثار السلبية للعملية على بقية العالم، وخاصة على الفئات الأكثر ضعفاً من الناس.
وأوضح البيان أن روسيا هي من بدأت هذه الأزمة ويمكن لروسيا إنهاءها، ودعت مجموعة السبع روسيا إلى وقف العملية المستمرة وسحب قواتها بشكل فوري وكامل وغير مشروط من كامل أراضي أوكرانيا المعترف بها دوليًا.
وأضاف البيان أنه في "العام الماضي قتلت القوات الروسية آلاف الأوكرانيين وأجبرت الملايين على الفرار ورحلت قسراً عدة آلاف من الأوكرانيين بمن فيهم الأطفال إلى روسيا.. ودمرت روسيا المستشفيات والمدارس والطاقة والبنية التحتية الحيوية وتركت المدن التاريخية في حالة خراب.. وفي المناطق المحررة من القوات الروسية، هناك أدلة على وجود مقابر جماعية وعنف جنسي وتعذيب وغيرها من الفظائع".
وتدين مجموعة السبع بشدة جميع الأعمال الفظيعة التي تقوم بها روسيا، مشيرة إلى أن العملية الروسية ضد أوكرانيا هي أيضًا هجوم على المبادئ الأساسية لسيادة الدول وسلامة أراضي الدول واحترام حقوق الإنسان.
وشدد البيان على أن المجموعة ستظل متحدة وعازمة على دعم ميثاق الأمم المتحدة وكررت المجموعة إدانتها ورفضها القاطع لمحاولة ضم روسيا غير القانوني لمناطق دونيتسك ولوجانسك وزابوريجيا وخيرسون الأوكرانية.
وأضافت المجموعة أنه كما في حالة شبه جزيرة القرم وسيفاستوبول، لن تعترف أبدًا بمحاولات الضم غير القانونية هذه.
وأكدت على أن خطاب روسيا النووي غير المسؤول غير مقبول وأي استخدام روسي للأسلحة الكيميائية أو البيولوجية أو الإشعاعية أو النووية سيواجه عواقب وخيمة، معربة عن أسفها الشديد لتعليق روسيا تنفيذ معاهدة "ستارت" الجديدة.
وأعربت مجموعة السبع عن القلق البالغ إزاء استمرار احتلال روسيا وسيطرتها على محطة الطاقة النووية زابوريجيا، مشيرة إلى أنه لا يمكن حل الوضع إلا من خلال الانسحاب الكامل للقوات والمعدات الروسية من المبنى.
وشددت دول مجموعة السبع على دعم جهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتعزيز السلامة والأمن النوويين في أوكرانيا، بما في ذلك من خلال الوجود المستمر لخبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية ووقف جميع العمليات القتالية داخل وحول المحطة والبنية التحتية المحيطة بها.
ورحبت المجموعة بالقرار الأممي المعنون بـ "مبادئ ميثاق الأمم المتحدة الكامنة وراء سلام شامل وعادل ودائم في أوكرانيا"، والذي تم اعتماده بدعم واسع من المجتمع الدولي في جلسة طارئة خاصة في الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس.
وقال البيان: "نظل ملتزمين بالدبلوماسية ونرحب وندعم جهود الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي الجادة لتعزيز سلام شامل وعادل ودائم بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة من خلال تحديد المبادئ الأساسية في صيغة السلام الخاصة به، وبهدف التوصل إلى تسوية سلمية قابلة للحياة بعد الحرب، نظل على استعداد للتوصل إلى ترتيبات مع أوكرانيا وكذلك البلدان والمؤسسات المهتمة بشأن الأمن المستدام والالتزامات الأخرى لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها وتأمين مستقبلها الحر والديمقراطي والردع المستقبلي لأي اعتداء روسي".
وأضاف البيان: "لا نزال ملتزمين بتنسيق الجهود لتلبية احتياجات أوكرانيا الملحة من المعدات العسكرية والدفاعية، مع التركيز الفوري على أنظمة وقدرات الدفاع الجوي، فضلاً عن الذخائر والدبابات اللازمة، وبناءً على النتائج التي تم تحقيقها خلال المؤتمر الدولي، الذي عقد في باريس في 13 ديسمبر، نعيد أيضًا تأكيد التزامنا بتقديم مساعدة إنسانية إضافية إلى الشعب الأوكراني ولدعم قطاع الطاقة في أوكرانيا وغيرها من المساعدات في أوكرانيا والبلدان المجاورة، بما في ذلك ضمان الوصول إلى الرعاية الصحية بما في ذلك الصحة العقلية".
وترحب المجموعة بإنشاء منصة تنسيق الجهات المانحة متعددة الوكالات للمساعدة في دفع أجندة الإصلاح في أوكرانيا، وتعزيز النمو المستدام بقيادة القطاع الخاص، وضمان التنسيق الوثيق بين المانحين الدوليين لتقديم المساعدة بطريقة متماسكة وشفافة وخاضعة للمساءلة.
وأعربت مجموعة السبع عن مواصلة المساعدة في الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي والمالي لأوكرانيا، بما في ذلك تلبية الاحتياجات الاقتصادية العاجلة قصيرة الأجل.
وفي هذا السياق، ترحب المجموعة بالتقدم الذي أحرزه وزراء ماليتنا في زيادة ميزانيتنا ودعمنا الاقتصادي إلى 39 مليار دولار أمريكي لعام 2023، ونتطلع إلى تخصيص التزامات إضافية.
وتطلب المجموعة من وزراء المالية مواصلة المشاركة مع صندوق النقد الدولي وأوكرانيا لتقديم برنامج طموح بحلول نهاية مارس 2023، ومواصلة العمل معًا مع صندوق النقد الدولي وآخرين من أجل دعم الميزانية الضروري لأوكرانيا طوال عام 2023 وما بعده.
كما أكدت على دعمها جهود إعادة الإعمار في أوكرانيا، بما في ذلك استعادة البنية التحتية التي دمرتها العملية الروسية وضرورة استمرار هذه العملية في إشراك مجموعة واسعة من الجهات الفاعلة، بما في ذلك الكيانات دون الوطنية الأوكرانية والمجتمع المدني والمؤسسات والمنظمات المالية الدولية والقطاع الخاص، وسيوفر مؤتمر "تعافي أوكرانيا" الذي سيعقد في لندن في يونيو من هذا العام مكانًا لأوكرانيا والشركاء الدوليين والقطاع الخاص والمجتمع المدني لتعزيز الزخم وراء تعافي أوكرانيا.
وفي الوقت نفسه، ستواصل مجموعة السبع دعم تصميم أوكرانيا على بناء مجتمع خالٍ من الفساد.
وتدعم المجموعة جهود الحكومة الأوكرانية لتعزيز بناء المؤسسات الضروري بما يتماشى مع المسار الأوروبي لأوكرانيا، بما في ذلك في القطاع القضائي وتعزيز سيادة القانون من خلال تمكين المؤسسات الأوكرانية المستقلة لمكافحة الفساد، وفي هذا الصدد، جددت المجموعة الثقة بدور مجموعة سفراء مجموعة السبع في دعم تنفيذ أجندة الإصلاح.