ـ السفير أسامة شلتوت: السفارة المصرية وأبناء الجالية يشاركون الكويتيين فرحتهم فى العيد الوطنى بمجموعة من الفعاليات طوال فبراير
ـ علاقات مصر والكويت نموذج يُحتذى فى العلاقات العربية العربية..يجمعنا التاريخ المشترك وتوافق الرؤى والاحترام المتبادل..علاقات تضرب بجذورها فى أعماق التاريخ
ـ "حياة كريمة" مشروع القرن
ـ الاستثمارات الكويتية فى مصر تحتل المرتبة الثالثة عربيا والمرتبة الرابعة دوليا بقيمة تتجاوز الـ 19 مليار دولار..مصر سوقا واعدة للمستثمرين الكويتيين فى ظل ماتم إنجازه من إصلاحات اقتصادية..مصر تتمتع بمزايا تفضيلية
ـ توقعات بارتفاع حجم التبادل التجارى بين البلدين هذا العام لـ440مليون دولار
ـ مصر عمق استراتيجى للدول العربية ومنها الكويت.. والكويت عمق استراتيجى لمصر
ـ أمن الكويت والخليج ككل جزء لا يتجزأ من أمن مصر القومى والعكس صحيح
ـ التاريخ شاهد على مواقف الدعم المتبادل بين البلدين.. لن ننسى مواقف دول الخليج ومنها الكويت الداعمة لاستقرار مصر بعد ثورة الثلاثين من يونيو
ـ مصر داعم للكويت منذ استقلالها حتى الآن..والكويت تدعم قضايا مصر المحورية
ـ امتزجت دماء المصريين والكويتيين ..ثلث الجيش الكويتى شارك فى حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973 ..و 42 ضابطا وجنديا كويتيا روت دماؤهم أرض مصر دفاعا عنها
ـ زيارة الرئيس السيسى للكويت العام الماضى جاءت فى سياق الترابط الأخوى وعكست التفاهمات المتبادلة بين البلدين ومهدت الطريق لآفاق أرحب من التعاون
ـ علاقات نسب ومصاهرة تجمع شعبى مصر والكويت
476 ألف عامل مصرى بالكويت وهم شركاء فى التنمية..الجالية المصرية تحتل المرتبة الثانية بعد الجالية الهندية من حيث العدد ..2.5 مليار دولار سنويا حجم تحويلات المصريين بالكويت لمصر
ـ زيارة الوفد الاسثمارى الكويتى أكتوبر الماضى للقاهرة كانت الأكبر فى تاريخ الزيارات بين البلدين
بنيان متين راسخ على أسس متينة أبرزها التاريخ المشترك وتوافق الرؤى والاحترام المتبادل، ذلك البنيان هو العلاقات المصرية الكويتية، التى تعود جذورها إلى القرن التاسع عشر الميلادى؛ وهذا البنيان لن تتأثر قوته ببعض الأصوات الشاذة التى تحاول تعكير صفو هذه العلاقات، فهى علاقات متجذرة سواء على مستوى قيادتى البلدين أو الشعبين المصرى والكويتى"..بهذه العبارات الواثقة بدأ سفير مصر بالكويت السفير أسامة شلتوت حديثه الخاص مع "اليوم السابع"، بمناسبة العيد الوطنى الثانى والستين للكويت، والذى يوافق أيضا العيد الثانى والثلاثين لتحرير الدولة، موجهًا التهنئة للكويت حكومة شعبا بهذه المناسبة الغالية على قلوب الكويتيين والعرب جميعا .
أضاف السفير شلتوت، أن مسار العلاقات الاقتصادية بالتوازى مع المسارين السياسى والشعبى ، يضفى مزيدا من القومة والأهمية لتلك العلاقات، التى تعززت أيضًا بالزيارات المتبادلة على مستوى القيادات السياسية والوفود الاستثمارية أيضا، مشيرا إلى الزيارة التى قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى الكويت فى فبراير الماضى، ودورها فى تعزيز أواصر الأخوة وفتح آفاق أرحب للتعاون المستقبلى بين البلدين.
واستطرد السفير حديثه، منوها لمواقف الدعم المتبادل بين البلدين على مر التاريخ ، كما ألمح إلى الاستثمارات المتبادلة والعلاقات الاقتصادية بين مصر والكويت، مبشرا بتوقعات بأن تصل حجم التبادل التجارى غير النفطى، بين البلدين هذا العام 440مليون دولار .
