قرية الإعلام بمحافظة الفيوم، شاهد حقيقى على إرادة المرأة، وأنه بإمكان السيدة إذا امتلكت مفاتيح حرفة بعينها، أن تغير مجتمعا بأكمله، حيث برعت سيدات القرية، فى صناعة الخوص من جريد النخل، بأشكال مختلفة، وحولن بحرفية جريد النخل القاسى، إلى منتجات ناعمة تخطف القلوب والعيون، مما ساهم فى أن تعلن قريتهن قرية بلا بطالة، وتكون إحدى القرى المنتجة التى تفخر بها المحافظة وتقدم سيداتها فى كافة المؤتمرات، والزيارات الرسمية، كما أن القرية تصدر منتجاتها لأكثر من 10 دول.
وتقول مروة جمال، إحدى السيدات العاملات بصناعة الخوص، إنها تعمل بهذه المهنة منذ أكثر من 10 سنوات، وتزوجت بجوار شقيقتها بقرى الإعلام، ووجدت أن جميع نساء القرية يعملن وينتجن داخل منازلهن، ويدرن دخلا يوميا لهن، فطلبت من شقيقتها أن تعلمها، وتعلمت منها وبدأت رحلتها مع الخوص، مؤكدة أنه فرق فى حياتها وتساعد زوجها فى الإنفاق على أسرتها.
ولفتت إلى أن المواد التى تعمل بها عبارة عن زعف النخيل وقش الأرز، يقومون بشرائه من المزارعين، وتنشيفه، ثم ترطيبه بالماء ويعملن به، وأكدت مروة أنهن ينتجن عشرات الأشكال المختلفة مثل الصوانى والأكواب والسبت وغيرها، وأى منتج يطلب منها بأى مقاس تقوم بتصنيعه كما طلب منها.
وأضافت أسماء سيد هاشم ابنة قرية الإعلام وإحدى رائدات الصناعة والتسويق بالقرية، أن الإعلام مشهورة بصناعة الخوص، وهو المنتج الوحيد الذى تعتمد على الأسر فى الإنفاق، حيث إن السيدات جالسات بالمنازل ويعملن وينتجن، وهو ما ساهم فى انتشار الحرفة حيث تنتج السيدة ما يعادل 100 جنيه يوميا وهى جالسة فى منزلها، مضيفة أنها مهنة متوارثة من الأجيال القديمة.
ولفتت إلى أنهن يتقن الحرفة ويخرجن أى شكل يطلب منهن، بالإضافة إلى أنهن يدخلن الألوان المختلفة لتضيف بهجة إلى الحرف والمنتجات، مضيفة أن المنتجات تصدر لأكثر من 10 دول بالخارج.
وقالت دعاء رمضان، إحدى سيدات القرية، إنها منذ 15 سنة التحقت بدورة تدريبية مع الحاجة كاملة رائدة صناعة الخوص بالقرية وتعلمت منها أصول المهنة، وأكدت أن جميع سيدات القرية يعملن بالخوص، والقرية بلا بطالة، والأطفال الصغيرات يتعلمن المهنة من أمهاتهن.
وقالت الحاجة كاملة رائدة صناعة الخوص بالقرية، إنها تعلمت المهنة من أجدادها وعلمت جميع سيدات وفتيات القرية بالكامل وأن قريتهن تحولت إلى قرية منتجة وبلا بطالة، حيث تعمل جميع السيدات بصناعة الخوص من زعف النخيل ويقوم شباب ورجال القرية بعرض المنتجات فى بازارات بميدان السواقى بوسط مدينة الفيوم وفى معارض بمختلف محافظات مصر.
ولفتت الحاجة كاملة إلى أنها تقوم بشراء كمية كبيرة من زعف النخيل بمئات الآلاف من الجنيهات كل عام فى الموسم الصيفى، وتقوم بتخزينه لديها وتشترى سيدات القرية منها بالكيلو ويصنعن المنتجات المختلفة وغالبا تكون منتجات الخوص مناسبة للاستخدام فى شتى شئون الحياة مثل الأطباق الفاكهة وسبت الغسيل وأطباق الخبز وحقائب السيدات وغيرها من الأشكال المختلفة.
وأشارت رائدة صناعة الخوص بقرية الإعلام إلى أنها كثيرا ما يأتى إليها بعض الزبائن من أصحاب البازارات التى تعرض منتجات الخوص، أو المصريين للمنتجات وطلبوا منها تنفيذ شكل بعينه، وأكدت أنها تقوم بتنفيذ الشكل باحترافية كما هو دون أى اختلاف وهو ما جعلها مميزة لدى زبائنها ويطلبون منها تنفيذ كميات كبيرة، تعكف عليها وهى وسيدات القرية حتى تنتهى من تنفيذها.
وطالبت الحاجة كاملة بتيسير الإجراءات لإقامة معرض لمنتجات سيدات القرية، وأكدت أن لديها الأرض المناسبة وانتهت من الكثير من الإجراءات وتبقى لها بعض الموافقات، مؤكدة أن هذا المعرض سيضع قرية الإعلام على خارطة السياحة بالمحافظة، حيث إنه على طريق القاهرة الفيوم ويساعد فى الترويج لمنتجات القرية.
وبلغ عدد سكان قرية الإعلام 7237 نسمة، منهم 1487 ذكور، و7635 إناث، ونسبة البطالة بها 12% ونسبة الأمية 12%، والنشاط الأساسى بالقرية صناعة الخوص.
أحد المنتجات بالفيوم
إحدص صانعات الخوص
إحدي الصانعات
أصغر طفلة منتجة
السيدة تتقن الصناعة
السيدة تمسك بالزعف
الصانعة والمنتجات
الطفلة بجوار قش الأرز
المنتج في مرحلة الصناعة
بعض المنتجات
جانب من المنتجات
صانعة الخوص
طفلة تصنع الخوص
قش الأرز يستخدم في الصناعة
مراحل الصناعة
منتجات مختلفة
ورش الخوص
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة