تسبب منطاد صيني في ازمة دبلوماسية بين واشنطن وبكين، حيث أعلنت البنتاجون انها تتعقب منطاد تجسس يطير فوق ولاية مونتانا.
وفقا لصحيفة ذا هيل، ذكر المسئولون في البنتاجون أن الطائرات المقاتلة كانت مستعدة لإسقاطه، لكن قادة الجيش نصحوا الرئيس بايدن بعدم إسقاطه من السماء خوفا من أن يتسبب الحطام فى تهديد للسلامة، وهى النصيحة التى قبلها بايدن.
ولم يتضح ما الذى كانت الصين تبحث عنه فوق مونتانا، إلا أن الولاية مقر للجناح الصواريخ رقم 341 فى قاعدة مالمسترون الجوية، وهى واحدة من ثلاث قواعد جوية أمريكية تقوم بتشغيل وصيانة الصواريخ الباليسيتة العابرة للقارات.
وقال الجنرال باتريك رايدر، المتحدث الصحفى للبنتاجون، أنه بمجرد اكتشاف المنطاد، تحركت الحكومة الأمريكية على الفور للحماية من جمع المعلومات الحساسة، ودعا وزير الدفاع لويد أوستن إلى اجتماع لكبار المسئولين العسكريين والدفاعيين لمناقشة الوضع.
الحادث كان بمثابة فرصة للجمهوريين الذين استعادوا السيطرة على مجلس النواب في الكونجرس، لشن هجوم على الإدارة الديمقراطية متهمين الرئيس جو بايدن يالفشل في حماية الامن القومي للبلاد، ودعا كيفن مكارثي رئيس النواب إلى إحاطة لما يعرف بـ"الثمانية" وهم أهم أعضاء الكونجرس الذين يتلقون إفادات مخابراتية من الفرع التنفيذي ، معربًا عن قلقه بشأن خرق المجال الجوي الأمريكي.
وغرد علي تويتر: "إن تجاهل الصين للسيادة الأمريكية هو إجراء وقح لزعزعة للاستقرار يجب معالجته ، ولا يمكن للرئيس بايدن أن يكون صامتًا"، ودعا الرئيس السابق ترامب إلى "إسقاط المنطاد " واطلاق النار عليه على منصة وسائل التواصل الاجتماعي تروث سوشيال مردداً اراء من العديد من المشرعين الجمهوريين على تويتر.
وهو ما وافقت النائبه مارجوري تايلور جرين قائلة: "يجب على بايدن إسقاط منطاد التجسس الصيني على الفور لم يكن الرئيس ترامب يتسامح مع هذا. لم يتسامح الرئيس ترامب على العديد من الأشياء التي تحدث لأمريكا. "
من جانبها حثت الصين الهدوء في بيان ، قالت وزارة الخارجية الصينية إنها تدرس المنطاد وأسباب انحرافه عن مساره، وأعربت بكين عن أسفها لأنه دخل المجال الجوي الأمريكي ، قائلة إن الحكومة "ليس لديها نية لانتهاك الأراضي والمجال الجوي لأي بلد سيادي"
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في بيان إن البالون هو منطاد مدني يستخدم في المقام الأول لأبحاث الأرصاد الجوية، وقال "الجانب الصيني يأسف للدخول غير المقصود إلى المجال الجوي الأمريكي بسبب امر قهري."
وردا على ما حدث قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن قد أجل رحلة إلى بكين بعد الازمة، مشيرا الى ان الامر انتهاك خطير يتطلب استجابة قوية.
وقال المسؤول "لقد لاحظنا بيان [جمهورية الصين الشعبية] من الندم ، لكن وجود هذا البالون في المجال الجوي الخاص بنا هو انتهاك واضح لسيادتنا وكذلك القانون الدولي ، ومن غير المقبول حدوث ذلك وبعد المشاورات مع شركائنا بين الوكالات ، وكذلك مع الكونجرس ، خلصنا إلى أن الظروف ليست صحيحة في هذه اللحظة للوزير بلينكن للسفر إلى الصين."
واضاف إن رسالة المسؤولين الأمريكيين إلى المسؤولين الصينيين هي أن منطاد المراقبة كان "حادثًا غير مقبول وغير مسؤول".
كان من المقرر أن يغادر انتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي مساء يوم الجمعة في رحلة تم التخطيط لها منذ أن تم الإعلان لأول مرة بعد أن التقى الرئيس بايدن والرئيس الصيني شي جين بينج في بالي ، إندونيسيا ، في نوفمبر في مجموعة 20 قمة.
استحدمت مناطيد التجسس على مدار قرون، وهو قطعة من جهاز تجسس، مثل كاميرا، تكون معلقة تحت منطاد يحلق فوق منطقة معينة، تحمله الرياح. وربما تشمل المعدات المرفقة بالمنطاد جهاز رادار ويعمل بالطاقة الشمسية وعادة ما تحلق على ارتفاع ما بين 24 ألف إلى 37 ألف متر.
ظهرت المناطيد لأول مرة فى ستينيات القرن التاسع عشر، خلال الحرب الأهلية الأمريكية عندما قام أنصار الاتحاد باستخدام المناطيد لمحاولة جمع معلومات عن النشاط الكونفيدرالى. وأرسلوا إشارات عبر شفرة مورس أو على ورقة مربطة بحجر
وأحيت الولايات المتحدة الفكرة فى السنوات الأخيرة، إلا أنها كانت تنوى لاستخدام المناطيد على الأراضى الأمريكية فقط.