كانت جزيرة الزمالك أمس حديث الجميع بعدما انتشر خبر مفاده أن أحد المزادات الكبرى نشر على موقعه فيلا للبيع وقال في الإعلان "كانت هذه الفيلا التاريخية الواقعة في الزمالك في السابق منزل محمد عبد الوهاب، أحد أشهر الملحنين والمغنين والممثلين المصريين في القرن العشرين" وهو ما تبين عدم صدقه، لكن هذا الموضوع لفت الأنظار إلى جزيرة الزمالك وقيمتها التراثية.
الزمالك واحدة من أشهر المناطق في القاهرة بل وفى مصر كلها، لها تاريخ معروف، ومنذ وقت بعيد اختارها كثير من الفنانين للعيش فيها، وشملت عددا كبيرا من المباني التراثية والأثرية.
تراث
ومن باب الاهتمام بهذه الجزيرة المهمة سبق للجهاز القومى التنسيق الحضارى برئاسة المهندس محمد أبو سعدة بإصدار كتاب (جزيرة الزمالك... القيمة والتراث)، وهذا الكتاب كان أول إصدار في سلسلة" ذاكرة المدينة" التى يوليها الجهاز اهتمامًا خاصا للتعريف بالمناطق ذات القيمة التراثية بالمدن المصرية، وتضم سلسلة كتب تلقى الضوء على المناطق التى تحمل قيمة تاريخية وتراثية وتضع حدود واسس الحفاظ عليها ، كما تروى قصصا متعددة جمعت بين المبانى وسكانها والمجتمع المحيط ، وتستعرض جهود وزارة الثقافة فى الحفاظ على هوية مختلف المناطق المصرية العريقة باعتبارها تمثل جزء هام من التراث الحضارى المصرى.
وأوضح رئيس الجهاز أن المناطق التراثية هى درة التاج فى الأحياء والمدن، حيث إنها الشاهد على تراكم الحضارات والثقافات.
وجزيرة الزمالك إحدى المناطق التراثية التى تكتنز بالعمران والعمائر ذات الطراز المعمارى المتميز والنادر التى شيدها مصريون وأجانب.
وهذا الكتاب الذى أتاح الجهاز القومى للتنسيق الحضارى نسخة منه للتحميل المجاني يحمل تشريحا دقيقا لحى الزمالك بدءا من نشأته عام ١٨٦٣، فهذا الكتاب يأخذك فى رحلة زمنية داخل أروقة قصور وفيلات وعمائر الزمالك وكذلك الحقب الزمنية المتوالية وعالم الفن و السياسة والشخصيات التى قطنت هذا الحى، كما يضم الكتاب مجموعة نادرة من الصور والخرائط التى توضح التدرج العمرانى للحى، وأيضا مجموعة من الصور توضح تفاصيل العمران المختلفة بهذا الحى وكيفية تشكيله وتكوينه والعمائر المتميزة معماريا لأشهر المعماريين الأجانب والمصريين وهو ما جعل هذا الحى قبلة للطبقة الأرستقراطية بالمجتمع من المصريين والأجانب المقيمين بمصر.
وشهد حى الزمالك تنوعا عمرانيا عكس التنوع الثقافى والحضارى والاجتماعى الذى شهده هذا الحى المتميز ثقافيا وعمرانيا، وهو ما جعل التنسيق الحضارى يبدأ به.
ومن أشهر الذين سكنوا في جزيرة الزمالك كل من الموسيقار محمد عبد الوهاب وكوكب الشرق والفنان إسماعيل ياسين، والفنانة هند رستم، وغيرها الكثير.
وللعلم قام بإعداد المادة العلمية لهذا الكتاب مجموعة من المتخصصين برئاسة الدكتور محمد حسام الدين إسماعيل عبدالفتاح، أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآداب جامعة عين شمس، وعضوية كل من الدكتور إسلام عاصم عبدالكريم بيومى، أستاذ مساعد التاريخ الحديث والمعاصر والدكتور إسلام محمد أحمد عبدالقدوس، مدرس الهندسة المعمارية والتصميم العمرانى، والدكتورة كريمة حسين أحمد نصر، مدرس مساعد بكلية الآداب جامعة عين شمس، وإسراء حميدو أبو زيد باحثة الماجستير بكلية الآداب جامعة عين شمس.
ومن جانبه قال المهندس محمد أبو سعدة، إن المناطق التراثية هى درة التاج فى الأحياء والمدن المصرية ودليل على أن المصريين تمكنوا من التعامل مع كافة الثقافات والمدارس المعمارية التى مرت عليهم ونجحوا فى تمصيرها لتظل صروحا نعتز ونفتخر بوجودها ، وأضاف أن الجهاز القومى للتنسيق الحضارى يسعى جاهداً للحفاظ على الهوية المعمارية التى تميز الوطن من خلال عدة خطوات تتمثل فى وضع معايير البناء الحديث فى المناطق التراثية وتحديد الكثافات البنائية والالوان الخارجية وغيرها من الإجراءات التى تضمن حماية طابع هذه المناطق .
