ـ كتاب سياسيون لـ"اليوم السابع": نستذكر "بيت الكويت" للطلبة الكويتيين فى مصر..
الكويت استعانت بخبراء دستوريين مصريين لصياغة الدستور
الخامس والعشرين من فبراير من كل عام، ليس يوما عاديا في تاريخ دولة الكويت، ففيه تتزين سماؤها، بالأعلام التى ترفرف عاليا والعروض الجوية العسكرية، معلنة الاحتفال بعيدها الوطنى، والذى ينطلق هذا العام تحت شعار "عز وفخر".
يمثل هذا العام العيد الوطنى الثانى والستين، وهو ذكرى استقلالها وجلوس الأمير عبد الله السالم الصباح كأمير لدولة الكويت، وهو التاريخ الذى يوافق أيضًا العيد الثانى والثلاثين لتحرير الدولة.
ومنذ استقلال الكويت وهي تسعى للوصول إلى التنمية والرخاء ، متبعة فى ذلك منهج العمل بجد بالداخل، وانتهاج سياسة معتدلة متوازنة بالخارج، ما جعلها تأخد فى الانفتاح والتواصل مع كافة الشعوب، فى وثيق من التعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية ودعم جهودها وتطلعاتها نحو أمن واستقرار العالم ورقي الشعوب كافة، هذا غلى جانب الدورالإنسانىالذى تضطلع به.
ذكرى اليوم الوطنى، يُعد عرسا كويتيا بامتياز فيه تنطلق الاحتفالات والعروض الفنية وثقافية والتراثية معلنة عن تاريخ دولة الكويت الثرى، بينما يتجه أكثر من ربع مليون مواطن ومقيم للسفر عبر مطار الكويت خلال عطلة الأعياد الوطنية، وتأتى القاهرة فى مقدمة وجهاتهم المفضلة بجانب جدة ودبى.
فرحة واحتفالات
تستمر الاحتفالات لأيام بالكويت، وتتضمن تقديم فرق كويتية وخليجية للفنون الشعبية عروضها الفلكلورية الأصيلة على مدار أيام الاحتفالات كما سيتم تقديم أنشطة في قرية يوم البحار التراثية وفي موسم الجزيرة الخضراء وفي مركز جابر الأحمد الثقافي ومشروع ونترلاند وغيرها.
إضافة إلى تنظيم العديد من الفعاليات الترفيهية والصوت والضوء عبر الشاشات المائية التي تزين أبراج الكويت، إضافة إلى العروض العسكرية ، وإقامة معرض للإطفاء وعروض الزوارق البحرية، علاوة على عروض الفرق الموسيقية التابعة لوزارة الداخلية والجيش الكويتي والحرس الوطني.
علم الكويت
وعن أهمية تلك الاحتفالات قال الكاتب الصحفى الكويتى بشار الصايغ مدير عام تحرير جريدة الجريدة، لـ"اليوم السابع"، إن الاحتفالات الوطنية الكويتية تمثل مناسبة ذات أهمية خاصة للمواطنين والمقيمين في الكويت، فهي تذكر الجميع بالاستقلال وكل الجهود التي بذلت لتكون الكويت دولة عربية إسلامية مستقلة لها كيانها وإرادتها الخاصة، والتكاتف الدولي لتحريرها من الغزو العراقي الغاشم، وإعادة الشرعية الحاكمة للدولة، ولكل مناسبة منهما دلالات ليست للكويتيين فقط، بل لكل شعوب العالم في دفع الظلم والعدوان من جهة، ومن جهة أخرى بناء الدول والتحرر من الاستعمار.
وفى هذه المناسبة أعرب عدد من السفراء عن تهانيهم للشعب الكويتى بهذه المناسبة، كماأعرب كتاب كويتيون عن فخرهم بالعلاقات التى تجمع مصر والكويت .
عُمان: دلالة مهمة
من جانبه، أعرب سفير سلطنة عمان بالقاهرة السفير عبد الله الرحبى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، عن تهانيه القلبية للكويت حكومة وشعبا بهذه المناسبة، التى تمثل دلالة مهمة ليس للشعب الكويتى فقط، بل للأمة العربية أيضا.
السفير الرحبى
أضاف الرحبى ، فى تصريحاته، أن "اليوم الوطني الكويتى نعتبره مناسبة لنا جميعا "، معربا عن أمنياته بدوام التوفيق والتقدم والازدهار والأمن والأمان للدولة الشقيقة، في ظل قيادتها الحكيمة .
استطرد السفير، قائلا:"نعتز بالعلاقات التي تربط سلطنة عمان والكويت الشقيقة، فهى علاقات تاريخية ممتدة على كافة المستويات، وتعمل قيادتا الدولتين على تنميتها وفتح آفاق جديدة لها" .
