شهد مهرجان الأقصر لقاء لمنصة المنتجين، ضمن فعاليات المهرجان في دورته الـ12 شارك فيه المنتجون محمد حفظي، وشريف مندور، وصفي الدين محمود، بحضور عزة الحسيني مدير المهرجان، والعديد من ضيوف المهرجان، وأدار اللقاء الناقد أحمد شوقي، وناقش المنتجون آليات الانتاج في المنطقة في ظل الظروف التي يمر بها العالم اليوم.
ووصف أحمد شوقي المنتجين الثلاثة في بداية الندوة بأنهم من أهم المنتجين في الساحة السينمائية حاليا، لما لهم من دور بارز في إنتاجات سينمائية مميزة.
ومن أبرز محاور الندوة تحديد أو وضع تعريف لدور المنتج في العمل السينمائي، أشار شريف مندور إلى أن الأفلام وضعت تصورا خطأ للمنتج للأسف، فهو لا يصرف على الفيلم فقط، بل هو شريك أساسي في عملية الصنع مع المخرج، فهو يقرأ السيناريوهات ويختار الأفضل من وجهة نظره، ولديه هم خاص بمشروعه الفني.
وقال مندور: لكن هناك منتجين آخرين في السوق أقرب إلى الممولين وليس صانع فيلم حقيقيا، وهم من أظهروا وظيفة المنتج الفني.
واتفق معه محمد حفظي في أن المنتج ليس فقط من يصرف على الفيلم، وإن كان هذا دور مهم له، مشيرا إلى أنه يحب بصفة خاصة العمل وفق الإنتاج المشترك، وكل عنصر أو شخص لديه موهبة او شاطر في منطقة ما يبدع بها في إطار تكاملي.
وقال محمد حفظي إنه بدأ مشواره الفني كاتبا للسيناريو، ثم تحمس لدخول مجال الإنتاج، وأن دور المنتج نرى أهميته مثلا في أن الأفلام تُعرف بمنتجيها، وأنهم من يصعدون إلى منصات توزيع الجوائز بالمهرجانات العالمية الكبرى لاستلام الجوائز.
وأضاف محمد حفظي: للأسف في مصر أصبح الممثل يتدخل في اختيار عناصر العمل من زملاء وفنيين حتى التوزيع، وللأسف تنازل المنتج عن هذه الصلاحيات والمسؤوليات.
وقال صفي الدين محمود، إن دور المنتج معقد وله علاقة بخبرة المنتج الخاصة قبل خوض هذه التجربة، وعن نفسه يرى أن المنتج مهمته تكوين فريق العمل المتناغم وتوفير جو عام منضبط داخل الفيلم.
وأيضا له دور ثان يتمثل في تحديد الجمهور الذي يخاطبه الفيلم ومن ثم يصرف عليه بالشكل المناسب.
وأشار شريف مندور إلى أن السينما تواجه أزمة تتعلق بزيادة تكلفة الأفلام بشكل كبير للغاية، وذلك من أسبابه أن كل فنان لديه أكثر من 4 أو 5 مساعدين، وذلك يستهلك الميزانية، وأيضا بسبب دخل الممول الأجنبي لسوق الإنتاج المصري مما جعل الميزانية تزيد.
وقال حفظي إن قديما كان الوضع يسمح بعمل فيلم بفريق عمل قليل لكن الآن الأمر تغير، مشيرا أيضا إلى أن إيرادات شباك التذاكر المصري لم تزد مثلما زادت ميزانية الأفلام، وهذا يوضحه عدد التذاكر المباعة وليس رقم الإيرادات لأن سعر التذكرة ارتفع.
َوأشار صفي الدين إلى أن الأزمة أيضا تتعلق بغياب أجندة المبدع الخاصة، بل ينفذ ما هو مطلوب منه، واختفى المبدع ذو الفكر والمشروع الخاص، فليس هناك أحد مثل رأفت الميهي ومشروعه السينمائي الخاص، كما أن المنتج لا يجد رفاهية في اختيار الجهة او الشركة الموزعة.
وحول الشروط التي يضعها كل من المنتجين الثلاثة عند العمل مع مخرج لأول مرة قال شريف مندور، إنه يشترط عند عمله مع مخرج جديد أن يكون لديه مشروع فني حقيقي، وأن يكون هناك هامش ربح محتمل أو على الأقل ألا يخسر.
فيما قال حفظي إنه يجب أن يكون المخرج لديه سيناريو يشعر من خلاله بأن المخرج لديه رؤية، وأنه شخص عملي، وهو لا يغامر مع مخرج لم يسبق له أن عمل فيلما قصيرا وجيدا أيضا، فهذا الأمر مستحيل بالنسبة له، موضحا أيضا أنه يجب أن تكون لديه القدرة على أن يكون مرنا ويطور من مشروعه.
أما صفي الدين فقال إنه لا يشترط أمورا محددة وسبق له العمل مع مخرجين في أول مرة وهما أحمد فوزي صالح، وتامر عشري.
ونادى المنتجون خلال الندوة بضرورة وجود قناة مصرية تليفزيونية تشتري الإنتاج السينمائي وتعرضه على شاشتها، إذ قال شريف مندور إن وجود قناة مصرية تشتري وتعرض على شاشتها أفلاما مصرية جديدة أمر مهم وضروري ويفيد الجانبين، إذ تجد القنوات محتوى جديدا لملء خريطة برامجها، وأيضا تكون من ناحيتها داعمة لصناعة السينما، وجيل من المبدعين يريدون فرصة لعرض أعمالهم.