وتطرق السفير أسامة شلتوت فى حديثه إلى العديد من المحاور والملفات المهمة، نستعرضها تفصيلًا فى هذا سياق الحوار ..
كيف تصف - سعادة السفير- أهمية العلاقات بين مصر والكويت تاريخيا وسياسيا ودبلوماسيا، خاصًة فى ظل إعادة تشكل العالم من جديد؟
تمثل مصر عمقا استراتيجيا للدول العربية ومن ضمنها، وبالمقابل الكويت تمثل عمقا استراتيجيا لمصر، وأمن الكويت والخليج جزأ لا يتجزأ من أمن مصر القومى والعكس صحيح ، وهذا ما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسى فى عدة تصريحات وأكثر من مناسبة .
إن العلاقات المصرية الكويتية تضرب بجذورها فى أعماق التاريخ، وهى بمثابة بنيان متين على أسس راسخة قوامها التاريخ المشترك وتوافق الرؤى والاحترام المتبادل، ذلك البنيان هو العلاقات المصرية الكويتية، التى تعود جذورها إلى 3000 عام مضت، ذلك البنيان لن تتأثر قوته ببعض الأصوات الشاذة التى تحاول تعكير صفو هذه العلاقات، فهى علاقات متجذرة سواء على مستوى قيادتى البلدين أو الشعبين المصرى والكويتى.
السفير أسامة شلتوت
وقد وجدت حفريات أثرية تعود لـ3000عام، عبارة عن عملات فرعونية فى أرض الكويت، وهى موثقة فى المتحف الوطنى بالدولة .
وعلى المستوى الشعبى، قد ارتبط شعبى مصر والكويت بروابط النسب والمصاهرة بين العائلات، دعم تلك الروابط العلاقات الثقافية والفنية والسياحية ، لذا فالعلاقات بين البلدين تعتبر نموذجا يحتذى فى العلاقات العربية العربية .
مواقف دعم متبادل ميزت العلاقات بين البلدين ..أبرز لناـ سعادة السفير ـ أهم تلك المواقف؟
التاريخ شاهد على الدعم المتبادل بين البلدين وأن الدولتين دائما سند لبعضهما البعض، وبالنسبة لدول الخليج ومنها الكويت فقد كانت داعمة لمصر بعد ثورة الثلاثين من يونيو ما كان له أكبر الأثر فى استقرار الدولة ولن ننسى هذا الدعم، وهو ما أشار إليه الرئيس السيسى، كما دعمت الكويت كافة القضايا المصرية المهمة، وعلى رأسها دعم الحقوق المائية المشروعة لمصر والسودان أمام المحافل الدولية وأيضا تحت مظلة الجامعة العربية، كما دعمت مصر اقتصاديا من خلال الصندوق الكويتى للتنمية.
وتاريخيا امتزجت دماء المصريين والكويتيين، فقد شاركت الكويت فى حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973 بثلث جيشها، واستشهد 42 ضابطا وجنديا كويتيا روت دماؤهم أرض مصر دفاعا عن حقوق مصر .
كما شارك الجيش المصرى ضمن التحالف الدولى لتحرير الكويت بقوة قوامها 34 ألف ضابط وجندى، وكانت القوة المصرية رابع أكبر قوة فى التحالف، واستشهد عددا منهم، وكانت مصر أيضا داعمة للكويت منذ استقلالها حتى الآن على كافة المستويات و فى حفظ أمنها القومى، وأيضا فى مسار التنمية.
..وماذا عن مستوى العلاقات الثنائية على الصعيد الاقتصادى والاستثمارى؟
إن المسار العلاقات الاقتصادية بين مصر والكويت بالتوازى مع المسارين السياسى والشعبى، يضفى مزيدا من القوة والأهمية لتلك العلاقات، التى تعززت أيضًا بالزيارات المتبادلة على مستوى القيادات السياسية والوفود الاستثمارية أيضا، وكان آخرها زيارة أكبر وفد استثمارى للقاهرة أكتوبر الماضى والذى التقى الرئيس السيسى .
