كشفت وزارة الصحة والسكان عن الانتهاء من الاستعدادات النهائية لإطلاق مبادرة رئيس الجمهورية لفحص المقبلين على الزواج والتى تتضمن إصدار شهادة صحية مؤمنة تبين خلو الطرفين أو عدم خلوهما من الأمراض.
وقالت وزارة الصحة والسكان إن الشهادة الصحية شرطًا أساسيًا لإتمام الزواج، مع تأمينها ودعمها بـ«QRcode» لمنع تزويرها أو التلاعب فيها وفقًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بضرورة إجراء فحص شامل للمقبلين على الزواج لضمان جيل سليم خالٍ من الأمراض.
وأكد الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان لليوم السابع أن المبادرة الخاصة بفحص المقبلين على الزواج تأتى ضمن مبادرة رئيس الجمهورية لدعم وتطوير وحد لرعاية الأولية حيث تم استحداث خدمات فحص ما قبل الزواج، لتشمل حزمة من الفحوصات الطبية إلى جانب المشورة التثقيفية للمقبلين على الزواج، بهدف تنمية الأسرة المصرية والاهتمام بصحة المرأة والارتقاء بجودة حياة المواطن وإعداد جيل صحى خال من الأمراض مع رفع الوعى المجتمعى.
وأشار الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان أن المبادرة هدفها فى المقام الأول الاطمئنان على صحة المقبلين على الزواج، ورسم خريطة صحية للأمراض المعدية، وتقليل العبء المالى والاجتماعى عن عاتق الأسر المصرية نتيجة الاكتشاف المبكر وعلاج الأمراض المعدية وغير السارية.
وتابع : المبادرة تقدم خدمات العلاج إلى جانب الكشف الطبى المبكر من خلال برامج علاجية ذات استدامة، والتى ستسهم فى رسم الاحتياجات الصحية للمنظومة الصحية ومنظومة التأمين الصحى الشامل، والتأكد من خلو مصر من الأمراض المعدية والوراثية المنتقلة عن طريق الزواج، مع خفض الوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية، وستقضى المبادرة بشكل نهائى على التلاعب فى الشهادات الصحية اللازمة لإتمام عقد الزواج.
وقال المبادرة ستقدم حزمة من الفحوصات الطبية عن طريق فرق مدربة فى منشآت الرعاية الأولية لفحص المقبلين على الزواج، وتشمل الكشف المبكر عن الأمراض المعدية والأمراض غير السارية والوراثية وسيتم إجراء الفحص الإكلينيكى للمقبلين على الزواج لتقييم الحالة الصحية بشكل عام، من خلال الفحص الظاهرى والسونار لتبين مدى وجود إعاقة من عدمه، ثم سيتم إجراء الكشف المبكر عن الأمراض المعدية والتى تشمل أمراض الالتهاب الكبدى الوبائى «بى» والالتهاب الكبدى «سى» وفيروس نقص المناعة البشرى «الإيدز»، بالإضافة إلى الأمراض غير السارية التى تشمل مرض السكر وارتفاع ضغط الدم والسمنة، بالإضافة إلى إجراء تحاليل فصيلة الدم ونسبة الهيموجلوبين لاكتشاف الأنيميا ومُعامل RH، الذى قد يكون سببًا فى الإجهاض.
وأضاف : أدرجت المبادرة الفحص المبكر ضد مرضين وراثيين هما أنيميا البحر المتوسط، وفقر الدم المنجلى، مع تقديم مشورة وراثية للحالات التى قد يتبين إصابة أطفالهم بأمراض وراثية، وذلك فى المراكز المخصصة للمشورة الوراثية.
وأشار الدكتور حسام عبد الغفار : تقدم المبادرة مشورة للحالات المكتشفة إصابتها بأى من الأمراض الوراثية للتوعية بخطورة زواج الأقارب ورفع الوعى بالأمراض الوراثية للحد من الإعاقات والمضاعفات الخطيرة التى قد تحدث مستقبلًا نتيجة إصابة الأطفال بأى مرض وراثى وقال : بشكل عام، فإن المبادرة لها هدف توعوى، قائم على زيادة الوعى المجتمعى بأهمية تنظيم الأسرة، والتأكيد على أهمية تأجيل موعد الحمل الأول، والمباعدة بين الولادات للحد من الزيادة السكانية.