واستكمل السفير العمانى ، قائلا:"نستذكر الدور الذي تقوم به دولة الكويت في العمل الانساني حيث حرصت الكويت منذ استقلالها على تقديم المساعدات الإنسانية، حتى بات العمل الإنساني سمة من سماتها وتم منح أمير الكويت الراحل صباح الأحمد الصباح لقب قائد العمل الإنساني في سبتمبر 2014، كما لا ننسى دور الكويت فى دعم القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والتي تعد مركز الاهتمامات دولنا جميعا".
اليمن: فخر لنا
على صعيد متصل، أضاف سفير اليمن لدى القاهرة الدكتور محمد مارم، أن ما تشهده الكويت من نهضة شاملة في كافة المجالات، والعديد من المكاسب التى حققتها حتى تبوأ الأشقاء الكويتيون المكانة اللائقة بين دول وأمم العالم، جعلنا نشعر بالفخر والاعتزاز بما تحقق.
وأضاف مارم، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، لقد أنجزت الكويت الكثير على طريق النهضة الشاملة منذ فجر الاستقلال حتى اليوم على مدى أعوام متلاحقة ومضت على طريق النهضة والارتقاء.
السفير اليمنى
واستطاعت أن تقيم علاقات متينة مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة بفضل سياستها الرائدة ودورها المميز نحو تطوير التعاون المشترك كما كان لها دور جوهري في تعزيز مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودعم جهود المجتمع الدولي نحو إقرار السلم والأمن الدوليين والالتزام بالشرعية الدولية.
وشهدت الاحتفالات بالأعياد الوطنية مراحل عدة لكل منها خصوصيتها وجمالها ومرت بالعديد من التغييرات عبر التاريخ مجسدة ذكريات وأياما جميلة محفورة في الوجدان بدءا من ستينيات القرن الماضي حتى وقتنا الحالي.
وتستمر مسيرة العطاء لأمير الكويت الذي يعمل لجعل الكويت منارة اقتصادية بارزة ومنبعا للديمقراطية مع إقرار خطط التنمية لبناء مشاريع حيوية تنهض بالكويت وتحولها الى مركز مالي وتجاري عالمي جاذب للاستثمار مع تنويع مصادر الدخل لصنع مستقبل مشرق.
وأولت القيادة الكويتية اهتماما كبيرا بالوحدة الوطنية وحرصا على تكاتف وتعاون أهل الكويت والسعي نحو العمل الجاد لبناء كويت الغد تحت ظل المحبة والتسامح.
وثمن مارم العلاقات اليمنية الكويتية، وما بين الشعبين اليمني والكويتي من روابط عميقه جرى تأسيسها على مدى التاريخ ، فنجد أن الكويت حكومة وشعبا عمدت على ترسيخ الدعم اللامسبوق للشعب اليمني والمتمثل في المشاريع التعليمية والاقتصادية المتعددة والمنتشرة على طول اليمن وعرضها، فتعد الكويت من أبرز الدول التي قدمت إسهامات على صعيد البنية التحتية في اليمن، وبكل محافظة نجد أن الكويت قامت بإنشاء المراكز التعليمية والمهنية التي أنشئت في معظم المحافظات بتمويل كويتي بالإضافة إلى مباني الكليات المختلفة في الجامعات كجامعة صنعاء مثلا وكذا العديد من المستشفيات والمدارس .
كتاب كويتيون فى حب مصر
على الجانب الآخر، أبدى عدد من الكتاب الكويتيون، ما يكنون لمصر وشعبها من مشاعر حب وتقدير، ومكانة مميزة جعلتهم فى القلب .
فى هذا السياق، قال الكاتب الصحفى الكويتى بشار الصايغ مدير عام تحرير جريدة "الجريدة"، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن العلاقات المصرية الكويتية لها طابع مميز، فهي علاقات جذورها ممتدة في التاريخ العربي، وتعتبر نموذج مثالي لصور العلاقات بين الدول لا سيما العربية منها،
أضاف الصايغ، فى تصريحاته، إن ما يفوق العلاقة الرسمية رسوخا، هي العلاقات الشعبية بين مواطني الدولتين الشقيقتين، فللمصريين مكانة بالقلب، ونحن نفخر بهذه الأواصر التي تجمعنا، ولا يمكن أن ننسى الدور المصري الرائد في عملية تحرير الكويت.
الصايغ
وفي هذه المناسبة، فإن مشاركة دول العالم بشكل عام والعربية بشكل خاص أفراح الكويت الوطنية تمثل نموذج لدور الكويت الإنساني في خدمة الدول الصديقة والشقيقة، والوقوف مع الشعوب كما حصل مؤخرا إثر الكارثة الطبيعية التي تعرضت لها مناطق في تركيا وسوريا وخلفت أضرار مادية وإنسانية جسيمة، وهذا النهج الذي قامت عليه الكويت منذ نشأتها سواء كحكام وشعب محبين للسلام.
