محمد بن طغج الإخشيدى ولد فى مثل هذا اليوم 8 فبراير من عام 882، وهو مؤسس الدولة الإخشيدية فى مصر، بعد أن تولى حكمها، وكان جده هو جف بن يلتكن وكان من أوائل الترك الذين خدموا مع المعتصم بن هارون الرشيد، وأبوه هو طغج وكان من المقربين من أحمد بن طولون، وذلك ما إن قويت شوكة إسحق بن كنداج نائب الموصل آنذاك حتى انتقل طغج إلى خدمته وخاصم بن طولون.
لكن كيف تولى محمد بن طغج الإخشيدى حكم مصر؟ تولى حكم مصر فى عهد الخليفة أبو العباس محمد الراضى بالله، وهو ابن المعتضد الذى بويع إثر خلع الحرس لأخيه القاهر بالله سنة 322 هـ، والذى عوقب لمحاولته رفض قرار الحرس التركى بسمل عينيه، لكنه تولى حكم مصر مكافأة له من الخليفة العباسى على تصديه لمحاولات الفاطميين دخول مصر، واستطاع، بعد 5 سنوات من حكمه، الاستقلال بمصر فى عام 940هـ.
عندما تولى محمد بن طغج أمر البلاد طلب من الخليفة الراضى، وهو طلب يرقى لمرتبة الأمر، أن يطلق عليه لقب الإخشيد، لأنه أراد أن يصل نسبه بالملوك الترك من أوزبكستان، إذ كان الملك هناك يلقب بالإخشيد، وقد منحه الخليفة العباسى "الراضى بالله" الأرض وأعطاه لقب "أخشيد" أى "ملك" بلغة منطقة فرغانة التى نشأ منها ملوك هذه السلالة، وقد استمر حكم الإخشيد فى مصر حوالى خمسة وثلاثين عامًا، وفى النهاية حصل محمد بن طغج الأخشيدى على استقلاله عن الدولة العباسية والذى أدى بدوره إلى ازدهار مصر ثقافياً واقتصادياً، ليرحل عن عالمنا ورحل عن عالمنا فى 25 يوليو عام 946م، عن عمر ناهز حينها 64 عاما.
ومن الآثار التى مازالت موجودة وتعود لعصر الدولة الإخشيدية ضريح "طبا طبا"، وتم تأسيسه فى القرن الرابع الهجرى، العاشر الميلادى، شيده محمد بن طغج الإخشيدى، بين أعوام 935 م و946م، وهو أحد الأضرحة الرائعة المصممة على طراز الحضارة الإسلامية، و" مسجد الفقاعى"، الذى أنشىء عام 1198هـ - 1783م لم يتبق من عناصره الأثرية سوى المأذنة والمنبر، يُنسب المسجد إلى أبو الحسن على بن الحسن بن عبد الله الفقاعى، وبنى هذا المسجد كافور الأخشيدى، ثم جدده وزاد عليه مسعود بن محمد صاحب الوزير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة