ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال المدمر الذى ضرب تركيا و سوريا فجر الإثنين الماضى بقوة 7.8 درجة، إلى أكثر من 8300 قتيل بحسب بيانات رسمية، فيما لا يزال عمال الإنقاذ يواصلون بذل الجهود للبحث عن ناجين محاصرين تحت الأنقاض.
وذكر تلفزيون "تي أر تي" التركي الأربعاء، أن عدد الضحايا فى تركيا بلغ 5 آلاف و894 شخصا، بينما ارتفع في سوريا إلى 2470 شخصاً ليرتفع العدد الإجمالي إلى 8 آلاف و364 ضحية.
من جانبه أكد نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي فى مؤتمر صحفى، انهيار أكثر من 5700 منزل حتى الآن، و أن أكثر من 16 ألف فريق انقاذ لنجدة المنكوبين، وفقا ل قناة القاهرة الإخبارية.
وتتواصل الهزات الارتدادية، فيما وقع زلزال فجر الأربعاء بقوة 4 درجات على مقياس ريختر في البحر الأبيض المتوسط قبالة سواحل ولاية هطاي جنوبي تركيا.
وحسب موقع العين الإخبارى، وقع الزلزال على عمق 6.94 كيلومترا. ويبعد مركز الزلزال مسافة 71.61 كيلومتر عن ساحل قضاء يايلاداج التابع لهطاي.
بدورها أكدت وزارة الخارجية النمساوية أن مواطنين نمساويين لقيا مصرعهما في كارثة الزلزال في تركيا بعدما ظلا تحت الأنقاض لمدة 30 ساعة، وأشار بيان للوزارة إلى أن المساعدات المالية وفرق الإنقاذ التابعة للقوات المسلحة النمساوية وصلت بالفعل إلى تركيا.
وأعرب البيان عن أسفه لهذا الوضع الكارثي حيث تم القضاء على مدن بأكملها وانهارت المنازل والشوارع.
وفى سوريا، وجهت الحكومة السورية الشكر لمصر، قيادة وحكومة وشعباً، موضحة أن الشعب السوري لا ينسى أبداً كل من يقدم له يد العون، وخصوصاً في هذه الظروف التي تعيشها سوريا جراء الزلزال المدمر الذي ضربها.
وكان أصدر الرئيس، عبد الفتاح السيسي، توجيهات، تقضي بإرسال 5 طائرات عسكرية محمَّلة بمساعدات طبية عاجلة إلى سوريا وتركيا.
وذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن ذلك جاء في تصريحات لوزير الإدارة المحلية والبيئة السوري المهندس حسين مخلوف من مطار دمشق الدولي عقب استقبال المطار مساء اليوم 3 طائرات مصرية محملة بمساعدات إنسانية وإغاثية ومواد طبية وخيام لمساعدة المتضررين جراء الزلزال.
وأضاف مخلوف إن "جهود الإنقاذ هي الأولوية الأولى، ثم تقديم المساعدات الطبية والاستشفاء للمصابين وإيواء من غادر منزله لتقديم كل ما يلزم له بشكل كامل، بالإضافة إلى أعمال تدقيق السلامة الإنشائية للمنازل التي تصدعت، وكل ذلك في سياق من التكامل بين جهود مؤسسات الدولة والدعم الذي تلقته سوريا من الأشقاء والأصدقاء، والذي يعبر عن مكانة الشعب السوري لدى تلك الدول".
من جانبه، أكد وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد، خلال اتصال هاتفي مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا جير بيدرسون، أن هذا هو وقت تقديم المساعدات الإنسانية وليس وقت فرض العقوبات التي تزيد من معاناة الشعب السوري نتيجة هذه الكارثة الطبيعية في الوقت الذي شددت فيه وزارة الخارجية والمغتربين السورية، على أن العقوبات الأمريكية تعيق أعمال الإغاثة الإنسانية
وفى وقت سابق، أعلن نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا "أوليج إيجوروف"، أن قوات الجيش الروسي انتشلت 42 شخصا من تحت الأنقاض، وأن أعمال الإنقاذ مستمرة.وقال "إيجوروف"، تم إزالة 27 مكانا مدمرا، واستخراج 57 جثة، وتقديم المساعدة الطبية لـ194 مواطنا سوريا".
وأشار إلى نشر 4 نقاط للتبرع بالدم في حلب وحماة وجبلة وستامو، كما تم توزيع أكثر من 11 طنا من المواد الغذائية والمواد الأساسية في ثماني نقاط من المساعدات الإنسانية للمتضررين.
من جانبه أعلن المرصد السورى لحقوق الإنسان، ارتفاع عدد ضحايا الزلزال فى سوريا، إلى 1970 قتيلا فى عموم المناطق التى ضربتها الهزة الأرضية، إضافة لإصابة نحو 2000 شخص على الأقل، وتضرر 72 مدينة وبلدة وقرية وسط وشمال غرب وغرب البلاد.
من ناحية أخرى، حذر الدفاع المدنى السورى، من ارتفاع منسوب مياه نهر العاصى غربى إدلب، داعيا السكان فى مدينة جسر الشغور ودركوش توخى الحيطة والحذر والابتعاد عن مجرى النهر.
وقال الدفاع السورى فى بيان نشره على صفحته الرسمى بموقع تويتر: "إذا بقى منسوب النهر يرتفع قد يؤدى لدخول المياه للمنازل على جانبيه".
فيما تتواصل ارسال المساعدات الإنسانية، أرسلت تونس مساعدات عاجلة لكل من سوريا وتركيا وتولى وزير الداخلية التونسي توفيق شرف الدين رفقة وزراء الدفاع الوطني والشؤون الاجتماعية والصحة، الإشراف على إرسال طائرتين عسكريتين محملتين بشحنتين من المواد الغذائية والأغطية والأدوية بالإضافة إلى فريق من الحماية المدنية مختص في البحث والإنقاذ مجهزين بمعدات متطورة وفرق طبية للتعامل مع المحاصرين تحت الأنقاض.
بدورها أعلنت قيادة العمليات المشتركة بوزارة الدفاع الإماراتية وصول طائرتين تحملان مساعدات إنسانية إماراتية إلى مطار دمشق، ضمن الجسر الجوي الهادف لمساعدة المتضررين من الزلزال.
وقد شملت المساعدات الإنسانية في المرحلة الأولى 12 طنا من المواد الإغاثية، وعددا من الخيم لإيواء 216 لاجئا.
كما أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أن بلادها ستقدم مليون يورو إضافية لمؤسسة "مالتيزر إنترناشونال"، وأنها تعمل على إتاحة المزيد من المساعدات المالية لمساعدة ضحايا الزلزال في سوريا.