وقد استطاعت مصر أن تعزز مكانتها كسوقا جاذبة للاستثمارات خاصة فى ظل ماتم إنجازه من إصلاحات اقتصادية عكست ملامح وشخصية الجمهورية الجديدة، وتحتل الاستثمارات الكويتية فى مصر المرتبة الثالثة بين الدول العربية والمرتبة الرابعة دوليا بقيمة تتجاوز الـ 19 مليار دولار، وهى موجودة فى السوق المصرية منذ عقود طويلة فنجد كبار الأسر التجارية الكويتية لديها استثمارات، فهناك آلاف الكويتيين يستثمرون فى مصر، وهناك إرادة حقيقية لدى المستثمرين الكويتيين لزيادة تلك الاستثمارات فى السوق المصرية، التى ينظر إليها أنها سوقا واعدة، بما تتيحه من عوائد استثمارية جاذبة للمستثمرين، إضافة إلى ما تتيحه من فرص إعادة تصدير المنتجات إلى الأقاليم الجغرافية التى يربطنا معها اتفاقيات معاملة تفضيلية بالنسبة لمصر سواء على مستوى القارة الإفريقية أو الأوروبية وحتى أمريكا وأمريكا اللاتينية والدول الآسيوية ( الميركسور، والكوميسا والإتحاد الاوروبي )، كل هذا إلى جانب ما تتمتع به مصر من استقرار سياسى.
وبالنسبة لحجم التبادل التجارى غير النفطى ، بين البلدين متوقع أن يصل بنهاية هذا العام 440مليون دولار .
تُعد تلك الزيارة الأكبر فى تاريخ الزيارات المتبادلة على الصعيد الاقتصادى، حيث ضمت حوالى 48 مستثمرًا من كبار المستثمرين الكويتيين، أعضاء غرفة التجارة والصناعة بالكويت.
وحظيت الزيارة بحفاوة كبيرة، وجرت خلالها لقاءات مهمة فى مقدمتها لقاؤهم مع الرئيس السيسى ورئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى أيضا، وكافة المسئولين المعنيين،حيث تم عرض الفرص الاستثمارية المتنوعة المتاحة فى مصر، وكان هذا دليلا حيا على الطفرة التى شهدتها مصر فى كافة المناحى الاقتصادية من بينها البنية التحتية واللوجيستية.
على صعيد العلاقات الثنائية أيضا، هناك العديد من الزيارات المتبادلة بين البلدين..ما الأهمية التى تمثلها ؟
نعم، هناك العديد من الزيارات على مختلف المستويات ، سواء قيادتى البلدين، أو المسئولين ، وهى فى مجملها تفتح آفاق الحوار البناءوهذا يدفع بمستوى أفضل من التفاهمات، وأيضا مستوى التعاون فى كافة المجالات، وفى هذا السياق كانت زيارة رئيس البرلمان المستشار حنفى الجبالى مع وفد من ممثلى البرلمان ، ثم زيارة وفد من رؤساء تحرير الصحف القومية والخاصة لتغطية انتخابات مجلس الأمة الكويتى، إضافة إلى زيارةقائد القوات البحرية مطلع العام الجارى، وزيارة وزير البترول فى اجتماعات المجلس الوزراى لمنظمة أوابك، وأخيرا كانت زيارة وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، وسبق أن قام وزير الخارجيةسامح شكرى بزيارة للكويت، وبالمقابل أدى ولى العهد الكويتى الشيخ مشعل الأحمد الصباح زيارة للقاهرة للمشاركة فى قمة المناخ بشرم الشيخ، إضافة إلى زيارة عدد من الوزراء الكويتيين إلى مصر ومشاركتهم فى مباحثات مع نظرائهم المصريين على هامش مشاركتهم فى اجتماعات الجامعة العربية ، هذا إلى جانب اللقاءات التى تعقد فى المحافل الدولية والإقليمية ، منها لقاء وزيرى الخارجية بالبلدين وتشاورهما على هامش القمتين العربية الصينية والأمريكية العربية .
كان لزيارة الرئيس السيسى أيضا وقع مهم على مسار العلاقات بين البلدين خاصة فى سياق الظروف العالمية، نود مزيدا من التوضيح؟
العلاقات بين البلدين متواصلة ولم تنقطع يوما، ويحرص الرئيس عبد الفتاح السيسى على التأكيد على أخوية ومتانة تلك العلاقات.
وقد جاءت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى الأولى لرئيس دولة إلى الكويت بعد جائحة كورونا، فى 22 فبراير 2022، فى هذا السياق من العلاقات الأخوية وعكست التفاهمات بين البلدين وتقارب الرؤى حول القضايا المحورية، خاصة انها تزامنت مع احتفالات الكويت بعيدى الاستقلال والتحرير، وحرص الرئيس على الاطمئنان على صحة الأمير نواف الأحمد الصباح أمير الكويت، وكانت الزيارة فرصة لعقد جلسة مباحثات ثنائية بينهما، ومع ولى العهد أيضا الشيخ مشعل الصباح، تناولت جميع القضايا المهمة ومسار العلاقات الثنائية على كافة المستويات، كيفية الدفع بها إلى آفاق أرحب.
