فازت المجموعة القصصية "سيرك الحيوانات المتوهّمة"، للكاتب المغربي أنيس الرافعى، بـ "جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية" فى دورتها الخامسة (2021 – 2022)، وذلك خلال حفل أقيم بمركز المؤتمرات فى "جامعة الشرق الأوسط الأمريكية" (AUM) بالكويت مساء أمس الإثنين، 6 فبراير الحالى، بحضور الكتّاب الذين وصلت أعمالهم إلى القائمة القصيرة للجائزة.
والمجموعة عبارة عن "حقيبة مونولوجات سردية مينيمالية ورسومات تخطيطية" أنجز شقها الفنى باقتدار وألمعية المبدع الأردنى الكبير محمد العامرى. يقع المؤلف فى 186 صفحة من الحجم الصغير، إذ يستهل بخطاب حراسة نظرى، يحمل يافطة "تذاكر مجانية للدخول إلى السيرك"، هو عبارة عن خليط معرفي متعدد الأطياف من الشذرات، والتأمّلات، والخواطر، والأحلام، والهوامش، والهلاوس، والقصيصات، والخطابات الموازية، التى يبلغ عددها تحديدا 120 مقطعا.
و مباشرة بعد خطاب الحراسة هذا، المؤطر لمرجعيات و تقاطعات هذه التجربة الجمالية المغايرة على صعيد المعمار والمتخيل، يأتى قسم ”الحيوانات حسب ترتيب دخولها إلى خيمة السيرك ” قوامه 30 حكاية عن 30 حيوانا متوحشا أو مستأنسا، ضمن قوالب متخيلة ذات طابع عجائبي أو سريالى أو واقعى، تقع فى المنطقة البرزخية الملتبسة بين المرئى واللامرئى، و بين الظاهر و المتواري، أو بين الأصل الثابت و الظلال المراوغة ، تماما كما لو كنا أمام نسخة معاصرة ومعدلة جينيا من "كليلة ودمنة"، أو فى مواجهة مشاهد قوطية مهربة من أحد أفلام المخرج الأمريكي "تيم بيرتون".
لتختتم الحقيبة بقفل على شاكلة مأثورة فنتازية، تمت تسميتها بـ "كيف يمكن إغلاق السيرك؟" السيرك الكرنفالي و الرمزي ذاته، الذي يعج بالكثير من المحكيات الطريفة والأليغورية، على منوال ديربي الحيوانات الجميلة والحيوانات القبيحة، الهيئة الدولية للدفاع عن حقوق الحيوانات ضحايا الأدب العالمي، المؤتمر الكوني لمبتكري الحيوانات الخرافية، صالة ألعاب تصادم الحيوانات الضارية، و الرابطة السرية للرفق بالحيوانات اللامرئية.إلخ.
وعلى ظهر الغلاف الرابع نقرأ الكلمة التالية للناشر:
”أمّا بعد، فهذا عمل خلاسيّ مختلف، وعلى غير مثال سابق في المقترح الجمالى والصنعة الكتابيّة، كأنّه سيرك فسيفسائى على هيئة كتاب حكائى، أو بالأحرى كأنّه كتاب قابل للتركيب والتفكيك في سمت سيرك للحيوانات المتقنّعة المتشبّهة بالإنسان. حقيبة سحريّة مليئة حدّ الطفحان بالمنولوجات، والحيوانات، والرسومات، والسرود، والأساطي، والشذرات، والتأمّلات، والخواطر، والأحلام، والهوامش، والقصيصات، والسخرية، والمغازي، والمتناصات، والاسترجاعات الفلسفيّة، والخطابات الموازيّة، والمرجعيات الثقافيّة الموسوعيّة. إنّها بالتأكيد التذاكر المجانيّة، التي يقدّمها كلّ من القاص أنيس الرّافعي والفنّان محمّد العامري لجمهرة المتلقّين من أجل الولوج إلى خيمة هذا السيرك الجهنمى، الذى لا يضاهيه أى سيرك في الكون جنونا وعبثا ووهما وعدميّة وعجائبيّة وتجريبيّة. موضوعة "السيرك الخيالى"، التى تأخذ فى هذا الكتاب/ "البرفورمونس" شكل استعارة كبرى للحياة والوجود والواقع وما بعد الواقع وما وراء النص. هناك، حيث ثمّة سارد يختلق الحيوان، وفنّان يروّضه بالألوان. حيث ثمّة تشاكل مباطن وتفاعل متخارج بين الأيقونة والأدب، ليس في حاجة البتّة إلى مرجع إحالي غير ذاته، شأن محارة صدفيّة ملمومة على نفسها وعزلتها فوق صخرة، في حلّ من صخب الشاطئ أو هدير الموج. أيّها القارئ، رجاء ادخل إلى السيرك بثقة، فلن يلتهمك أى أحد".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة