تنفرد قرية القراموص بمحافظة الشرقية بصناعة ورق البردى، مما وضعها على خريطة وزارة الآثار لإعداد ملف الصون العاجل لإدراجها ضمن قائمة التراث اللامادى بمنظمة اليونسكو، وهى إحدى قرى الوحدة المحلية بالرحمانية بمركز أبو كبير، ويبلغ عدد سكانها 30 ألف نسمة، ومساحتها الكلية 1745 فدانا، وقام "اليوم السابع" بزيارة القرية والتقى بعدد من أبنائها لمعرفة كل ما يخص صناعة البردى.
ويقول "سعيد طرخان" أحد أبناء قرية القراموص وأحد المصنعين للبردى، إن قريته تخصصت فى زراعة ورق البردى منذ أكثر من 54 عامًا، وكانت البداية على يد الدكتور أنس مصطفى، أستاذ الفنون الجميلة، الذى كان له الفضل فى جلب شتلات من نبات البردى وقام بزراعتها أمام منزله، وعند الحصاد فوجئ أن أهالى قريته اشتروها، وقرروا بعدها تقليده، وفى سبعينات القرن الماضى كانت المساحة الزراعية تبلغ 500 فدان، جميعها مزروعة بردى، متابعا أن البردى نبات صيفى يزرع فى بداية فصل الصيف ويستمر فى الأرض لمدة 5 سنوات وبعد السنة الأولى من الزراعة يتم الحصاد ويتم تقطيعه مقاسات طول وعرض بعد جمعه من الحقل، ويتم دخوله المكابس للتلاصق حتى يصبح منتج خام يستخدم فى الطباعة والرسم والتلوين.
ويقول الدكتور" ممدوح غراب" محافظ الشرقية، أن المحافظة تسابق الزمن للحفاظ على صناعة البردى من الاندثار، حيث تم الاتفاق مع منظمة اليونسكو على ادارج صناعة البردى ضمن قائمة التراث اللامادى لتوضيح القيمة العالمية للتراث المصرى بين دول العالم وتم تشكيل لجنة قومية لإعداد ملف الصون العاجل لصناعة البردى، كما تم إعداد خطة لتنمية صناعة البردى بالتنسيق مع فريق عمل من دولة ايطاليا ووزارتى الآثار والسياحة للحفاظ على تلك الصناعة التى تمثل قيمة فنية وأثرية وترويجها سياحيا فى المعارض الدولية، كما تم التنسيق مع وزارة الآثار على عرض منتجات ورق البردى بجميع المواقع الأثرية وإنشاء معامل وورش تدريب لترميم البرديات وتحسين جودة المنتج.
ومن جانبها أوضحت الدكتورة رشا حسن رأفت، مدير إدارة السياحة، ومدير إدارة الهيئة الاقليمية لتنشيط السياحة بالشرقية، أننا شاركنا بمنتجات الحرف فى العديد من المعارضات التى تقيمها المحافظة، وتابعت أن مبادرة وزارة التنمية المحلية، الإهتمام بالحرف اليدوية، وتدشين اول منصة إلكترونية للحرف اليدوية وخاصة المنتجات الفريدة فى محافظات مصر، وكانت اول حرفة شاركنا بها فى المبادرة البردى، ومحور تنمية الحرف لكى تستمر وتم الاتفاق مع قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للاثار، للحفاظ على الحرفة.
ويقول " الوجيه عمران" مفتش أثار مدير الوعى الأثرى بالشرقية، لـ"اليوم السابع" إن قرية القراموص، تعد القرية الوحيدة على مستوى العالم التى لا يزال أهلها يمتهنون صناعة أوراق البردى بكافة مراحلها بدءا من الزراعة وحتى الحصاد، ثم ياتى بعد ذلك مرحلة دخول الورش وقص سيقان وأعواد البردى بمقاسات معينة بعد سلقها ثم تجفيفها من المياه إلى أن تصبح ورقة بردى بشكلها المعروف، لافتا أن هذه المهنة التراثية تعتبر من أهم العلامات المميزة لمحافظة الشرقية، التى احتوت على أكثر من مائة تل أثرى وضمت 4 عواصم لمصر القديمة، متابعا، كان البردى من أهم أدوات الكتابة التى استخدمها المصرى القديم فى كتابة الخطين الهيراطيقى والديموطيقى، إذ ظل الخط الهيروغليفى ينحت بالأزميل على الأحجار فهو الخط الرسمى للدولة لذلك دعت الحاجة لاستخدام اسطح أسهل لكتابة المعاملات اليومية كورق البردى وكسرات الفخار" الأوستراكا".
احد اهالى القرية يعمل فى تصنيع البردى
البردى
البردية فى المنتج النهائي
البردية فى مرحلة المنتج النهائي
العم سعيد طرخان يسرد تاريخ قريته مع حرفة البردى
المهندس حسام ابراهيم ورث الرسم على البردى من والده
المهندس حصام ابراهيم، مهندس مدنى يبدع فى الرسم على ورق البردى
النبات فى الغيطان
تاريخ الاجداد يسجله ابناء قرية القراموص على البردية
تقطيع البردى الى شرائح
جانب من تقطيع البردى
سعيد طرخان، احد مصنعى ورق البردى بقرية القرماوص
سهام تحترف حرفة البردى
سهام تعمل فى حرفة البردى من 20 عاما
سيدات القرية تعمل فى الحرفة
عيدان البردى بعد التقليع
عيدان البردى تزين قرية القراموص
عيدان البردى
مراحل تقطيع البردى
مراحل تقطيع العيدان
نبات البردى فى الحقل
نساء قرية القراموص