أضاف الكاتب السياسى الكويتى أحمد الصراف، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن العلاقات مع مصر لها خصوصية، فقد شاركنا فى حرب 1967، وكان لمصر دور تاريخى فى دعم منظومة التعليم فى الكويت ، وكنا نعتمد على المدرسين المصريين والفلسطينيين، ومصر كانت مصدر الثقافة والمعلومات، كانت تصلنا الصحف من مصر فى الأربعينيات والخمسينيات، وأصبح المصريين بالكويت 700 ألف يعملون فى كافة القطاعات التى تخدم الدولة وتساهم فى تطويرها، بما يوازى 40% من الشعب الكويتى .
إنه لأسباب كثيرة يصعب حصرها، كانت الكويت، الأمتداد الثقافي لمصر لعقود عدة، لا العراق ولا دول الخليج الأخرى، ولا بلاد الشام كانت تمثل ذلك الامتداد.
وقد بدأ تجذر وتنوع العلاقة بصورة قوية مع سنوات الاستقلال الأولى، أي في بداية الستينيات، وانتقال نخبة من الفلاسفة والأساتذة والمفكرين وكبار الصحفيين للعمل في الكويت وإدارة جامعتها وترؤس تحرير مجلتها العالمية الأولى "العربي" العربي والتدريس في معاهدها العلمية، فكان هناك عبدالعزيز كامل وأحمد زكي وأحمد بهاء الدين وزكريا نجيب محمود، وفؤاد زكريا، الذين اضافوا الكثير للثقافة والفلسفة والأدب في الكويت ، كما كانت أعمدة عدد من كبار الصحفيين المصريين تنشر في الصحف الكويتية بالتزامن مع المصرية.
الصراف
أضاف الصراف ، فى تصريحاته لـ"اليوم السابع"، إن العلاقات المصرية الخليجية في غاية الأهمية، لوجود مصلحة قوية للطرفين في بقاء العلاقة، فليس هناك صداقات ولا حتى علاقات أسرية دائمة، بل هناك مصالح دائمة، وطالما بقيت استمرت العلاقات قوية جدا.
وعن أهمية العيد الوطنى بالنسبة للكويتيين، أضاف الصراف، أن تصادف تاريخ تحرير الكويت فى فبراير عام 1990 معتاريخ العيد الوطنى يعطى هذه المناسبة أهمية بالغة لدى الكويتيين، فهو عيد الاستقلال والتحرير.
التعاون الإعلامى وخاصة فى قطاع الصحافة، كان هناك تاريخ كبير بين مصر والكويت فى هذا المجال ، وحاليا يمكن تنميته بقوة من خلال تبادل الزيارات بين المؤسسات الصحفية بالبلدين وتبادل نشر المقالات لكبار الكتاب بالصحف بكلا البلدين .
المناع
وعن جذور العلاقات بين مصر والكويت قال الكاتب السياسى الكويتى، عايد المناع، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن تاريخ العلاقات بين البلدين يعود إلى ماقبل الاستقلال ، فكان هناك ما يسمى "بيت الكويت" للطلبة الكويتيين فى مصر ، ويشرف عليه مفكرين مثل الراحل عبد العزيز حسين، أيضا تبادل التجارى والعلاقات الاخوية كانت ممتدة ، والاستعانة بالكوادر المصرية فى كافة القطاعات بالكويت قد بدأت منذ خمسينيات القرن الماضى بعد الاستقلال فى 1961، استعان الشيخ عبدالله سالم، أمير الكويت فى ذلك الوقت، بخبراء دستوريين مصريين لصياغة دستور الكويت والذى يشبه إلى حد ما دستور 1923 المصرى، وتم إصداره فى 11 نوفمبر من عام 1962، وأيضا حينما تعرضت الكويت لأزمة بعد الاستقلال حيث ادعى عبد الكريم قاسم رئيس وزراء العراق وقتذاك تبعية الكويت لدولته، وهو ما رفضته الكويت ، وقتها موقف مصر ممثلا فى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان رافضا لهذا التهديد، وجماهيرية عبد الناصر بين الدول العربية ساعدت على إحباط مخطط قاسم.
كما أن مصر بالتعاون مع السعودية استطاعت انتزاع قرار من جامعة الدول العربية بحقها فى الاستعانة بقوة أجنبية لمواجهة أى اعتداء يقع على أراضيها.
وأثناء فترة الاحتلال وجدت الجالية الكويتية فى مصر الرعاية والتضامن من الدولة والشعب الكويتى ، لذا العلاقات بي مصر والكويت غير قابلة لأى إضعاف ، ونعتز بعبارة الرئيس السيسى عن دفاع مصر عن أمن الخليج والامن القومى العربى :" مسافة السكة" .