كان تصوير قدماء المصريين عبر السينما والتلفزيون مصدرًا للجدل الهائل لسنوات عديدة فغالبًا ما ظهروا على أنهم يتمتعون بخصائص أوروبية مع أن قدماء المصريين هم فى الأساس أسلاف المصريين الذين يعيشون فى شمال أفريقيا.
من Exodus: Gods And Kings إلى The Mummy تم استبعاد الشخصيات ذات البشرة الداكنة من القصص الخيالية، المثال الأكثر شهرة هو كليوباترا فى عام 1922، وقد اعتبر المؤرخون وعلماء المصريات وعلماء الأنثروبولوجيا أن هذا يرجع إلى عدة عوامل.
وقال عالم المصريات ومساعد أمين متحف بيد فى كاليفورنيا "جيس جونسون" عن هذه الظاهرة فى مقال فكرى أورده موقع فوربس الأمريكى: "علم المصريات، دراسة اللغة والتاريخ والفن والحضارة فى مصر القديمة، هو تخصص متجذر فى أوروبا وأمريكا، إنه نظام بناه من هم فى السلطة، أسسه فى الأصل ذكور بيض، وغالبًا ما يكون مشوهًا ليناسب أجنداتهم، عرف مؤسس علماء المصريات مصر القديمة من خلال علاقتها بالغرب، شمل الغرب، خلال التكوين المبكر لعلم المصريات كنظام، فرنسا وألمانيا وبريطانيا. كانت هذه القوى الاستعمارية فى ذلك الوقت. العلماء الغربيين قد تأثروا بأجندات بلدانهم الاستعمارية وأمتعتهم الثقافية للتأكيد على فصل مصر القديمة عن إفريقيا ".
وتابع: "أعتقد أن الفصل الأولى لمصر القديمة عن إفريقيا من قبل العلماء الأوروبيين لم يعزز فقط الأجندة الاستعمارية لإنكار إفريقية مصر، بل عزز أيضًا تبرير العبودية فى الولايات المتحدة من خلال معارضة فكرة أن الثقافة المصرية القديمة كانت ثقافة أفريقية. لقد خلق الإطار الثقافى الذى تواجد فيه علم المصريات المبكر أساسًا يمكن من خلاله أن يستمر إدراكه فى التأثير على المنح الدراسية. تبنى العلماء الأمريكيون التعريفات الأوروبية للعلاقة بين مصر والغرب واستخدموا هذه العقلية لدعم مناخ موات للعبودية والاستعمار".
ومع تزايد الأصوات البارزة حول سبب استمرار هذا التصوير بعد الحقبة الاستعمارية الأوروبية الأكثر شهرة، تمت الإشارة إلى التفسير المخادع والمزدوج للتاريخ من قبل أوروبيين محددين فى تلك الحقبة باعتباره السبب الأكبر.