وهى الزيارة عززت أواصر التآخى وأفق التعاون بين البلدين، وعكست التفاهمات بينهما ومهدت الطريق لآفاق أرحب من التعاون وقد اكتسبت أيضا أهمية خاصة، نظرا للظروف التى يمر بها العالم حاليا والتى انعكست بالطبع على منطقتنا العربية، ولاقت تلك الزيارة حفاوة كبيرة على مستوى الشارع الكويتى ، وأيضا وسائل الإعلام الكويتية.
ننتقل إلى ملف الجالية المصرية بالكويت..كم عدد المصريين بالكويت، وهل هناك مخاوف حقيقية على أوضاع العمالة هناك وفق مايتردد أو هناك ترتيبات معينة لأوضاعهم؟
بداية نود أن نثمن الرعاية الطيبة التى تقدمها قيادة الكويت للجالية المصرية، ووجودها هنا يرجع إلى ما قبل تأسيس الدولة، واستمرت بعد استقلال الدولة منذ عام 1961 حتى الآن.
وتأتى الجالية المصرية فى المرتبة الثانية بعد الجالية الهندية من حيث العدد ويبلع تعدادها 671 ألف مصرى تقريبا، وعدد العاملين 476 ألف مصرى يعملون فى القطاعين الحكومي والخاص، وهم شركاء فى التنمية بالكويت ولهم دور مزدوج ، فهى أيضا شريك فى التنمية بمصر، وذلك من خلال مشاركته الفاعلة فى المبادرات التى تطرحها مصر، والمصريون المقيمون بالكويت سباقون فى التفاعل مع المبادرات القومية التى تطرحها مصر، وأيضا المشاركة فى الأعمال الخيرية، فحجم تحويلات المصريين بالكويت تتجاوز الـ2.5 مليار سنويا وهذا خير دليل على حرص المصريين هنا على المشاركة فى مسيرة التنمية بمصر.
..وكيف يشارك أبناء الجالية المصرية أشقاءهم الكويتيين احتفالات وفرحة أعيادهم الوطنية؟
إن مثل هذه المناسبات تمثل عاملا مهما لتجديد روح الترابط والأخوة بين المصريين والكويتيين على أرض الكويت، كما أنها تضيف مزيدا من العمق التاريخي الذي طالما وحد الشعبين، خاصة أن أبناء الجالية المصرية يحرصون على مشاركة أشقائهم الكويتيين الاحتفال بأعيادهم الوطنية وتبادل التهانى، ما يعد إثباتا ودليلا ملموسا على الجذور الراسخة للعلاقات بين الشعبين.
ونحن فى السفارة بالتعاون مع أبناء الجالية نقيم سلسلة من الفعاليات الاحتفالية طوال شهر فبراير احتفاء بتلك المناسبة الكريمة، تشمل فعاليات ثقافية وأدبية ورياضية .
ـ بالنسبة للمبادرات الاجتماعية التى تقوم بها الدولة المصرية مثل حياة كريمة، كيف ينظر لها فى إطار تنمية الدولة؟
وفيما يتعلق بتحقيق التنمية الاجتماعية، ومن أبرز مشروعاتها "حياة كريمة" التى أطلقها الرئيس السيسى لتنمية الريف بشكل خاص، فهذا المشروع أحد أهم مظاهر الاستثمار العام في التنمية المستدامة و تم تصنيف هذه المبادرة من قبل الأمم المتحدة ضمن أفضل الممارسات الدولية لأهداف التنمية المستدامة وتعد أكبر مبادرة تنموية في العالم، مستهدفة تحسين حياة نحو60% من المصريين، والتى تأتى ضمن محاور تنمية مصر ككل، بالترافق مع تطوير البنية التحتية، جنبًا إلى جنب مع التمكين الاقتصادي والاجتماعي، فهى جزءلا يتجزأ عن محاور التنمية بشكل عام ، فالمستثمر ينظر للدولة وبنائها ككل ، وهذا المشروع يلقى إشادات كبيرة هنا، فهو بالفعل مشروع القرن، حيث تستهدف أكثر من 4670 قرية موزعة في 20 محافظة إلى مجتمعات ريفية مستدامة، يستفيد منها 58 مليون مستفيد.