وعن آلية فحص الصحة النفسية قال : سيخضع الطرفان لاختبار وتقييم نفسى وهو عبارة عن استبيان يتضمن مجموعة من الأسئلة والأجوبة وستكون نتيجة ذلك الاستبيان أو الاختبار مؤشرًا لحاجة أى من الطرفين لدعم نفسى قبل الزواج، وبناءً على نتيجة الاختبار يتم توجيه الشخص للتواصل مع الخط الساخن لأمانة الصحة النفسية أو المنصة الوطنية الإلكترونية الأولى بمصر لخدمات الصحة النفسية وعلاج الإدمان، لتقديم خدمات الدعم النفسى.
وقال: الاستبيان لا يحدد إذا ما كان الشخص سويًا أو غير سوى نفسيًا، فوظيفته هى تقييم الشخص نفسيًا بصورة مبدئية، ويبين فى الأغلب المعاناة من الضغط النفسى والاكتئاب، لأن المرض النفسى لا يمكن تحديده وفقًا لاستبيان وإنما له متخصصون ومستشفيات ومراكز محددة قادرة على تحديد إذا ما كان الشخص سويًا نفسيًا أم لا.
وتابع : دور المبادرة يقف عند إجراء الفحوصات الطبية وتحويل الحالات المصابة إلى مراكز الفحص لاستكمال الفحوصات الطبية والحصول على العلاج اللازم.
وأوضح أن نتائج الاختبارات ستكون سرية ولذا فإن دورنا يقتصر على إجراء الفحص وإعلام الشخص المنوط بنتيج التحاليل وتسليم شهادة الفحص لكل من الطرفين على حدة، لبيان خلوه أو عدم خلوه من الأمراض، وذلك وفقًا لما يقره القانون، ويمكن لكلا الطرفين أن يعرفا نتائج بعضهما فى مرحلة لاحقة أو عند إتمام عقد الزواج عند المأذون.
وتستهدف المبادرة فحص 900 ألف حالة زواج سنويًا، بمعدل مليون و800 ألف فرد سنويًا، ولدينا 303 مراكز على مستوى الجمهورية تم توزيعها بشكل جيد على كل المحافظات فى مناطق الريف والمدن، وتم اختيار أماكنها وفقًا لمعدلات تردد المواطنين، ولدينا خطة للتوسع فى عدد المراكز المخصصة لفحوصات ما قبل الزواج، وفقًا لمعدلات التردد على وحدات الرعاية الأولية بالمحافظات.
وتابع : يستغرق الفحص الطبى فى المتوسط 70 دقيقة، بداية من تسجيل البيانات الشخصية وحتى الانتهاء من كل الفحوصات وتقديم المشورة التوعوية والفحوصات الطبية التى تم استحداثها تستلزم أولًا وجود الشخص نفسه لسحب العينات الطبية والوراثية الخاصة بفحص مرض أنيميا البحر المتوسط وفقر الدم المنجلى؛ لتحليلها فى المعامل المركزية، وبالتالى لا يمكن سحب تلك العينات من أى شخص آخر بخلاف المستهدف من الفحص.
أما بالنسبة للشهادة المميكنة فإنها مؤمنة بالكامل ومدعومة بـ QR code، وستشمل كل بيانات نتائج الفحوصات الطبية، وسيدون عليها الرقم القومى للطرف الآخر، كما أنه تم ربطها إلكترونيًا بمجمع الوثائق المؤمنة، الأمر الذى سيقضى على التلاعب الذى كان يحدث سابقًا فى الشهادات الصحية.
- وقال : جميع مراحل المبادرة يتم عن طريق منظومة إلكترونية، تتضمن الفحوصات الطبية للراغبين فى إجراء فحص ما قبل الزواج والنتائج النهائية للفحوصات الطبية، كما تتيح المنظومة تحويل الأشخاص إلى المستشفيات والمراكز المتخصصة لاستكمال الفحوصات الطبية المتقدمة والحصول على العلاج اللازم، وإصدار الشهادات الإلكترونية المؤمنة والمدعومة بـ QR code، والتى من شأنها القضاء على التلاعب وتزوير الشهادة الصحية الحديثة.